تزامنًا مع  الذكرى الـ40 ليوم الأرض الخالد، زار مراسل "بـُكرا" قرية رمية المهددة بالهدم والتهجير، وهي الصوت الفلسطيني الأخير الباقي من أراضي الشاغور التي بنيت عليها مدينة كرميئيل، حيث يعاني أهالي رمية منذ عشرات السنين من خطر التهجير بأي لحظة بحجة البناء والتطوير وبناء وحدات سكنية تخدم اليهود في المدينة .

الأهالي في رمية يترقبون بحذر شديد كل جديد في قضيتهم، وقد أكدوا ذلك في حديثهم لمراسلنا فمنهم من عبّر عن حزن واستياء شديدين من الفتور الذي أصاب الجماهير العربية تجاه قضايا شعبنا وما يعانيه من ويلات الاحتلال ، حيث وصفوا الجماهير بالحاضرة الغائبة في ساحات النضال لمواجهة القرارات العنصرية التي تنتهجها الحكومات الإسرائيلية وتمارسها بحق المواطنين العرب ، وان أمرا ما قد اصاحب الجماهير العربية حتى بات كل انسان يلتفت الى نفسه وينسى هموم شعبه ، وفقط القلة القليلة ما زالت تقف وتواجه ، الامر الذي يجعل الحكومة تستغل ذلك الضعف وتسعى لتحقيق وتنفيذ قراراتها على حساب قرانا ومدننا لصالح المواطن اليهودي .

 اللي باع ارضه الله لا يرده 
الحاجة "ثلجة سواعد" ابنة الـ 93 عاما، من سكان رمية، تحدثت عن صمودها وتشبثها بالأرض وعن حكاية البقاء بكرامة او الموت بعزة، وتطرقت لموضوع الأشخاص الذين باعوا أراضيهم لصالح "كرميئيل" وقالت: " اللي باع ارضه الله لا يرده " ، فهذا الانسان لا يساوي شيء وسيعرف يوما ما انه قد خسر كل شيء بما في ذلك كرامته .

نحن أصحاب الأرض ومعنا صكوك ملكية واثباتات

أبو اياد سواعد من قرية رمية، وهو احد الشخصيات الذين يواكبون ويتابعون قضايا القرية قال: ما دمنا أصحاب هذه الأرض وأصحاب الحق فلن نرضى او نقبل بحلول بسيطة ، ونحن متمسكون بأرضنا الى ابعد الحدود ، قرية رمية موجودة منذ مئات السنين ، حتى قبل قيام هذه الدول ، نحن أصحاب الأرض ومعنا صكوك ملكية واثباتات تثبت اننا أصحاب هذه الأرض قانونيا ، وصاحب الحق دائما هو الأقوى حتى وان كنا قلائل ، فالله معنا وسنبقى متمسكين بأخر شبر من بلدنا .

وقال أبو اياد : وجب على إدارة بلدية كرمئيل وحكومة الاحتلال التي تدّعي الديمقراطية ان تلتفت الى مواطنيها الاخرين وان تعطيهم حقهم كما لأي مواطن اخر ، وان تعطينا فرص البناء والترخيص بدلا من ان تسعى لاقتلاعنا وتهجيرنا لصالح بناء وحدات سكنية لمواطنين يهود ، ومن جهة أخرى نحن وعدنا ان نقوم ببناء مباني حديثة تليق بمدينة كرمئيل وعلى حسابنا الخاص مقابل بقائنا على ارضنا ، الا ان المدينة والحكومة ترفض وجودنا كعرب ، ومشكلتها الأساسية هي العربي وبناء حي عربي وبقائنا ، للأسف هذه هي الدولة التي قامت على أساس احتلالي .

 ضعف واضح وكبير من قبل المواطن العربي في الدفاع عن ارضه 
اما الناشط السياسي وعضو في اللجنة الشعبية في قرية رمية علي زبيدات فقال: للأسف حكاية الرمية لا تقل اهتماما عن باقي حكايات الاحتلال في العديد من البلدات والقرى والمدن التي يتواجد بها العرب ، فما زالت الحكومة تبرز مواهبها الفنية في تطبيق قوانين مجحفة وعنصرية بحق الجماهير العربية ، وما يؤسفني اكثر هو الفتور الذي تعيشه الجماهير العربية تجاه قضايانا ، لم نعد كما كنا في السابق وهذا ما يعطي الذراع القوية للحكومة في ممارسة حقدها بسهولة ، هناك ضعف واضح وكبير من قبل المواطن العربي في الدفاع عن ارضه وعن قوميته والأسباب كثيرة من ابرزها الخوف من المصير المنتظر والتهديد بالإقالة من عمل او إيقاف معاش ما او السجن وغيرها الكثير من الأسباب التي بالتالي تأتي على حساب قضايانا وكرامتنا .

في قرية رمية، يعيش الأهالي وكأنهم بسنوات الخمسينات، يحرمون من ابسط حقوق العيش بكرامة ، من الماء والكهرباء ، يذهبون الى عملهم وتبقى عقولهم تخاطب نفسها ما اذا كانوا سيعودون الى بيوتهم ام الى ركامها خشية الهدم، ينتظرون الامل بفارغ صبر ويناشدون أصحاب الضمائر الحية بأن تآزرهم وتقف الى جانب قضيتهم، ويتساءلون يوميًا، هل سينتهي الأمر بهم كما انتهى بكل أهالي القرى المهجرة؟ أم سيقف شعبهم بجانبهم كما يجب؟ 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]