الحمل والشهوة للطعام يتماشيان مع بعضهما البعض. كيف نتعامل مع هذه الرغبات بشكل مفيد من أجل صحة الام وجنينها؟ خلال الحمل تمرّين بتغييرات كثيرة في جسمك وتظهر هنا وهناك ظواهر والتي لم تصادفيها ابدًا، تشرح رونيت دوييف مديرة علمية في ابوت، منتجة سيميلاك.
احدى الظواهر المألوفة هي "الوحام" للطعام، والذي تُروى عنه الكثير من النكات والقصص المسلية، مثل "ذهبت لجلب لزوجتي شوارما في الساعة 12 ليلاً....". يدور الحديث عن حالة من الشهوة القوية والفجائية لتناول طعام جدًا محدد، وأحيانًا أيضًا غير عادي. الفرق عن الشهوة العادية للطعام، والتي لا تحدث خلال الحمل، هو في درجة القوة – الشهوة اثناء الحمل هي أقوى بكثير. تنهضين فجأة في منتصف الليل وتجتاحك رغبة قوية لـ "شيء حلو" وتشاهدين امامك بوظة بطعم معين والتي تريدينها وحالاً! وستفعلين أي شيء للحصول على هذا الطعام (او احيانًا المشروب) المرغوب! 

هنالك اعتقادات مسبقة وخرافات عن هذا الموضوع وهي تختلف من مكان لآخر. في اليابان مثلاً، يؤمنون انه اذا اشتهت الام الطعام الحار، فسيولد الطفل عصبياً. في بلادنا يربطون الموضوع بعلامات وبقع الولادة والتي تكون على جسد الطفل.

50%-90% من النساء ستمرّ بهذه الظاهرة بشتى الدرجات خلال الحمل. كما هو الامر في ظواهر عديدة اخرى تميّز فترة الحمل، هنا ايضًا تلعب هرمونات الحمل دورًا هامًا، خاصة في الثلث الاول من الحمل عندما يكون مستوى الهرمونات عالي جدًا. التغييرات الهرمونية الكبرى التي تحدث خلال الحمل تعتبر ذات تأثير كبير على المذاق وحاسة الرائحة، الا انه وكما يبدو ليست التغييرات الهرمونية فقط هي المسبب للظاهرة والصورة ليست واضحة بأكملها. الامر الاكيد هو ان النفور عن الطعام يسير جنبًا الى جنب مع الشهوة للطعام. النساء اللواتي تكرهن طعامًا معيّنًا يعتبرن ذوات ميل كبير جدًا للإصابة ايضًا بالوحام، مقارنة مع نساء لا تنفرن من الطعام. الوحام يمكن ان يختلف من حمل الى آخر (لدى نفس المرأة) وحتى انه يختلف من اسبوع لآخر خلال الحمل. قد لا تحبين الفاكهة والخضار وفجأة ستصبح وجبتك اليومية الثابتة.
اكثر الرغبات شيوعًا خلال الحمل وكما تروي الحوامل تشمل – اطعمة حلوة (شوكولاطة، بوظة وحلويات)، كربوهيدات واغذية نشوية، مخللات، فاكهة وخضار وطعام سريع. هنالك من يعتقد ان الشهوة لطعام معين نابعة من احتياجات الجسم. مثلاً، النقص بالمغنيزيوم، يمكنه ان يزيد الرغبة لتناول الشوكولاطة. الرغبة بتناول اللحوم الحمراء تتعلق كما يبدو بالحاجة الى البروتين. الا انه لا توجد اثباتات علمية معتمدة بشكل كاف لهذه النظرية.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]