لعدة مواسم متتالية تحديداً في أواخر 2008، وهو العام الذي عرض فيه الموسم الأول من مسلسلها الشهير "العشق الممنوع"، ووصولاً إلى العام 2012 والذي انتهى فيه عرض الموسم الأخير من المسلسل الناجح "ما ذنب فاطمة جول؟"، كانت بيرين سات هى النجمة الأولى المتربعة على عرش الدراما التركية والأوسع شهرة في الوطن العربي ولم ينازعها على القمة سوى مواطنتها توبا بويوكوستن الشهيرة بـ "إيلين" بطلة "العشق الأسود".

وبإنقضاء الموسم الدرامي الأنجح للتركية بيرين سات، وبعد أن حصد مسلسلها "فاطمة" على أعلى نسب المشاهدة في تركيا والوطن العربي، باتت أمام تحدياً كبيراً رأت الصحافة الفنية التركية وجمهورها أنها لم تنتصر فيه، وأرجع الكثيرون السبب إلى سوء إختيار العمل التالي الذي ظهرت به، ونتحدث هنا عن مسلسل "إنتقام" والمقتبس من المسلسل الأمريكي الناجح Revenge، حيث تم عقد مقارنة فورية بينها وبين بطلة النسخة الأمريكية، فلم يحظى العمل بالنجاح المتوقع، وهو الأمر الذي لازم جميلة الدراما التركية في أكثر من موسم درامي، ولكن هل فقط إقتباس قصة "إنتقام" هى السبب الوحيد؟

السر وراء تراجع بيرين سات، وبزوغ نجم ناصليهان أتاجول


وراء كل عمل فني فريق كامل يساهم بشكل مباشر في إنجاحه أو إخفاقه، فليس النجم وحده هو المسئول الأول والأخير، وبالطبع يلعب المخرج دور اللاعب الأساسي في وجود سيناريو متكامل الأركان، وقد كان هذا هو السر وراء نجاح بيرين سات في "العشق الممنوع"، ومسلسل "فاطمة"، السر هو المخرجة هلال سرال، فمن الواضح أن بيرين سات من الممثلات اللواتي لا يبدعن إلا بوجود مخرج يملك أدواته جيداً ويعرف كيف يدير الممثل بشكل جيد، فخرجت بيرين من عباءة هلال سرال لتدخل في عدة تجارب درامية لم تحقق خلالها النجاح الذي تعودت على مذاقه لسنوات، وقد بدا ذلك واضحاً عند ظهورها في الحلقات الأولى من المسلسل الذي يعرض حالياً على الشاشات التركية والعربية "السلطانة كوسيم"، والذي يعد الموسم الخامس من الدراما التاريخية الشهيرة "حريم السلطان".

وعلى الجانب الأخر نجد عملاً ناجحاً يلفت أنتباهنا إلى بطلته الشابة الصغيرة التي كانت بالأمس تلك الفتاة المراهقة الصغيرة التي أعتادت الظهور في الأدوار الثانية في عدد من المسلسلات، لتتمرد على أدوار الطفولة ويحقق مسلسلها الأول "فاتح حربية" أمام حبيبها وخطيبها قادير دوغلو مشاهدة عالية مما دفع المخرجة هلال سرال إلى القبول بمهمة إدارتها في مسلسلها الجديد "حب اعمي" والذي تقف فيه أمام النجم الوسيم بوراك اوزجفيت المعروف بـ "مأمون أوغلو بالي بيك"، لتتحول ناصليهان الشهيرة بـ "نيهان" إلى نجمة حقيقية تنافس وبقوة نجمات الصف الأول، والدليل أرقام المشاهدة والتنافسية التي أرجعت مسلسل بحجم "السطانة كوسيم" إلى ذيل القائمة ليسبقه "حب اعمى"، ويعلو رصيد ناصليهان يوماً بعد يوم ويتعلق بها الجمهور التركي والعربي، مع الأخذ في الأعتبار أن "حب اعمى" لم يعرض إلى الأن على الشاشات العربية مقارنة بمسلسل "السلطانة كوسيم".

هلال سرال.. صانعة النجوم الأتراك


فالمتابع للنجوم والنجمات التركيات الذين تعاونوا مع المخرجة هلال سرال سيلاحظ أن من صنع نجوميته خارج مدرستها لم تضف له الكثير عكس النجوم الذين تبنتهم المخرجة التركية في خطواتهم الأولى والأمثلة كثيرة بيرين سات، هزال كايا، وكيفانش تاتليتوغ، فلم يحظى الثلاثة بنفس النجاح الذي لم يفارقهم طيلة فترة تعاونهم معها في أعمالهم التالية، وكأنهم يستمدون تألقهم من إبداعها ورؤيتها الفنية وعشقها للتفاصيل والتي ميزت أعمالها، فمشهد واحد من أي عمل موقع بأسمها يُمكننا من التعرف على أسم مخرجته دون الحاجة إلى متابعة شارة المسلسل لقراءة أسمها على التترات.

السؤال.. ماذا ستحمل الأيام القادمة لنجمة بحجم بيرين سات، وهل ستنجح في التخلص من أدائها الذي وصفه البعض بالباهت في دور "السلطانة كوسيم"، وهل ستساعدها أحداث المسلسل وأجواء الصراعات في القصور العثمانية على إستعادة مجدها أم ستتغلب عليها ناصليهان أتاجول بقصة رومانسية ناعمة تعتمد على التشويق بإدارة مخرجة كبيرة بحجم هلال سرال؟ 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]