توجه الإسبوع الفائت كل من "المركز الإصلاحي للدين والدولة" و-"الائتلاف لمناهضة العنصرية" برسالة إلى المحامي عميت ايسمان، نائب المدعي العام (للمهام الخاصة)، مطالبًا بفتح تحقيق مع الحاخام رافئيل زار بشبهة التحريض على العنف والعنصرية.

وجاء في الرسالة على لسان المحاميّة طال رفيف أنّ الحاخام زار يرأس منظمة تُدعى "قربنا إلى عملك الصالح" وينشط في إعادة الشباب اليهودي إلى الدين وإعلان التوبة، كما ويرأس عددًا من المدارس الدينية التي تُشجّع على ذلك.

وقالت رفيف أنّ الحاخام زار ينشر عظاته على الأنترنت ويتم تداولها في العالم الافتراضي بشكل كبير، ومن ضمن العظات التي نشرت رُصدت عظة يُطالب زار من خلالها اليهود الامتناع عن القيام بأية علاقات مع نساء غير يهوديات مخصصًا جزءً كبيرًا من العظة لتحقيرهّن والاستهزاء بهّن.

وقال الحاخام زار في عظته أنّ "الشارع مليء بنساء من الأغيار، حتى أنه يمكن شرائّهن بالكيلو"، في محاولة منه لتسليعّهن ووصفهّن بالرخيصات. وأكمل راز "الشارع مليء بالروسيات، الكمبوديات، والجهنميات (من جهنم)"!

وأضاف مستهزءً ومحقرًا الصينيات واليابانيات بسبب شكل العيون: هنالك عدد كبير من اليهود لهم أولاد من صينيات ويابانيات، الأمر مثير للضحك فعلا، ما هذا، هل نطح والدك الحائط حتى بدت عيونك بهذا الشكل؟ كلا زوجتي من الفلبين.

إلى ذلك، شبة الحاخام زار الرجل المتزوج من امرأة من الأغيار والتي قامت بتغيير ديانتها إلى اليهودية بالحمار الذي يغير ديانته ويحصل على مصادقة من الحاخامية لشؤون التشريع! مستشهدًا بقصة ادعى أنها موثقة دينيًا رغم أنه لم يذكر مصدرها أو أسماء ابطالها من التاريخ اليهوديّ والتي انتهت بضرب اليهودي المتزوج من غير اليهودية بالعصا ولاحقًا قتله!

وأوضحت رفيف انّ كل جملة في هذه العظة تفوح منها رائحة العنصرية والوقاحة، حيث يقوم بوصف النساء غير يهوديات بطريقة مهينة جدًا، واعتبارهّن بضاعة رخيصة، كما يقوم بالاستهزاء من شكلهّن الخارجي ويفرض عقاب الضرب بالعصا أو القتل على المتزوج منهّن، الأمر الذي يؤكد أنّ هنالك خرقًا لقانون العقوبات (1977) بند 144 (ب) والذي يفرض عقوبة السجن 5 سنوات على كل من يقوم بنشر مواد تشجع على العنصرية، كما وأنّ هنالك خرقًا لذات القانون (العقوبات 1977) بند 244 (د2) الذي يفرض السجن 5 سنوات على كل من يقوم بالتشجيع على عنف ضد آخرين.

الغوغائية وعقلانية الدين ...

وفي تعقيبٍ له، قال المحامي نضال عثمان، رئيس الائتلاف لمناهضة العنصرية: خلال عملنا في الائتلاف رصدنا تصريحات عنصرية لرجال دين، لكن دائمًا هنالك من يفاجئنا بمدى عنصريته، علمًا أنّ رجل الدين من المُفترض أن يكون متسامحًا ومتفهمًا للفروقات بين البشر، لأنه في النهاية الفروقات البشريّة هي صنع الخالق.

وأضاف: التوبة وحث الشباب العودة إلى الدين لا يحتاج إلى تحقير الآخرين، أو الاستهزاء بهم، لكن على ما يبدو القيّم الدينية لا تعني أي شيء للحاخام رافئيل، وكل ما يقوم به هو غوغائية تلغي عقلانيّة الديانة، فكل ديانة بنت لنفسها عقلانيّة تبرر نفسها، صحيح أنّ عقلانيات الأديان تتناقض فيما بينها، إلا أنها تتبع مبدأ النقد لا التجريح املا في استقطاب أكبر عدد من المؤمنين عبر ترغيبهم بالدين نفسه وليس ترهيبهم من الأغيار والآخرين. 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]