أُقيمت أمس شعائر الجُمعة في جامع عُمر المُختار يافة الناصرة بحضور المئات مِن أهالي البلدة والمنطقة، وبعد التلاوة العطرة مِن الذكر الحكيم بصوت القارئ الشيخ سليم خلايلة قدَّم الشيخ موفق شاهين إمام وخطيب الجامع الدرس وتناوَّل التحدَّث عن عيد الأُم، واستهل فضيلته الدرس بحمد الله سُبحانه وتعالى وعرَّج الصلاة والسلام على الرسول الكريم النبي مُحمَّد صلى الله عليه وسلم وقال: "فإنَّ المُناسبةَ تعودُ لِتُلزمنا في الحديث عنها ولا بُدَّ مِن توضيحها وتوضيح المفهوم الحقيقي لها، ومهما تحدَّثنا عن الأُم في ظلِ اليوم العالمي الذي يُسمَّى عيد الأم لا بُدَّ أن نتفاعل نحنُ كمُسلمين كبشر أصلًا أن نتفاعل كأخلاق الكون لأننا نحنُ جُزء لا يتجزأ مِن هذا العالم".
وتابع فضيلته الموضوع في الخُطبة حيثُ ركزت عناصر الخُطبة على بعض معاني الأُم ومكانتها وتكريمها في الإسلام، وعن فضلها ودوَّرها في المُجتمع والإحسان بالوالدين وما تفعله الأُم مِن أجل تنشئة جيل صالح.
وبعد مُقدمة الحمد والشهادة بالله سُبحانه وتعالى والرسول الكريم النبي مُحمَّد صلى الله عليه وسلم قال فضيلته: "نتحدَّث عن مكانة الأُم في دين الله نتحدث عن مُناسبة عيد الأُم، مهما تحدَّثنا ومهما عظَّمنا حق الأم يكفي الأمَّ فخرًا أنَّ الله عزَّ وجل جعلها مِن أهم عور الإسلام وبِرَّها مِن علامات الايمان بل وربط دخول جنته برضاها وسخطها والحديث طويل في هذا المجال إن كان في القرآنِ أو في السُنَّة الصحيحة".
وذكر وصية لُقمان لابنه الوصايا البليغة التي جعلها دستورًا لحياتنا وحياة كُلِ مؤمن ((وَإذ قَالَ لُقمَانُ لِابنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشرِك بِاللهِ إنَّ الشِركَ لَظُلمٌ عَظِيم وَوَصَّينَا الإنسانَ بِوَالِدَيهِ حَمَلَتهُ أُمَّهُ وَهنًا عَلَى وَهنٍ وَفِصالُهُ في عَامَينِ أنِ اشكر لي وَلِوَالِدَيكَ إليَّ المَصيرُ))، وباب مَن أحق الناس بِحُسن الصُحبة، وبيَّنَ أنَّ الأُم التي تحمل تضعف تسقي تطعم تكسو وتسهر.
كما طالب الشيخ المُصلين بأن يحسنوا مُعاملة الأُمهَّات وأن ما يحدث في المُجتمع الآن مِن سب الأُمهَّات والإساءة إليهن ليس مِن الإسلام وأن عُقوق الوالدين يُحاسبنا الله عليه حسابًا عسيرا، وأكَّد أنَّ الله سُبحانه وتعالى قد أوصانا بالإحسان وبِرَّ الوالدين، قائلًا: "في مُجتمع العُقوق لا يرى البعض إلَّا قاسٍ وغليظ إلَّا كُل خشونةٍ وتأفف ((ولا تقل لهما أُفٍ ولا تنهرهُما وقُل لهُما قولًا كريما واخفض لهُما جناح الذل من الرحمة))".
واختتم بحديث الجهاد في الوالدين، وابن يطوف بأمه حول الكعبة المُشرَّفة.
[email protected]
أضف تعليق