استقبل قداسة البابا فرنسيس ظهر الاثنين في قاعة الكونسيستوار في القصر الرسولي بالفاتيكان المشاركين في المجمع العام لرهبانية الطوباوية مريم العذراء أم الرحمة (Mercedari) بمناسبة المئوية الثامنة على تأسيسها وللمناسبة وجّه الأب الأقدس كلمة رحّب بها بضيوفه وقال تحت عنوان "الرحمة: ذكرى ونبؤة في ضواحي الحريّة" اختتمتم مجمعكم العام الذي يفتتح احتفالات المئوية الثامنة على تأسيس رهبانيتكم. ذكرى تدعونا لنستعيد الأعمال العظيمة التي تمّت خلال هذه القرون الثمانية: تحرير الأسرى وشجاعة حمل الرسالة في العالم الجديد، وصور العديد من الأفراد الذين تميّزوا بالقداسة وبكتابات زيّنت تاريخكم.
تابع الأب الأقدس يقول لكن لا ينبغي لهذه الذكرى أن تبقى مجرّد عرض للماضي وإنما ينبغي عليها أن تصبح تصرّفًا واعيًا يسمح لنا بتقييم نجاحاتنا بدون أن ننسى محدوديّتنا، ولاسيما في مواجهة التحديات التي تضعها البشريّة أمامنا. يمكن لمجمعكم العام هذا أن يصبح مناسبة مميّزة من أجل حوار صادق ومثمر لا يبقى في الماضي المجيد وحسب بل يتفحّص الصعوبات التي تمّت مواجهتها خلال المسيرة والأخطاء أيضًا.
بهذا الروح، أضاف الحبر الأعظم يقول، يمكننا أن نتحدث عن النبؤة فعلاً، إذ أن يكون المرء نبيًّا يعني أن نعطي صوتنا البشري للكلمة الأزليّة، وننسى أنفسنا لكي يظهر الله بقوّته وقدرته من خلال ضعفنا. النبي هو مرسل وممسوح قد نال عطيّة الروح القدس ليخدم شعب الله؛ وأنتم قد نلتم عطيّة وتكرّستم لرسالة وهي عمل رحمة: إتباع المسيح حاملين بشرى الإنجيل السارة للفقراء وتخلية السبيل للأسرى (راجع لوقا 4، 18).
أيها الإخوة الأعزاء، تابع البابا فرنسيس يقول، إن نذورنا الرهبانية هي عطيّة ومسؤولية كبيرة في الوقت عينه ونحن نحملها في آنية من خزف. فلا نثقنَّ إذًا بقوانا الشخصيّة وإنما لنستسلم على الدوام للرحمة الإلهيّة. فإن كان الله حاضرًا في حياتكم، فسيكون فرح حمل إنجيله قوّتكم وسروركم. إن الله قد دعانا لنخدمه داخل الكنيسة والجماعة لذلك ليعضد بعضكم بعضًا في هذه المسيرة المشتركة وقدموا شهادة لرسالة يسوع ومحبّته للكنيسة من خلال الشركة الأخوية والوفاق في عمل الخير.
أضاف الأب الأقدس يقول إن النبي يعرف كيف ينطلق إلى الضواحي التي ينبغي الاقتراب منها بلا أحمال ثقيلة لأن الروح الذي يدفعنا إلى الأمام هو نسيم عليل. تذكروا أن هذا الروح عينه هو الذي حرّك آباءكم ووجّههم ويدعوكم اليوم لإتباع خطواتهم. وبإتباعكم لخطواتهم أنتم تؤّكدون أن درب التحرّر تتطلّب منا أن نصبح صغارًا ونتّحد مع الأسرى مدركين أننا فقط بهذه الطريقة يمكننا أن نخلّصهم ونكتشف الحريّة الحقيقيّة لأن مخلّصنا حاضر في الفقير والأسير.
وختم البابا فرنسيس كلمته بالقول في هذه الذكرى المئوية الثامنة على تأسيس رهبانيتكم لا تكلّوا أبدًا من "إعلان سنة رضى للرب" لجميع الذين أُرسلتُم إليهم: للمُضطهدين بسبب إيمانهم وللمحرومين من حريّتهم، لضحايا الإتجار بالبشر ولشباب مدارسكم وجميع الذين تخدمونهم من خلال مؤسساتكم ورعاياكم والرسالات التي أوكلتها الكنيسة إلى عنايتكم.
[email protected]
أضف تعليق