شاركت الالاف بعد ظهر اليوم في المهرجان الختامي لفعاليات الذكرى الـ 40 ليوم الارض والذي جرى في مدينة عرابة، بحضور اعضاء كنيست وشخصيات سياسية واجتماعية ولفيف من جيل الشباب الحماسي.
وافتتحت المهرجان الخطابي عريفة المهرجان نداء نصار، تلاها كلمات من الذكر الحكيم تلاها الشيخ سامي نصار، ثم وقف الحضور دقيقة حداد على ارواح الشهداء وانشدوا سوية نشيد موطني.
تحذير من سماسرة الأرض
وكانت الكلمة الاولى لرئيس بلدية عرابة علي عاصلة الذي رحب بالضيوف، بلد سقوط اول شهيد في يوم الارض عام 1976 خير ياسين ثم قال: اوصانا الله سبحانه وتعالى بالحفاظ على ارض الوطن وعلى القدس بلد الانبياء، لذلك نحن نعيش في ارض مقدسة وواجب علينا الحفاظ عليها، نجتمع اليوم من جميع اطياف المجتمع لتخليد ذكرى يوم الارض الخالد، ميثاق الشرف مع الارض ، وذلك حين هب شبابنا الباسل دفاعا عن الارض وضد المصادرة، واستشهد شبابنا في هذه اليوم قبل اربعين عاما وسطروا لنا نصرا مبينا، ونجحنا بالحفاظ على هويتنا، هذا اليوم هو يوم عهد مع الشهداء والدفاع عن، وفيه نرص الصفوف ونشحذ الهمم امام التحديات الجمة ، تحديات الثوابت القدس والاقصى ، وحق العودة، والارض ارضنا ارض المحشر ، قبل شهور اعلنت حكومة نتنياهو حظر الحركة الاسلامية ومنع الجمعيات الخيرية من العمل، وما هو الى مشروع لهدم وحدة شعبنا، وتستمر الهجمة على قيادات شعبنا واخرهم اعضاء التجمع الوطني الديموقراطي ولا يمر يوم بدون تحريض، عدى عما يحدث في الضفة الغربية من ظلم وعدوان واعدام ميداني للشباب
وحذر عاصلة من نشاط السماسرة الذين يحاولون الاستيلاء على ارضنا ترهيبا وترغيبا، ولم ينسى الاسرى والظلم الذي يلحق بشباب فلسطين في السجون، وخاطب الجيل الشاب مطالبا منه التمسك بالارض.
تحية للتجمع على موقفه من حزب الله
وعن عائلات ذوي الشهداء كانت كلمة حسني طه قريب الشهيد محسن طه من كفركنا الذي قال: لم تختلف اليات السلطة التي استخدمت يوم الارض عام 1976 عن اليوم، بل نرى ان موجة العنصرية التي تجتاح المجتمع العربي اخذة بالازياد، وهذا يتطلب منا الوحدة، توعية الجيل الشاب وتطوير اساليب النضال.
وعبر حسني طه عن استيائه بما سُمي الربيع العربي الذي وصفه بالربيع المزيف، والذي اظهر لنا جماعات غريبة من مجتمعنا العربي، واستنكر موقف الجامعة العربية تجاه حزب الله وحييا موقف الجبهة والتجمع في هذه القضية.
واستمع الحضور للشابة ربى رباح التي القت قصيدة للشاعر محمود رويش وتفاعل معها الجمهور بشكل مهيب.
ام الحيران، رمز الصمود
وتحدثت الناشطة جيلا رعنان، المحاضرة في جامعة بن جوريون، الناشطة اليهودية من اجل السلام والتي رافقت اهالي النقب وام الحيران مسيرة النضال قائلة: ان ام الحيران منذ عشرات السنين وهي تتحدى وتناضل من اجل البقاء على ارضهم، والذين يقارعون جرافات الاحتلال التي تنوي اقتلاعهم من وطنهم .
واضافت: في ام الحيران وعتير حوالي 11 الف مواطن يعيشون في قرى تأبى حكومة الاحتلال الاعتراف بهم واعطائهم الحقوق التي يستحقونها كأي مواطن في الدولة ، عدا عن ممارسات القلع والتهديد بحقهم بين الحين والاخر ، ما يجعل اهالي ام الحيران ينامون ويصحون وهم يفكرون هل سيعودون الى بيوتهم بامان ام ان جرافات الاحلال سوف تهدم بيوتهم وترحلهم .
نحن اشد متانة وصلابة
واختتم المهرجان بكلمة رئيس لجنة المتابعة محمد بركة الذي افتتح كلمته موجها تحياته وتحيات الجماهير الى قرية أم حيران في النقب، التي شهدت هي ايضا مهرجانا سياسيا بمناسبة يوم الارض، بموازاة مسيرة عرابة. وقال، إننا من هنا نقول إن أم الحيران باقية، فهم يخططون لاقتلاعها، ونحن نصر على بقائها وهذا ما سيكون.
وتابع بركة قائلا: إننا هنا في هذا البلد الذي قدم التضحيات نبلغ إسرائيل بأننا نحن الذي كنا في العام 1948، حوالي 153 ألفا، بتنا اليوم مليون ونصف المليون نسمة، متجذرين في الأرض، في الوطن الذي لا وطن لنا سواه. نلتقي هنا في هذه الأرض التي هزمت العدوان عليها في يوم الارض الأول، ولقنت الجيش الاسرائيلي، بقيادة العنصري الصراصيري رفائيل ايتان ومختلف الاذراع الأمنية درسا بما يعني نضال شعب مقهور. وكما يبدو أن قهره في ذلك اليوم زاد من عنصريته وبحث عن انتقام أشد.
وقال بركة: هذه أرض البطولات، عندما أصبح شعب من رماد يصنع بقاء وقامة وعزة وثقافة وعلما فلسطينيا خفاقا، فهذا شعب لا يمكن أن يهزمه أحد. هذه أرض البطولات وهذه ساحات المعجزات، عندما تصنع قيادة شعب مأثرة، فإذا بفلسطين المهجّرة من وطنها، تكتشف أن لها ابنا بقي هنا في وطنه ليحرس الأرض والهوية والتاريخ. وإذا بالعرب يكتشفون أن لهم ابن يحمل لسانا عربيا فصيحا، وإذا بالعالم يكتشف في العام 1976 حجم الظلم الذي حلّ بأصحاب البلاد.
وتوجه بركة في كلمته الى الشهداء قائلا: أنتم أيها الشهداء بقيتم في أرض الوطن، كي تؤنسوا البيت، لأن البيوت تموت إذا غاب سكانها، وبيوتنا عامرة باقية كبقاء التراب والهواء، كبقاء البحر والجبل، هنا على صدورهم باقون.
وتوقف بركة عند محطات بطوليا في تلك المرحلة التي شهدت يوم الارض، مستذكرا اسماء الشهداء الستة، ورؤساء السلطات المحلية العربية الـ 11 الذين ايدوا الاضراب الأول، كما استذكر أسماء اعضاء سكرتارية لجنة الدفاع عن الاراضي الاولى التي قادت الاضراب.
وشدد بركة على أنه بعد 40 عاما، وحينما يسألوننا ما الجديد، نقول لهم إننا أشد متانة وصلابة، ومصرين على مواصلة المسيرة الكفاحية النضالية، للتصدي لكل السياسات العنصرية، لأن هذا شرط للبقاء، ونحن مصرون على البقاء في الوطن الذي لا وطن لنا سواه.
[email protected]
أضف تعليق