يحتفل أبناء الطوائف المسيحية (الغربية) اليوم بعيد أحد الشعانين المبارك.. وعيد الشعانين هو يوم الأحد الذي يأتي مباشرةً قبل أحد القيامة أو (عيد الفصح) ، ويسمّى أيضاً بأسبوع الآلام ، أو أحد السعف . تعني كلمة شعانين "يارب خلص" ، وهي من أصل عبراني هو (شيعه نان) ، وقد إشتقّت عنها اللفظة اليونانيّة " أوصنا " ، هذه الكلمة التي وردت في الإنجيل واستخدمها المبشرين ، و أيضاً إستخدمها مستقبلي السيِّد المسيح من أهالي أورشليم عند دخوله مدينة القدس ، محققاً نبوءة "زكريّا" في العهد القديم :- " إبتهجي جدّاً يا ابنتةَ صهيون ، إهتفي يا بنت أورشليم ، هو ذا ملكك يأتي إليكِ ، هو عادلٌ و منصور ، وديعٌ وراكبٌ على حمارٍ وجحش إبن أتان ..." .
يذكر في الكتاب المقدّس (العهد الجديد) بأنَّ السيِّد المسيح دخل إلى مدينةِ أورشليم راكباً حماراً ، وكان من المعروف بأنَّ ركوب الحمير كان مخصصاً فقط عند اليهود للكهنةِ والملوك ، إذ يعتبر السيّد المسيح ، وحسب العقيدة اليهوديّة ، نبيّاً و ملكاً وكاهناً ، إستقبل من قبل سكان هذه المدينة بأغصان الزيتون ، وبسعف النخيل ، وترمز هذه السعف لعلامةِ الإنتصار ، وقد فرشوا الأرض أيضاً بثيابهم ، والتي ترمز للتخلي عن المظاهر الخارجيّة ، وطلب الحياة البسيطة مع معرفة الله ، هاتفين : هوشعنا في الأعالي ، مباركٌ الآتي باسم الرب ، هوشعنا في الأعالي . وقد أشار بعض الباحثين إلى أنّ كلمة (هوشعنا) تعني وفق المفهوم اليهودي ، خلاص اليهود من الإحتلال الروماني ، وتعني وفق المفهوم المسيحي ، إتمام سرّ الفداء الذي أتى المسيح لتحقيقه ، وقد أتمه .
الإحتفالات بعيد الشعانين حسب الديانةِ المسيحيّة :يعتبر عيد الشعانين في بلاد الشام تحديداً ، إحتفالاً عائليّاً ، ومناسبةً يُحتفل فيها ، حيث يشارك في طقوس الإحتفال الديني الأطفال ، حاملين أغصان الزيتون والشموع ، رمزاً للحياةِ الدائمةِ ، وللأمانِ والسلام والنصر ، وبموكب مرافق مع رجال الدين من الكهنةِ والشمامسة ، ومع فرق الكشّافة ، ويتم الطواف في باحةَ الكنيسة ، وأحياناً في الأحياء المجاورة للكنيسة ، مرنمين ما أسلفنا ذكره سابفاً ، وكطقسٍ وتقليد لأهالي أورشليم : "هوشعنا في الأعالي ، مباركٌ الآتي باسم الرب" . ويقوم الكاهن بقراءةِ فصولٍ من الكتاب المقدّس (من الأناجيل الأربعة) في زوايا الكنيسة ، كرمزٍ من رموز التبشير بالإنجيل في أرجاء الأرضِ قاطبةً . وأما في باقي البلدان ، فتكون الطقوس مشابهة لهذه الطقوس ، ولكن يزيد عليها في الهند أن يقوم مسيحيّو "مار توما" ، بتقديم الزهور إلى الكنيسة ، ونثره على الهيكل ، والطواف بعد القّدّاس ، ويقوم الكاهن بنثر الزهور على المصلّين ، ورشهم بالماءِ المقدّس كنوعٍ من التبركة .
في موقع "بـُكرا"، نهنئ أبناء شعبنا المحتفلين بهذا العيد ونخص بالذكر زملائنا في العمل، ونهنئ أبناء الأمة العربية عامة المحتفلين بهذا العيد والعالم أجمع، ونتمنى أن يعود على الأمة العربية وشعبنا بشكل خاص العام المقبل بأفضل حال ممكن.
[email protected]
أضف تعليق