أختتمت مؤسسة يدًا بيد مؤتمرها السنوي الثاني الذي شارك به نحو سبعون شخصا من أعضاء المجتمعات المحلية التابع لأهالي الطلاب.
واستضاف فندق نحشوليم هذا المؤتمر الذي عقد تزامنا مع مؤتمر الخريجين الأسبوع الماضي بمشاركة نحو 40 طالبا وطالبة من خريجي المدارس العربية-اليهودية ثنائية اللغة "يدًا بيد".
شركاء في المسيرة التعليمية وأكثر
وقد أبدى المشاركون حماسهم تجاه التعاون الذي تسعى إدارة "يدا بيد" إلى خلقه وصقله عبر إتاحة الفرصة بالمشاركة في مثل هذه اللقاءات، التي تعطي دورا هاما لأعضاء المجتمعات المحلية والتي جاءت لتعزز دورهم الفعال ومكانتهم الهامة في المؤسسة، ليس من خلال الشعارات، بل بمنح حيزا يمكنهم من التعبير عن ارائهم ومطالبهم، وجعلهم شركاء في مرافقة سيرورة التعليم التربوية ولتمكين العمل المشترك. كما أكد المشاركون بأن عقد مثل هذه الفعاليات اللامنهجية التي تشرف عليها الدائرة الجماهيرية في يدًا بيد هو أمر هام جدا، لأنه يتيح لهم التعرف على الجوانب الأخرى للمنظمة ويجعلهم شركاءا معهم في الأهداف التي تسعى الجمعية الى تطويرها ليس فقط من خلال مسيرة التعليم الثنائية اللغة وانما من خلال تطوير الشراكة الحقيقية والمتساوية على الصعيد المدني والمواطنة بين كلا الشعبين عبر دعم العمل الجماهيري في الفضاءات المجتمعية المشتركة التي تتواجد فيها المؤسسات التربوية للمنظمة.
مساق للأهالي ومساق للخريجين
كما وهدف المساق المعد لأهالي المجتمعات المحلية إلى خلق مساحة للحوار تمكن الأعضاء من التعرف على بعضهم البعض، والمشاركة في ما يجري بالمناطق المختلفة التي تعمل بها مدارس وروضات يدًا بيد كحيفا، يافا، القدس، الجليل، كفر قرع وبيت بيرل. وبالتالي جاء هذا المساق ليكون نموذجًا للعمل المشترك، ويؤكد على أهمية الرسالة التي تنادي بأهمية التربية المشتركة بين الطلاب العرب واليهود. كما وشدد المسؤولون في يدًا بيد على رغبتهم وتوقعهم بمتابعة هذا النهج التنظيمي الذي يضمن تطوير الشراكة بين أفراد المجتمع.
بالمقابل عقد مساق خريجي يدًا بيد في ذات الوقت والمكان جاء ليؤكد القيم والرسالة التي تدعوا اليها المؤسسة، برز ذلك في الأهداف التي تم العمل عليها خلال المساق. بالتالي تلخصت تلك الأهداف بإعطاء أدوات للتعاون، للعمل الجماعي المشترك واتخاذ القرارات. وأيضا التعرف على أشكال إضافية من الفاعلية الاجتماعية، وإكمال حوار الخريجين حول هويتهم وطرق نشاطهم على الصعيدين المحلي والقطري.
من أجل تحقيق الأهداف التي صبى اليها المساق عقدت فعاليات عديدة ومتنوعة شملت ورشة ODT - وهي فعالية جماعية تهدف لإعطاء أدوات، ومهمات تفكيرية وترفيهية. كما وظهرت ابداعات الخريجين من خلال مشاركتهم في مسرح المضطهدين، الورشة التي أشرف عليها حسن مصري. وفي ذات الإطار تم تمرير ورشة تصوير فعال بواسطة الهاتف الجوال وذلك في سياق (مجموعة "أكتيفستلت"). كما وتضمن المساق حوارا دار بين الخريجين مع ناشطين في يافا حول موضوع إقامة إطار تعليم ثنائي اللغة، وقام الخريجون بمناقشة فكرة إنشاء مجموعة قيادة تعمل على اقامة مجلس خريجين قطري. بذلك تزامنت فعاليات الأهالي مع فعاليات الخريجين.
