ظهرت في الأيام الأخيرة بعض اللافتات التي تحمل إرشادات الكترونية في جميع محطات الحافلات في مدينة حيفا، باللغة العبرية، الى جانب انّ هذه اللافتات لا تحوي المعلومات والارشادات الكافية والملائمة التي ممكن ان تساعد المسافرين في سفرهم، كمواعيد الحافلات مثلا، تتجاهل وبشكل صارخ المواطنين العرب، حيث كتبت باللغة العبرية فقط علمًا أن اللغة العربية تعد لغة رسمية في البلاد وأن خمس السكان بحاجة إلى قراءة اللغة العربية.
موقع "بكرا" توجه إلى عددٍ من الأطر الفاعلة للتعقيب خاصةً وأننا نتحدث عن مدينة رفعت شعار "التعايش"، فهل حقًا تعكس هذا الشعار على أرض الواقع؟!
رونق ناطور: اليهود بحاجة الى تقبل اللغة العربية كلغة رسمية في البلاد!!
رونق ناطور مدير عام مشارك في جميعة "سيكوي" لتعزيز المساواة المدنية عقبت لـ"بكرا" في هذا السياق قائلة: اعتقد ان القضية المركزية ان اللغة العربية تعتبر لغة رسمية في الدولة لذا يجب معاملتها بهذا الشكل وبناء عليه أتوقع ان يتم كتابة جميع اللافتات بالعبري والعربي في جميع المدن والمناطق في البلاد، وما جرى بحيفا هو يزيد الامر سوءً ليس لكونها مدينة "تعايش"، وانما لانها مدينة مختلطة يعيش بها نسبة كبيرة من العرب ومن المفروض ان يشعر بها المواطن العربي كجزء من الحيز العام المشترك وانه يحترمهم ويحترم حاجاتهم ولغتهم.
وتابعت ناطور لـ"بكرا": كما ان المواطنين اليهود عليهم ان يروا بان اللغة العربية تعتبر جزءً هاما من الحيز العام لانهم أيضا بحاجة الى تقبل اللغة العربية كلغة رسمية وكلغة مواطنين في الدولة وليس كلغة العدو كما هي معرفة اليوم، وعدم تواجدها في الحيز العام من خلال اللافتات او من خلال المواصلات العامة هو عمليا تجاهل لهذه الحقيقة وتعميق الفكرة ان اللغة العربية هي لغة العدو وليس كلغة عالاقل 20% من المواطنين في الدولة وذلك لان الكثير من اليهود الشرقيين تعتبر هذه اللغة لغتهم وليس فقط المواطنين العرب.
وأضافت عن عمل الجمعية في تقليص الفجوة بين الشعبين في هذا المضمار: من خلال نشاطاتنا نقوم أيضا بمشروع تحت مسمى "الحيز العام" حيث نعمل من خلاله مقابل المواصلات العامة وكان لنا انجاز في الأسبوعين الأخيرين مع شركة العفيفي حيث نجحنا بإدخال اللغة العربية بجميع خطوط شركة العفيفي، كما نعمل على ادخال اللغة العربية في الجامعات في كافة انحاء البلاد، ونعمل على تعزيز اللغة العربية في المستشفيات مقابل بلدية حيفا، كما ان هناك جمعيات عديدة تعمل في هذا المجال ولكننا قمنا بالتركيز اكثر على جامعة حيفا ومهرجان مسرح الأطفال ونسعى الى ترجمة كل مواد النشر عن المهرجان باللغة العربية، وهو جزء من شغلنا لذا نحن نستنكر ونطلب من البلدية ان تغير الوضع القائم.
عرين عابدي: اطالب بلدية حيفا بالالتزام بترجمة كل اللافتات وكل الخدمات والنشرات الى اللغة العربية!!
بدورها الناشطة عرين عابدي مركّزة مشروع الحقوق الثقافية في مركز "مساواة" لحقوق المواطنين العرب عقبت لـ"بكرا" قائلة: قبل شهر كانت لي جلسة مع السيدة "بركا سيلع" امينة مدينة حيفا حول كل ما يتعلق بالترجمة الى العربية بالاضافة الى مهرجان مسرح الاطفال ومهرجان الافلام وتم الاتفاق بيننا انه سيتم معالجة الموضوع في اسرع وقت ممكن وتم البدء في ترجمة موقع البلدية الى العربية .
وتابعت: اللغة العربية لغة رسمية ومرفوض رفضا تاما تجاهل لغتنا وبالذات عندما نتحدث على مدينة التعايش انا اطالب بلدية حيفا بالالتزام بترجمة كل اللافتات وكل الخدمات والنشرات الى اللغة العربية بالاضافة الى تقديم خدمات للسكان بلغتهم وعلى وزارة المواصلات ايضا ان تلتزم بالقانون وتقوم بترجمة مسار الباصات كما وعدت.
جمعية حقوق المواطن تطالب وزارة المواصلات بدمج اللغة العربية في كافة خدماتها!
