عقد المعهد الأكاديمي العربي للتربية في كليّة بيت بيرل يوماً دراسيّاً حول التحديّات التي تقف أمام ج تدريس اللغة العبريّة في المدارس العربيّة وفق الخطّة الاصلاحيّة الجديدة، وبالذات في موضوعيّ فهم المقروء والتعبير الشفهي. وقد تخلل اليوم الدراسيّ محاضرات وورشات متنوعة، بمشاركة العديد من معلمي ومرشدي اللغة العبرية من مختلف المدارس العربيّة، إلى جانب ممثلي وزارة التربية والتعليم، وبعرافة د. راما منور، رئيسة قسم اللغة العبريّة في المعهد الأكاديمي العربي للتربية في كليّة بيت بيرل.
وقال د. علي وتد، رئيس المعهد: "إن موضوعيّ فهم المقروء والتعبير الشفهي هما الأكثر أهمية، دون الانتقاص من أهميّة المواضيع الأخرى كالقواعد والأدب، نظراً للحاجة لهما في الحياة اليومية. وأهمية التعبير الكلامي والكتابي لا تكون فقط بغرض الالتحاق بالتعليم العالي فحسب، مع أنّ ذلك ضروري أيضاً للتعليم العالي، ولكن أهميته تكمن في مدى الحاجة اليه للانخراط في المجتمع الاسرائيلي والحيّز العام ومؤسسات الدولة. من جهة أخرى، يجب الا يأتي ذلك على حساب اللغة العربية، وخيراً نفعل لو عززنا مكانة اللغة العربية لدى الطالب في البداية، ومن ثمّ نرسخ اللغة الاضافية، ويمكن القيام بذلك بصورة ناجحة جدّاً".
ومن جهته قال موشيه زعفراني، مدير قسم اللغات في وزارة التربية والتعليم: "علينا أولاً العمل على أن يجيد الطالب العربي اللغة الفصيحة الى جانب اللغة الدارجة، وتشجيعهم على أن يسمعوا اللغة الفصيحة منذ نعومة أظفارهم إن كان ذلك في البيت أو المؤسّسات التعليميّة، وبعد ذلك فقط علينا الحديث عن اللغة العبرية. نحن نريد منهم أن ينجحوا بالانخراط في الحياة العامّة في الدولة وأن يتقدموا ويصلوا لأعلى المستويات والوظائف، وهذا لن يكون بدون اجادة واتقان اللغة العبرية بالمقام الأوّل عبر الحديث والتعبير".
وأضاف زعفراني: "في الحالة الطبيعيّة، فان الطفل يبدأ بالكلام والتحدث أولاً، وبعد ذلك يتعلم القراءة والكتابة، لكن للأسف الشديد فان الخطة التعليمية تقوم على عكس ذلك تماماً، بحيث يتعلم الطالب العربي القراءة والكتابة قبل الحديث، وهذا أيضاً ينطبق على الطالب اليهودي الذي يتعلم العربية بنفس الطريقة. الخطة الحاليّة مختلفة تماماً، وهي تقتضي اجادة المحادثة وبعدها يتعلم الطالب الكتابة والقراءة. عندما ينجح الطالب بصياغة ونطق جملة مفيدة، فانّه يشعر بأنّه نجح بتحقيق انجاز ما، وبالتالي سيزيد ذلك من حبّه للغة واقباله على تعلم القراءة والكتابة، ولكن عندما نبدأ بتعليمه القراءة والكتابة من خلال تعلم الأحرف ومن ثم الجمل سيستغرق ذلك على الأقل سنتين، وحينها سيكون التعليم مملاً، وهدفنا هو العكس، أن يستمتع الطلاب بالتعليم".
وعرض من جانبه د.هاني موسى، مفتش اللغة العبرية في المدارس العربية والسكرتير التعليمي في وزارة التربية والتعليم، البرنامج التعليمي الجديد والمحتلن للغة العبرية في المدارس العربية وذلك استعداداً لامتحانات البجروت لصيف العام الجاري 2016. كما وتطرق خلال محاضرته إلى ضرورة الدمج ما بين التكنولوجيا والتعليم الرقمي في العمليّة التعليميّة، داعياً المعلمين والمعلمات الى استعمال الحوسبة في تعليم اللغة العبرية كآداة مساعدة لتمرير المواد في الحصص، مثل الألعاب التعليمية لفحص مهارات وتمكن الطلاب من المادة وغيرها.
ومن جانبها تطرقت د.عمونائيل الون، المحاضرة في الكلية الاكاديمية بيت بيرل، إلى مهارات القراءة الصوتية للغة العبرية، وأهمية النطق السليم للكلمات والجمل، مع التشديد على التشكيل الصحيح للأحرف كوسيلة لفهم المقروء.
وشمل القسم الثاني من اليوم الدراسيّ ورشات عمليّة لاكساب المعلمين مهارات وآليّات فيما يتعلق بفهم المقروء والتعبير الشفهي وتعزيزهما لدى الطلاب، وقد تمّ توزيع المعلمين لمجموعات مصغرة لتمكينهم من التفاعل والمشاركة بالصورة الأفضل والأكثر نجاعة.
[email protected]
أضف تعليق