بمبادرة النائبة عايدة توما-سليمان، رئيسة لجنة مكانة المرأة والمساواة الجندرية، عقدت لجنة مكانة المرأة والمساواة الجندرية اليوم في الكنيست يومًا خاصًا على شرف الثامن من آذار يوم المرأة العالمي، استعرضت فيه نتائج استطلاع يفحص مدى الشعور بالأمن لدى النساء في إسرائيل وكيف أن الشعور بالأمن يختلف وفقًا للمجموعة السكانية التي تنتمي إليها المرأة مقارنة بالرجل. وافتتح البرنامج بتحية مصورة من رئيس الدولة، ريؤوفن ريفلين، والذي أكّد التزامه بقيم المساواة وبأنه "نسوي لأنه يدعم المساواة في جميع الحقوق وللجميع".
"النساء العربيات والرجال المتدينين يخشون أذى سببه مظهرهم الخارجي!"
يُعتبر هذا البحث الأول من نوعه في البلاد ويظهر كذلك أن الخوف من عمليات عدوانية عال جدًا بين المواطنين العرب كما هو خوفهم من أذية سلطات الدولة من هدم البيوت ومن سلطات الدولة، أو الأذية بسبب مظهرهم – وما يثير الاهتمام في هذه النتائج أن هذه النسبة متقاربة جدًا بين النساء العربيات (%43) والرجال المتدينين (%37)؛ أيضًا في الاستطلاع نتائج تؤكد أن المواطنين العرب والنساء بشكل عام والنساء العربيات تحديدًا يفتقدون الشعور بالأمن والاستقرار في ظل الواقع المعاش في هذه البلاد.
بداية لترسيخ المفهوم النسوي للأمن
لتحليل هذه النتائج والوقوف على معانيها بالنسبة لواقعنا السياسي ومكانة المرأة في البلاد عقدت ندوة بمشاركة أربع نساء يعتبرن مختصات وناشطات في هذا المجال: نبيلة إسبانيولي، نعومي حازان، د. سراي أهروني وآسيا أستوشينا، تلاها ندوة حوارية بين عضوات الكنيست ميخال روزين (ميرتس)، ميراف ميخائلي (المعسكر الصهيوني) وميراف بن آري (كولانو).
بروفسور نعومي حازان: إننا نحيا في مجتمع يعيش حالة دائمة من الخوف يكون فيها وضع النساء الأصعب كونهن غير موجودات في العديد من مواقع اتخاذ القرار ولا يستطعن التأثير. الحل هو ترسيخ التوجهات الجندرية التي تدرأ خطر تهميش وطمس مجموعات معينة في المجتمع.
د. سراي أهروني، جامعة حيفا: لا أعجب من كون النساء العربيات هن أكثر المجموعات شعورًا بالتهديد في جميع المجالات. إن الحيز اللآمن يضيق بالنساء كما مفهوم الأمن هو ضيق – إن العالم يتغيّر وعلينا تغيير مفاهيم الأمن- فما كان يعرف بدولة الرفاه اختفت اليوم واختفى معها الدعم الاقتصادي والاجتماعي الذي يضر أساسًا بالنساء.
نبيلة إسبانيولي الاستطلاع هو بداية لترسيخ الخطاب النسوي في المؤسسات الرسمية وهذه خطوة كبيرة وهامة. مكانة النساء الفلسطينيات في إسرائيل اليوم هي سيئة جدًا، إنما هناك أيضًا نقطة ضوء يظهرها هذا الاستطلاع وهي الشعور بالأمن والأمان في جهاز الصحة – شعور مدعوم بقانون يمنح الرعاية الصحية للجميع. من هنا – عندما يكون هناك قوانين تضمن الشعور بالأمان نجد أن الواقع يظهر ذلك أيضًا. إن الوعي المتزايد لحقوق النساء ومكانتهن هو بفضل العمل المتواصل والمتراكم لتنظيمات النساء في المجتمع الفلسطيني".
آسيا إيستوشينا، باحثة في مشروع "مؤشر الأمن": هناك أهمية قصوى لوضع قضية أمن النساء على جدول البحث العام. توسيع مفهوم الأمن هو أداة لتشخيص المشاكل وللتغيير. من المهم أن تقوم النساء بالتعرّف واحدة على الأخرى وأن نعرف ما هي أوجه الشبه والخلاف بيننا – هكذا مثلا، النساء العربيات يخشين الاعتقال أو التحقيق، النساء صاحبات الإعاقة يعانين من عنف في العائلة 3 أضعاف النساء دون إعاقات وكل مجموعة نساء تعاني من قضية تميّزها أكثر من غيرها. فقط إن عرفنا جميغ هذه القضايا – نستيطع العمل سوية كنساء".