بدورها المحامية شذى عامر من جمعية حقوق المواطن قدمت للجنة وزارة المواصلات ورقة تشرح خلالها القضايا المتعلقة بتطوير المواصلات العامة وملاءمتها للمواطنين العرب، وخاصة أهمية دمج اللغة العربية في لوحات الاعلانات ووسائل الاعلان الرقمية الحديثة التي تم وضعها في محطات المواصلات العامة في مختلف المناطق في البلاد، وتوفير المعلومات في مركز الخدمات التابع لوزارة المواصلات باللغة العربية.
وأوضحت الجمعية في الورقة المقدمة للّجنة البرلمانية انها قامت بسلسلة مراسلات مع الوزارة العام الماضي، طالبت فيها الوزارة بإدراج اللغة العربية بكافة الخدمات التي تقدمها بموازاة للغة العبرية. وفي ردّها أوضحت الوزارة أن هناك خطوات قد تم تنفيذها، بدمج اللغة العربية والعبرية على 5000 الاف لافتة في مواقف الحافلات من أصل نحو 30,000. بالإضافة إلى 100 لافتة الكترونية، كما تم إدراج اللغة العربية في موقع الانترنت وتوفير خدمة الرد الهاتفي باللغة العربية في مركز الخدمات التابع لوزارة المواصلات.
بالاضافة الى ذلك، ذكرت الجمعية أنها لم تتلقَ من وزارة المواصلات أية معلومات جديدة حول التوزيع الجغرافي لللافتات بالعربية في أنحاء البلاد، كما ولم تقدم الوزارة معلومات وجداول زمنية واضحة حول التقدم في تنفيذ البرنامج المذكور وتوفير الخدمات باللغة العربية.
وأكدت الجمعية أن التغييرات التي تم اجرائها مهمة جدًا، لكنها غير كافية ولا تتلائم مع احتياجات المواطنين العرب، وأنه يجب العمل على توسيع هذه الخدمات لتصل إلى كافة انحاء البلاد. وقالت المحامية شذى عامر أن المواطنين العرب موزعون في كافة أنحاء البلاد ويستخدمون خدمات المواصلات العامة بشكل يوميّ، خاصة طلاب المدارس والجامعات، والعاملين والعاملات ممّن لا يملكون السيارات الخاصة للسفر إلى أماكن عملهم.
وقالت المحامية شذى عامر أمام اللجنة: ان جمعية حقوق المواطن تطالب وزارة المواصلات بتوفير كافة خدماتها باللغة العربية بشكل متساوٍ، على اليافطات وفي محطات الباصات، سيارات الأجرة، لوائح التعليمات الالكترونية والثابتة، الخدمات الصوتية والكتابية في جميع انواع المواصلات العامة، كما وأنه من واجب الوزارة توفير الخدمات الهاتفية باللغة العربية، وليس فقط بشكل صوري، انما بالشكل الذي يفي باحتياجات الجمهور العربي، لأن الحق في مثالية هذه الخدمات هو حق أساسي، تقع على عاتق الدولة المسؤولية في توفيره لكافة المواطنين في كافة انحاء البلاد.
سامية عرموش: نعمل بهذا الشأن حسب تعليمات وتوجيهات وزارة المواصلات
بدورها عقبت سامية عرموش الناطقة بلسان بلدية حيفا للمجتمع العربي على غياب اللغة العربية في اللافتات الالكترونية لمحطات الحافلات قائلة: لدي جواب اولي حيث اننا بشكل خاص نعمل بهذا الشأن حسب تعليمات وتوجيهات وزارة المواصلات، عندما نتحدث عن عدم وجود لافتات الكترونية باللغة العربية انا كسلطة محلية من المفروض ان اتبع ارشادت وزارة المواصلات.
تعقيب بلدية حيفا.. سنتوجه لوزارة المواصلات!!
وقد وصل التعقيب من مكتب رئيس بلدية حيفا "يونا ياهف" على التهم الموجهة من قبل جمعيات ومؤسسات ناشطة على انعدام اللغة العربية في مرفقات خدماتية للجمهور لـ"بكرا" كالتالي: بلدية حيفا حريصة على الإشارة إلى اللغة العربية في جميع المنشورات وإعلانات الدعاية، والنشرات الصحفية والنشرات والمطبوعات واللافتات، لافتات وأكثر من ذلك.
وتابع مكتب رئيس البلدية: مع ذلك، ومنطلق احترامنا الكامل للمواطنين العرب كونهم مواطني الدولة فاننا نضع على جدول اعمالنا الاهتمام اكثر بهذا الموضوع لأننا نرى باللغة العربية جزءً لا يتجزأ من الحيز العام في حيفا. كما ان إدارة بلدية حيفا تعي احتياجات المواطنين باختلاف جنسياتهم، وتعمل قدر الإمكان على تحقيقها.
ونوه: وفيما يتعلق بموضوع اللافتات الالكترونية لحافلات فان البلدية تلتزم بالتصرف وفقا لتعليمات وزارة المواصلات. ومع ذلك، نحن عازمون على تقديم طلب إلى وزارة المواصلات بشأن هذه المسألة.
وكانت وزارة المواصلات قد صرحت في حديث لصحيفة "هآرتس" بانها ستقوم بإضافة اللغة العربية على اللافتات الاكترونية.
[email protected]
أضف تعليق