المحرقة والنكبة كأساسين لبلورة ذاكرة ثنائية القومية:
أفتتح مساق أعضاء المجتمع المحلي بإستضافة الباحثين بروفيسور عاموس غولدبرغ والدكتور بشير بشير من معهد فان لير، وقاما بتقديم محاضرة حول الكتاب الذي حرراه سوية بموضوع المحرقة والنكبة، الذاكرة، الهوية القومية والشراكة العربية اليهودية. وقد لخص بعض المشتركين بأن دمج موضوع النكبة والمحرقة أثار تحفظا لديهم، وظهر ذلك خلال النقاش الذي تلا المحاضرة والتي وجهت من قبل منظمي المساق. أما لدى البعض الاخر فقد اعتبر التداول بهذه القضية بمثابة أمر عادي، وتم النظر اليه بموضوعية ساعدت على تعمقة فهمهم وتشجيعهم في التخلي عن التفكير النمطي خلال تعاملهم مع أكثر المواضيع حساسيةً. وبالتالي استثمر الموجهون النقاش حول الموضوع لصالح رسالة المساق الأساسية، تلك التي تسعى إلى تطوير العمل المشترك بين العرب واليهود. واستمر النقاش بين الأفراد حتى وجبة العشاء، فقاموا بتبادل وجهات النظر المختلفة والمشاعر التي يثيرها لديهم موضوع المحاضرة.
أما في اليوم التالي فقد خيمت الأجواء الهادئه على المشتركين، عند البدء بتقسيمهم بين الورشات الحوارية المختلفة، والتي أشرف المنظمون على توجيهها. وقد تطرقت مجموعات الحوار الى مضامين عدة، واختار كل عضو حلقة النقاش التي يرغب بالإشتراك فيها.
تطوير التربية الثنائية اللغة
المجموعة الأولى تناولت تطوير موضوع التربية الثنائية اللغة، وناقشت مواضيع عدة ترتبط بمسألة التوسع أي إنشاء مؤسسات ثنائية اللغة اضافية، وتصاعدت الأسئلة حول النموذج التربوي في يدا بيد، وأيضًا دار حديثا حول ضم فئات وقوميات أخرى. بالإضافة إلى ذلك لم يتم إستثناء دور السلطات المحلية، البلديات ووزارة المعارف، وبالتالي الدور الهام للدولة في تنشأة وتعزيز مثل هذه المؤسسات. وطرح السؤال حول دور المجتمع المدني في هذا السياق، وقضايا أخرى حول مسألة التعليم العام والخاص وتمويل التربية من قبل الأهالي. ناقشت المجموعة جميع هذه الأمور من بداية الفكرة حتى مراحل التنفيذ.
النشاط الجماهيري في يدا بيد
موضوع المجموعة الثانية ارتكز على النشاط المجتمعي في يدًا بيد ودار النقاش هناك حول تعريف النشاط الجماهيري. إذ تم التطرق الى موضوع الحوار العربي اليهودي، وتنشأة أطر تربوية مشتركة والعمل على تغيير الواقع. وطرحت المجموعة أسئلة عديدة كالأمور التي يجب على يدًا بيد توليها، مثل مسألة تعزيز النشاط الذي يرتكز على الحوار، الطموح في إيجاد التوازن بين الأعضاء، الحفاظ على منطقة امنة، ومشاركة الأولاد والشباب في النشاطات المختلفة.
التغيير يأتي من الجيل القادم
الحلقة الثالثة بحثت المبادرة في إقامة جسم جماهيري ممثل. وقد ظهرت خلال النقاش حاجة المدارس والأهالي لإيجاد مورد يدعم تنشأة مثل هذا الجسم. وتم التساؤل حول الطريقة التي تساعد في تقوية المجتمع التشاركي بين العرب واليهود، وتطرق المشاركون الى توجه المدارس وربط التغيير في التربية بالجيل القادم. نهاية طرحت فكرة اقامة مجتمع ثنائي القومية، والمدارس كانت احدى الطرق التي تساعد على تنمية الأمر وتطويره. ولكن بالمقابل توصل أفراد المجموعة الى قرار ينص على عدم الحاجة لتنشئة مثل هذا الجسم في هذه المرحلة، ينبع الأمر من خلال رغبة العاملين بالإستثمار في العمل على المستوى المحلي داخل إطار المجتمعات المحلية.
في الجلسة الختامية للمؤتمر، أكد المشاركون على أهمية الاستمرار في تنظيم مؤتمرات تجمع أعضاء وعضوات المجتمعات المحلية من مختلف المناطق. وذلك لما فيها من فائدة لدعم العمل المشترك وتعزيز للشراكة التي تجمع الأهالي والطلاب، والتي من شأنها أن تخلق أرضية صلبة ودائمة لأطر ثنائية اللغة والقومية قائمة على المساواة والاعتراف المتبادل.
[email protected]
أضف تعليق