“قد يراها البعض استفزازاً لرجولة الشاب التونسي لكن الرسالة النبيلة من وراء هذه الحملة للتضامن مع المرأة ضدّ كل أشكال العنف المسلط عليها”، هكذا يقول سامي زكري أحد الشباب الذين وجدوا بوضع أحمر الشفاه تأييداً للمرأة في يومها ضمن حملة “أيها الرجال ضعوا أحمر الشفاه”.

ويضيف بحسب موقع ” هافينغتون بوست عربي” أن “الالتزام بحمايتها في يومها العالمي جعلني أنخرط فيها دون تردد منذ سنة 2014 وأضع أحمر الشفاه للسنة الثالثة على التوالي وألتقط لنفسي صورة وأنشرها عبر إنستغرام “.

زكري وجد أنه حتى تحقق هذه الحملة هدفها لابدّ من عامل الصدمة لدى المتلقّي والجمهور ومن هنا كانت فكرة وضع الرجل لأحمر الشفاه التي تتعارض مع العادات والتقاليد في مجتمع تسيطر عليه العقلية الذكورية.

الرجولة تتعارض مع تعنيف المرأة
بدوره شارك الفنان التونسي الشاب المقيم في باريس زياد الشريف في هذه الحملة وقام بوضع أحمر الشفاه ونشر صورته في الصفحة الرسمية للحملة على “فيسبوك”.
الشريف يرى أن موضوع حقوق المرأة ليس حكراً على المرأة ذاتها بل أن الرجل لابد أن يكون عنصراً فاعلاً في الدفاع عنها وحمايتها. وأضاف “المرأة التونسية هي الأم والزوجة والأخت والصديقة والحبيبة والاعتداء عليها جسدياً أو إهانة كرامتها معنوياً أمرٌ غير مقبول بتاتاً وهو في اعتقادي ينقص من رجولة الرجل وليس العكس”.

وحول الانتقادات التي طالت هذه الحملة بسبب ما قيل حول إهانة صورة الرجل التونسي والعربي عموماً استنكر زياد هذا الأمر واعتبر أن تفكير بعضهم بهذه الطريقة ينمّ عن جهل وتضخيم للنزعة الذكورية”.

الهدف… معنوي
من جانبه استنكر المصور الفوتوغرافي وصاحب مبادرة “ضعوا أحمر الشفاه” في تونس كريم كمون انتقادات البعض لهذه الحملة باعتبارها إهانة للرجل وتشبهاً بالنساء لأن الهدف منها حسب قوله هو معنوي بالأساس “حيث يلتزم الرجل من خلال وضع أحمر الشفاه بعدم تعنيف المرأة وبالدفاع عنها في حال وجدها تُعنَّف أمامه”. على حد قوله.
تجاوب كبير مع الحملة
حملة “أيها الرجال ضعوا أحمر الشفاه” التي تعود في الأصل لجمعية فرنسية لمناهضة العنف ضد المرأة لقت مشاركة واسعة لنشطاء من الشباب التونسي بمختلف شرائحهم العمرية على فيسبوك من خلال الصفحة الرسمية التي أطلقت الدعوة في تونس بالتزامن مع الاحتفال باليوم العالمي للمرأة حيث نشر مجموعة من الشباب صورهم بعد أن وضعوا أحمر الشفاه تعبيراً منهم على التضامن مع المرأة والتزاماً بعدم تعنيفها والدفاع عنها.

ارتفاع معدّلات العنف ضد المرأة في تونس
وكانت جمعيات تونسية قد أطلقت صيحات فزع بسبب ارتفاع معدلات العنف المسلّط على المرأة التونسية سواء كانت جسدية أو معنوية وأظهرت أرقام رسمية نشرها الديوان التونسي للأسرة والعمران البشري أن حوالي نصف نساء تونس تعرّضن لكل أشكال العنف سواء بالضرب أو الاغتصاب أو التحرش الجنسي أو الشتم في الفضاء الزوجي والعام.

كما طالبت عدة جمعيات من بينها الجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات بسنِّ قانونٍ شامل يجرم ظاهرة العنف ضد المرأة ومن تركيز مراكز إيواء وإنصات للنساء المعنفات بهدف حمايتهن.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]