أفادت وسائل إعلام عبرية، عن قيام معهد التطبيقات التكنولوجي " التخنيون"، بالفصل بين الطلاب العرب واليهود داخل مساكن الطلاب. وتأتي هذه المبادرة بالفصل، تحسُبًا لمنع أي احتكاك بين الطلاب من كلا الطرفين– حسب ما صرّح أحد المسؤولين في المعهد.
وورد عبر الوسائل الإعلامية، الأمر لا يدور بالخفاء، إنما بإمكان الطالب الإشارة بالاستمارة الخاصة بطلب استئجار السكن، برغبته بالسكن، فقط مع طلاب يهود!
المُحامية رغد جرايسي: تبني التخنيون لنهج الفصل بين الطلاب هو اطار تمييز غير القانوني
وفي هذا السياق، توجه " بُـكرا" لمديرة وحدة الأقلية العربية في جمعية حقوق المواطن، المُحامية رغد جرايسي، التي عقبت: بحسب المعلومات التي نشرت في الإعلام مؤخّرا، الفصل بين الطلاب العرب واليهود في "التخنيون" لا يتمّ بشكل فردي او في حالات خاصّة على اساس عدم الملائمة بين الأفراد، وانّما بشكل جماعي وعلى خلفيّة الانتماء القومي للطلاب.
وتابعت المُحامية جرايسي: لا شكّ في ان هذا النهج من قبل "التخنيون"، على المستوى المبدئي، هو نهج اقصائي، يغذّي الأفكار المسبقة بين المجموعات القوميّة، ويشجّع التوجّهات العنصريّة في المجتمع، ولكن، السؤال الذي يطرح في هذه الحالة هو؛ "هل هذا النهج الإشكالي هو بالضرورة نهج غير قانوني"؟ الردّ على هذا السؤال مركّب، فمن جهة، حتّى الدول الرائدة في مكافحة الفصل العنصري والتمييز لا تطبّق قوانينها المانعة على كل ما يتعلّق بالشركاء في السكن تحت سقف واحد، وهذا من منطلق أن العلاقات في الحيّز الخاص، الذي هو في هذه الحالة البيت او المسكن هي علاقات خاصّة وحميمة غالباً ما يمتنع القانون عن التطرّق لها. ولكن، من جهة اخرى، مساكن الطلبة في "التخنيون" أو أي مؤسسة اكاديميّة اخرى ليست بيوت خاصّة والجامعة ليست أداة "تقنيّة" تنفّذ رغبات الطلّاب دون مساءلة، انّما جسم له سلطته وصلاحيّاته وتوجّهاته التي يفرضها في كثير من الأحيان والمواضيع على الطلّاب. ولهذا، في هذه الحالة، "تبنّي" التخنيون لنهج الفصل بين الطلّاب، حتى ولو اتى على اساس تنفيذ رغبات الطلّاب انفسهم، لا يتقبّل الفصل العنصري على اساس قومي وحسب، وانّما يشجّعه ويقوّيه ويضمن استمراره، ولهذا، انا اعتقد ان هذا النهج يقع تحت اطار التمييز غير القانوني.
الطالبة ديران شلابنة: الفصل العنصري في التخنيون يُشرع العنصرية في المؤسسات التعليمية
وبدورها، عقبت مديرة وحدة الطلاب العرب في اتحاد الطلاب العام، ديران شلابنة حول الفصل العنصري الذي تبناه معهد التخنيون، بقولها: نلاحظ على مر السنين ان عدد الطلاب العرب في " التخنيون" دائما في ارتفاع، ويجب على كل مؤسسة تعليمية في اسرائيل ان يخلق ويوفر فرص وأطر مشتركة التي من غير الممكن تواجدها في اماكن اخرى، لإجراء تعارف واختلاط بين للقوميات المختلفة والمتنوعة الموجودة في المجتمع. منع وجود هذه الفرصة في التخنيون هو عبارة عن زيادة البعد والفجوة الموجودة بين هذه القوميات وبذلك يتم تشريع العنصرية في المؤسسات التعليمية، لذلك، سوف نقوم بفحص وبحث الموضوع امام الجهات المتعلقة والغاء هذه السياسة.
المحامي نضال عثمان: من المؤسف أن جامعة مصنفة عالميًا من أفضل الجامعات أن تتبنى مظاهر الفصل العنصريّ
وفي تعقيبٍ له، قال المحامي نضال عثمان، مدير الائتلاف لمناهضة العنصرية: بعد الفصل في المستشفيات يأتي الفصل في الأكاديما، علمًا أنها حيز إضافيّ يقوم فيه الطلاب بتشارك هم مشترك وهو المستقبل الأكاديمي.
وأضاف: بغض النظر عن رغبة الطلاب الفردية، على المؤسسة الأكاديمية ملقاه مسؤولية تشجيع الحياة المشتركة او على الاقل عدم التجاوب مع رغبات الفصل. قد يطلب طالب ألا يسكن مع آخر من قومية أخرى لكن على الجامعة ألا تشجع مظاهر الفصل عبر تبينها ذلك من خلال استمارة مضيفة بذلك شرعية للموضوع.
وقال: دون التطرق إلى قانونية الموضوع، ومؤسف أصلا أن نبدأ بمناقشة الموضوع قانونيًا وتجاوز الجانب الأخلاقي، نذّكر أنّ سياسة الأبرتهايد (الفصل العرقيّ والعنصريّ) شملت ايضًا الفصل ما بين السود والبيض في المراكز الأكاديمية. مخجل لجامعة التخنيون، المصنفة عالميًا من أفضل الجامعات، والتي تُعد من الجامعات المعروفة في مجال الفكر الأكاديمي أن تتبع سياسة مماثلة وسنقوم من خلال الإئتلاف لمناهضة العنصرية بملاحقة الموضوع.
[email protected]
أضف تعليق