عقدت اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الإسرائيلي دورتها الخامسة في مدينة حيفا، يوم الخميس 10 آذار 2016. وقدّم السكرتير العام للحزب الرفيق عادل عامر بيانًا شاملاً تطرّق فيه إلى التطوّرات السياسية الأخيرة على الساحتين الإقليمية والمحلية. وترأس الاجتماع سكرتير منطقة تل أبيب الحزبية الرفيق إيلي غوجانسكي.
واتخذت اللجنة المركزية القرارات التالية:
1. يرفض الحزب الشيوعي المقترحات الأمريكية لاستئناف المفاوضات السياسية بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية، على أساس شطب حقوق اللاجئين الفلسطينيين وابتزاز اعتراف فلسطيني بما يسمّى "يهودية الدولة". ويحذّر الحزب من أنّ هذا المسار يهدف إلى إفراغ التفاوض مسبقًا من أي مضمون حقيقي، ومن أي إمكانية للتوصّل إلى حل سياسي عادل. إنّ أسس الحل العادل هي قيام دولة فلسطينية مستقلة في حدود الرابع من حزيران 1967 عاصمتها القدس الشرقية، إلى جانب دولة إسرائيل، وتفكيك المستوطنات والجدار، وتحرير المعتقلين والأسرى السياسيين، والحل العادل لقضية اللاجئين الفلسطينيين بموجب مقرّرات الأمم المتحدة، لا سيما القرار 194.
2. يدين الحزب الشيوعي قرارات مجلس التعاون الخليجي وجامعة الدول العربية ضد "حزب الله" وتصنيفه كتنظيم إرهابي. إنّ المصدر الأساسي للإرهاب الأصولي في المنطقة، الفكري والمادي والسياسي، هو الأنظمة الرجعية – السعودية وتركيا وقطر. إنّ ارتياح حكومة إسرائيل والإدارة الأمريكية لهذه القرارات يؤكد عمق التعاون وتلاقي المصالح بين الإمبريالية والحركات والأنظمة الرجعية في المنطقة، لا سيما مع الصهيونية التي ترى في المقاومة اللبنانية تهديدًا مركزيًا لهيمنتها ولعدوانيّتها. وتؤكد اللجنة المركزية أنّ السمة الأساسية لـ "حزب الله" هي كونه جزءًا من قوى المقاومة في لبنان ضد الاحتلال والعدوانية الإسرائيليين، إلى جانب الحزب الشيوعي اللبناني الذي أطلق شرارة المقاومة عام 1982، وجزءًا من القوة المقاومة للمخططات الاستعمارية-الرجعية والإرهاب الدموي في سوريا. إنّ موقفنا كان ولم يزل إخراج المدنيين من دائرة الحرب، وهذا هو الموقف السياسي والمبدئي الذي يزعج حكّام إسرائيل لأنه يفضح عدوانية جيش الاحتلال وإرهابه ضد الشعب الفلسطيني وشعوب المنطقة، والضرر الذي يجلبه على المواطنين اليهود والعرب في إسرائيل أيضًا.
3. إنّ التحريض السافر على موقف الحزب الشيوعي والجبهة ضد سياسة أنظمة الخليج، والذي قاده نتنياهو شخصيًا من على منصّة الكنيست، هو جزء من الأجواء الفاشية ومن الهجمة على الجماهير العربية وعلى الهامش الديمقراطي في إسرائيل. إنّ الوجه الآخر لهذه الفاشية هو المخططات العدوانية الإسرائيلية على لبنان، أيضًا بهدف خلط الأوراق وقطع الطريق على الحل السياسي في سوريا. ويحذر الحزب من مخططات الحرب الإسرائيلية على لبنان.
4. يرفض الحزب الشيوعي حملة التحريض المنهجية - التي تقودها حكومة اليمين وتشارك فيها قوى ما يسمى "اليسار الصهيوني" – ضد الجماهير العربية ومنتخبيها، ويحذّر من التشريعات العنصرية والمعادية للديمقراطية، لا سيما "قانون الإقصاء". إنّ الهجمة على الجماهير العربية تهدف إلى عزلها وتصفية تأثيرها في الساحة السياسية في اسرائيل. وبالتالي تكريس حكم اليمين – حكومة تحالف الاستيطان وحيتان الرأسمال.
5. عشية الذكرى السنوية الـ40 ليوم الأرض الخالد يدعو الحزب الشيوعي إلى تعزيز الوحدة الكفاحية للجماهير العربية، في مواجهة تصعيد سياسة التمييز القومي، وهدم البيوت، ومصادرة الأراضي، وفرض اشتراطات على الخطة الاقتصادية. كما يدعو الحزب إلى تعميق الشراكة النضالية مع جميع القوى التقدمية والديمقراطية في الشارع الإسرائيلي في مواجهة هذه المخططات. ويدعو الحزب إلى أوسع مشاركة جماهيرية في النشاط المركزي الذي ينظمه الحزب في 25.3.2016 في مدينة سخنين على شرف يوم الأرض الخالد وكافة النشاطات التي ينظمها الحزب. كما يدعو الحزب كوادره والجماهير عمومًا إلى الالتزام بقرارات لجنة المتابعة العليا لإحياء الذكرى السنوية ال40 ليوم الارض الخالد.
6. يحيّي الحزب الشيوعي الجهود والضغوط على الشركات التجارية المتورّطة في الاحتلال والاستيطان – كشركة G4S للحراسة – ويدعو إلى تكثيف الحملات العالمية الرامية إلى التضامن مع الشعب الفلسطيني ضد الاحتلال والقمع. وفي هذا الصدد يحيّي الحزب الشيوعي المؤتمر الذي عُقد في الناصرة يوم 26 شباط الفائت حول حركة المقاطعة (BDS)، ويدعو إلى تعزيز النضال اليهودي-العربي المشترك ضد الاحتلال والعنصرية ومن أجل السلام العادل بين الشعبين على أساس قيم الحرية والعدالة والمساواة.
7. يؤكد الحزب الشيوعي تضامنه التام مع نضال المعلمين الفلسطينيين، ودعمه لمطالبهم النقابية العادلة، ويحذّر من أن المسّ بكرامة المعلم الفلسطيني هي مسّ خطير بالأجيال الفلسطينية الصاعدة ومستقبل الشعب الفلسطيني برمّته.
8. تحيّي اللجنة المركزية الحراك التنظيمي الملموس في مناطق وفروع الحزب المختلفة، وتدعو إلى تعميقه والنهوض بدور التنظيم والارتقاء به إلى حجم التحديات السياسية، والدور المحوري للحزب والجبهة في قيادة الجماهير العربية وفي قيادة القوى الديمقراطية في الشارع الإسرائيلي.
[email protected]
أضف تعليق