في الندوة الحوارية بين عضوات الكنيست دار نقاش بين رئيسة اللجنة النائبة توما-سليمان والنائبة عن المعسكر الصهيوني ميراف ميخائلي- العضوة في لجنة الأمن والخارجية - حول خدمة النساء في الجيش ومكانتهن والمراتب التي يصلنها هناك – حيث ردت عليها النائبة توما-سليمان بأن "الجنرالات يتحدثون كثيرًا عن الأمن ولم يجلبوا الأمن للمواطنين والمواطنات وعلينا العمل على تغيير مفاهيم الأمن في هذه الدولة".
25 مليون شيكل للنساء في السلطات المحلية
كما وكشفت رئيسة اللجنة اليوم عن تحصيل ميزانية 25 مليون شيكل لإضافة ملكات مستشارات مكانة المرأة في السلطات المحلية، إنجاز هو ثمرة تعاون مع الوزيرة جيلا جمليئل، وزيرة المساواة المجتمعية والنائب عن الليكود بني بيجن عضو لجنة مكانة المرأة.
كما وكرّمت اللجنة اليوم، وبحضور الوزيرة جمليئل، نساء عربيات ويهوديات من مختلف المجالات لنشاطهن وعملهن لتغيير حياة النساء والمجتمع، منهن المناضلة العريقة سميرة خوري، سماح سلايمة-إغبارية، سمر أبو قرشين، حنان أبو مخ، هناء شلاعطة، سميرة إبراهيم، عنات سراجوستي، شولا كيشيت، روت كوليان والمزيد من النساء الرياديات والقياديات.
ختامًا، شكرت النائبة توما-سليمان جميع النواب والنائبات ومئات النساء الذين شاركوا في هذا اليوم وأضافت أنه "طالما لا تسود قيم المساواة والعدل الاجتماعي وما دمنا نفتقد للرؤيا التي تدرك النساء كمتساويات في الإنسانية سيبقى يوم المرأة يوم نضالي، وبالرغم من ذلك يحق لنا أن نحتفل بحقيقة وصولنا إلى هذه الإنجازات اليوم".
عالم جديد بلا احتلال وقمع
في خطابها في الهيئة العامة للكنيست اليوم حول "يوم المرأة العالمي"، قالت النائبة عايدة توما-سليمان، رئيسة لجنة مكانة المرأة والمساواة الجندرية: "أحيي جميع النساء وأخص أولا النساء العاملات في مبنى الكنيست واللاتي من دونهن لم يكن ممكنًا أن نقوم – نحن النواب- بواجباتنا وعملنا هنا. أحيي النساء اليهوديات والعربيات، المواطنات وغير المواطنات وجميع النساء على اختلاف انتماءاتهن في هذه البلاد. إن يوم المرأة يوم نضالي نحتفل فيه بالإنجازات التي قمنا بها كنساء من أجل تحصيل حقوقنا، ومن حقنا الاحتفال بهذه الإنجازات – بل على المجتمع أن يشكر النساء لأننا نحن من نصنع الحياة في هذا المجتمع أفضل".
وتطرّقت توما-سليمان في كلمتها إلى حقيقة أن المرأة في إسرائيل تتلقى ما قدره %70 من أجر الرجل، وقالت "أنه بالرغم من أن هذه الكنيست فيها أعلى نسبة نساء – فهذه النسبة ما زالت لا تتجاوز الربع ولا ننسى أن هناك نساء يستطعن الانتخاب إنما لا يستطعن الترشّح وتمثيل جمهورهن، إضافة إلى أن القوائم الانتخابية تسعى لتحصيل الصوت الانتخابي إنما ليس الصوت المعنوي والتمثيلي الذي يطرح قضايا النساء".
توسيع صلاحيات المسؤولة عن التحرشات الجنسية في الكنيست
كما وشكرت توما-سليمان رئيس الكنيست يولي إدلشطيين على تجاوبه السريع وإعلانه أول هذا الأسبوع عن توسيع صلاحيات المسؤولة على التحرشات الجنسية في الكنيست لتشمل النواب والنائبات والمستشارات والمستشارين البرلمانيين، وذلك بهدف ضمان بيئة آمنة ونظيفة من التحرشات واستغلال القوة والسطوة، واكّدت في ختام خطابها: سنواصل النضال من أجل خلق عالم جديد لا يوجد فيه احتلال وقمع – فيه سلام، حقوق واحترام الإنسان".
مرفق بهذا مواد بالعبرية حول نتائج الاستطلاع، قائمة النساء المكرّمات وصور بإمكانكم استعمالها عن المكتب البرلماني للنائبة عايدة توما-سليمان.
[email protected]
أضف تعليق