قبل اربع سنوات وضعت سيدة من بلدة كفاريونا (قرب نتانيا ، شمال تل ابيب) تدعى "نيرا ستافي" (37 عاماً) – مولودة سالمة معافاة ، لكن بعد سويعات تدهورت حالتها واضطر أطباء مستشفى "لنيادو" في نتانيا ، الذي وضعت مولودتها فيه ، الى استئصال رحمها ، فقدمت السيدة "ستافي" دعوى ضد المستشفى ، اتهمته فيها بأن اطباءه تصرفوا باهمال "ودّمروا حياتي" – كما ورد في الدعوى على لسانها .

وجاء في الدعوى التي قدمت مؤخراً الى المحكمة ان السيدة الوالدة قد اصيبت بعد الانجاب بحالة من الضعف والوهن . وبنزيف غزير ، وبعد ساعة ونصف عمد الأطباء الى وقف النزيف بالتقطيب ، وسجلوا في المحضر الطبي ان النزيف قد توقف ، بينما سجلت الممرضات ان "النزيف كبير" ، وتبين بعد خمس دقائق ان الوالدة تعاني من تخثر شديد بالدم . وسجل في المحضر أنه بعد ساعتين من تدهور الحالة قرر الأطباء اعطاءها أول وجبة من الدم – لكن تبين من مراجعة الاحداثيات ان الوجبة قد اعطيت للسيدة في وقت متأخر .

فتح البطن

ويدعي خبيران استعانت بهما السيدة "ستافي" ان الأعراض والدلائل الأولية التي ظهرت لديها "كان يجب ان تشعل الضوء الأحمر أمام الأطباء ، لكن لم تتخذ الاجراءات الطارئة اللازمة ، مثل الاتصال ببنك الدم لاشعار المسؤولين فيه بالحاجة الملحة لوجبات دم متلاحقة ، بالاضافة الى انه لم يتم نقل السيدة الوالدة الى غرفة العمليات ولم يتم استدعاء طبيب جراح او خبير بالصدمات ("تراوما") حسبما يستلزم الأمر " – كما ورد في تقرير الخبيرين .

وأضاف الخبيران انه كان من واجب الأطباء تدارس مسألة اجراء عملية فتح لبطن السيدة ، لمعرفة مصدر واسباب النزيف ، ووقفه بسرعة "ومضت ربع ساعة حتى ادراك الأطباءان النزيف غير قابل للسيطرة ، وحولوا الوالدة الى غرفة الولادة ، وأعطيت وجبة دم أخرى " – حسبما جاء في التقرير .

وسجل الخبيران الاحداثيات التي اعقبت حالة السيدة منذ بداية تدهورها ، ساعة بساعة ، الى ان انتهت باستئصال رحمها ، واكد انه كان من الواجب اجراء عملية فتح البطن مبكراً ، تجنباً لاستئصال الرحم ، وأشار الى ان السيدة وصلت الى المستشفى وفي دمها منسوب 10.6 من مادة الهموغلوبين ، فهبط لاحقاً الى "3" فقط ، ما يعني خطر الموت ، لان الهموغلوبين هو المادة التي تزود الجسم بالاكسجين .

مولودة ثانية

وبناء على كل ما تقدّم قدمت السيدة "نيرا ستافي" وزوجها دعوى يتهمان فيها المستشفى واطباءه بالتعرف باهمال ، ما ادى الى استئصال رحم الوالدة ، والى تعريض حياتها للخطر ، وانه كان من الواجب اتخاذ الاجراءات اللازمة لوقف النزيف ، تجنباً للمخاطر التي ألمت بها .

ورغم آلامها وأحزانها ، أبلغت السيدة "ستافي" وسائل الاعلام التي نشرت الخير حول قضيتها – بأنها قد انجبت قبل عام ابنة ثانية ، بواسطة "الفندقة" ، وأعربت عن بهجتها بالأمر "على الرغم من كل ما لحق بي من أذلى واسى" – على حد تعبيرها ، مشيرة الى ان عملية الانجاب بالفندقة قد كبد أسرتها مصروفات باهظة ، والى انها ما زالت حزينة لأنها لم تعد قادرة على الانجاب بشكل طبيعي .
ومن جهتها ، اكتفت ادارة مستشفى "لنيادو" بالتعقيب قائلة انها ستفصح عما لديها في المحكمة ! 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]