تزامنا مع ذكرى احياء يوم الارض الذي يصادف في الاسبوع الذي تحتفل فيه الطوائف المسيحية في البلاد بعيد الفصح المجيد واحياء ذكرى الاموات والجمعة العظيمة ، يعاني أهالي القرى المهجرة وبينهم المسيحيون الذين يحيون ذكرى جناز المسيح اليوم، وقد قام اهالي قرية كفر برعم المهجرة في السابعة صباحا بزيارة امواتهم في مدافن القرية والذين جاءوا من القرى والمدن المختلفة التي شتتوا اليها منذ التهجير ، هكذا منذ تهجيرهم يصممون على دفن موتاهم هناك في قريتهم التي كانت من اجمل القرى في الجليل ، لكل قرية قصة ولكل قصة ذكرى ، شعب يعيش على الذاكرة ويخاف عليها ، هكذا اعتاد اهالي قرية كفر برعم المهجرة ، الميت يعود الى تراب برعم واهالي القرية يعودون من حيث اتوا .

رتبة شيل البخور
عند الساعة السابعة صباحا وقف جميع اهالي قرية كفر برعم المهجرة امام القبور ورائحة البخور تفوح في المدافن ، وقد باتت وجوههم تعبر عن الحسرة والالم والظلم ، 70 عاما ولم يفقدوا الامل بالعودة الى قريتهم ، فما زالوا يصرون بالعودة للأحياء وليس فقط للأموات .

ما في اغلى من لتراب ونحنا الها مش"بايعين"

وفي حديث لمراسل موقع "بـُكرا" مع عيسى شقور وهو من مهجري برعم قال : علينا التشبث ببيوتنا ككنائسنا ومساجدنا, نحن ابناء كفر برعم سلسلة واحدة وعليها ان لا تنكسر من اجل العودة الى بلدتنا كفر برعم, وبدأ بالغناء لقريته المهجرة وابنائها: "حزينة صارت حياتنا حزينة تركنا الضيعة وسكنا المدينة, رح نرجع ونعمل اكبر كيف ونشوي لحمة بعز الصيف. 

وتابع قائلا: "حلوين بلاد الجليل لكن مثلك مستحيل ، لبرعم نحنا مشتاقين لكروم العنب والتين ، القلب لغيرك ما بميل ونحنا بحبك مغرمين ، برعم يا اخواني بالحلا مالها تاني، ست الدنيا خلقاني ما في مثلا بالتكوين ، عبرعم نحنا جينا والأشجار بايدينا ، جينا نزرع اراضينا نزرعها ومنا خايفين ، شوفوا برعم يشباب محلا سهولها والهضاب ، ما في اغلى من لتراب ونحنا الها مش بايعين ، عبيعا منك مجبور لو بضلا ارضك بور، بكرا بنرجع نبني قصور ونمحي صورة اللاجئين".

الانسان دائم الحلم

وقال موسى فرحات وهو أيضًا من مهجري برعم : لم نولد في برعم، لكننا تربينا على حب تراب برعم كما يرضع الطفل من صدر امه، كيف يمكن نسيان قرية عمرها اكثر من 500 عام؟، كيف لنا ان ننسى معاناة ومأساة قرية وادعة بأهلها؟، قرية تم تدميرها واقتلاع اهلها من ترابها وقذفهم ليصبحوا لاجئين في الوطن والشتات، هذه الرواية احدثت تغييرًا في مفاهيم الاهل والأبناء والأحفاد، واليوم نحن نتمسك بقضيتنا وبتراب وحجارة برعم اكثر من ذي قبل، الانسان دائم الحلم، وفي حال لم يتسن لجيلنا العودة فسنقوم بتسليم هذه الشعلة لأبنائنا في الاستمرار حتى تحقيق العودة".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]