40 عاما مرت، تحمل معاني ودلالات كبرى كمحطة فارقة في وجدان ووعي عرب الداخل الذين عاشوا أحداث يوم الأرض في الثلاثين من آذار عام 1976، يوم أن هبت جماهير الداخل الفلسطيني، لأول مرة، منذ النكبة لتقول لا.......
شعار الشباب كان: الموت ولا المذلة
قالوا بصرخة واحدة وإرادة جامعة وموحدة، نحن أبناء الأرض 'والموت ولا المذلة'، عبارات ترددت ولا زالت تتوارد في ذهن وضمير من عايش حكاية الأرض ويعتبرها صفحة مشرفة في تاريخ الوجود الفلسطيني ومواجهة القهر والسلب الذي تعرض له فلسطينيو الداخل، ولا زالت الرواية الشفوية ترددها ألسن من أحداث يوم الأرض الخالد 30 آذار عام 1976.
رسالة البقاء
جريح يوم الأرض، عمر أبوريا ، من مدينة سخنين كان في الثامنة عشر من عمره أصيب إصابة خطيرة للغاية برصاص الجيش الذي داهم سخنين في الثلاثين آذار من العام 1976 يؤكد فخره واعتزازه بنفسه وبالجيل الذي صنع يوم الأرض.
وأكد لنا أهمية الاستمرار بنقل الرواية لذاكرة الأجيال، بصفتها بطولة أوصلت رسالة البقاء وحق وأصلانية الوجود على هذه الأرض.
وأضاف: أبو ريا كنا شبابا مفعمين بالحيوية والنشاط ، ليل 30 من آذار سمعنا أن قوات من الجيش وبقوات كبيرة اقتحمت بلدة ديرحنا، وبعد ذلك عرابة وخلال المواجهات الليلة جاء نبأ استشهاد الشاب خير ياسين.
وبعد ذلك بدأت قوات الجيش بدباباتها ومدرعاتها باقتحام بلدة سخنين قادمة من الجهة الشرقية أي من جهة عرابة، وبدأ الاستنفار العام في سخنين وبقي الوضع متوترا حتى صباح اليوم التالي أي يوم 30 آذار عام 1976.
دخلت الرصاصة من صدري وخرجت من ظهري"
في صباح ال30 من آذار عام 1976 سمعنا مكبر الصوت ينادي موجها ندائه لأهالي سخنين بأن قوات الجيش فرضت منعا للتجول في مدينة سخنين، الأهالي لم يأبهوا لهذا التخويف ولهذا النداء وبدأت الناس تخرج الى الشوارع متحدية ما اسمه منعا للتجوال.
الجندي أطلق رصاصه عن بعد 100 متر "دخلت الرصاصة من صدري وخرجت من ظهري"
وقال جريح يوم الأرض عمر أبو ريا "أبو هشام"، كنت في الثامنة عشرة من عمري ، وصباح ال30 من آذار بدأ الشباب بالتجمع الى الشرق من النصب التذكاري، كنت واقفا وأمامي الجندي الذي لا يبعد عني 100 متر وقلت له نحن لا نخاف من طائراتكم، فصوب بندقيته باتجاهي وأطلق الرصاص باتجاهي واتجاه الشباب الذين كانوا معي، وقد أصبت برصاصة دخلت من صدري وخرجت من ظهر تبعد عن العامود الفقري 2ملم.
بعد أن أصبت أخذني الشباب بالسيارة الى مستشفى نهاريا وأمضيت هناك 45 يوما، أخبرني الأطباء ان الإصابة خطيرة للغاية، وبعد ذلك بقيت يدي لا استطيع أن أحركها لمدة طويلة.
المحكمة العليا حكمتنا ب5000 شيقل لمطالبتنا بتعويض "لا تعويضات بالحرب"
بعد فترة قرر جرحى يوم الأرض برفع قضية على دولىة إسرائيل بسبب الإصابات والإعاقات التي تسبب بها الجيش للمواطنين العرب خلال أحداث يوم الأرض عام 1976، والغريب أن قرار محكمة العدل العليا كان ضدنا إذ تم تغريمنا ب5000 شيقل بحجة ان الإصابات حصلت وقت الحرب وفي الحروب لا يوجد تعويضات.
انجاز رهيب ..لا والف لا للمحتل
الإنجاز العظيم الذي حققناه يوم الأرض: قلنا للمحتل لا وألف لا..وعودت ارض المل لأصحابها
وقال عمر اب وريا أهم إنجاز تم إنجازه من خلال أحداث يوم الأرض عام 1976، ان المواطنين في سخنين والوسط العربي كله استطاعوا أن يقول للمحتل لا وألف لا...، وكفى خنوعا وتبعية، ومنذ ذلك اليوم تغيرت المفاهيم على جميع الأصعدة، والإنجاز الثاني هو عودت أراضي المل لأصحابها الشرعيين.
[email protected]
أضف تعليق