بقلوب طافحة بالتّقوى، ونفوس توّاقة للارتقاء عن الأرضيّات إلى الرّوحانيّات، توافد المئات من المؤمنين، مساء الجمُعة الأخير، إلى كنيسة مار لويس الملك للموارنة – حيفا، للمشاركة بصلوات: القدّاس الإلهي، صلاة المساء وزيّاح الصّليب والرّياضة الرّوحيّة الّتي يلقيها الأب شربل زغيب (الرّاهب الأنطوني) بمناسبة الصّوم الكبير الّذي يسبق أسبوع الآلام والفصح المجيد، وذلك على مدار ثلاثة أيّام. عند السّاعة الخامسة ترأس الأب شربل زغيب القدّاس الإلهي، بمشاركة الأب يوسف يعقوب كاهن الرّعيّة والخورأسقف سليم سوسان والأب ناجي يعقوب. وبعد تقديس الأسرار وتناول المؤمنين للقربان المقدّس، رتّلت جوقة الكنيسة مرحلة من مراحل درب الصّليب، بينما ردّد المؤمنون لازمة "أيّتها الأمّ القدّيسة، اِجعلِ جراحات وحيدك في قلبي مُنطَبعة". بعد صلاة المساء طاف الأب المُحتفل بالصّليب المكرّم بين المؤمنين ليمنحهم بنهاية الزيّاح بركة الصّليب.
الأب يوسف يعقوب رحّب بالأب شربل زغيب، باسمه وباسم الآباء المشاركين وباسم المؤمنين، وشكره على تفضّله بقبول الدّعوة. وبدوره، افتتح الأب شربل الرّياضة الرّوحيّة بعُنوان "كرامة الإنسان".
وقال إنّ ميسرة الصّوم هي مسيرة رجوع وعودة إلى الذّات، إلى الله وإلى الآخر.. فكما أنّ الأبرص تغيّر وتصالح مع الله وقرّب قربان التّكفير عن ذاته، عاد للمشاركة مع النّاس وتجدّد وسط الجماعة. هكذا علينا أن نحكي عن تغيّر ذاتي. فمسيرة الصّوم هي مسيرة خلاصنا، مسيرة عبور من الإنسان القديم إلى الإنسان الجديد. وأضاف: اعتبر الأبرص بنظر المجتمع القديم نَجِسًا بسبب خطيئته، فنبذه النّاس. وبعد شفائه عاد إلى الجماعة. فيسوع هو الشّافي، هو طبيب الأجساد والأرواح. لا شيء مستحيل عند يسوع الّذي يستطيع أن يحوّل النّجاسة إلى طهارة. افتدانا على الصّليب، طهّرنا من خطايانا بصعوده على الصّليب. نحن بنظر ربّنا لنا قيمة مُطلقة وكرامة. فالإنسان كائن اجتماعيّ ينمى بمجتمع وسط الجماعة ولا يستطيع أن يعيش لوحده. فالمجتمع يوفّر المساعدة الضّروريّة للإنسان. واختتم الأب عظته الروحيّه بالقول: أعمالنا تشبه أعمال يسوع وتشهد له، فعلينا ألّا نشوّه الصّورة الإلهيّة. نحن خُلقنا على صورة الله ومثاله. ونحن كبشر نشوّه هذه الصّورة الإلهية بالقتل الرّحيم، بالإجهاض، بالإنتحار، بالحروب الّتي تحرم الإنسان من الحقّ بالعيش بكرامة وحريّة.
[email protected]
أضف تعليق