اتفق الأزهر الشريف والفاتيكان على أهمية عقد لقاء مشترك بينهما؛ للترتيب لعودة الحوار بين الجانبين، الذي توقف منذ سنوات بسبب بعض التصريحات للبابا السابق، التي أسهمت في توتر العلاقة بين الطرفين.
وأكد فضيلة الدكتور عباس شومان وكيل الأزهر خلال استقباله الأسقف ميغيل آنجل أيوزو جيسكو مبعوث المجلس البابوي لحوار الأديان بالفاتيكان، وسفير الفاتيكان بالقاهرة، أن الأزهر يمد يديه دائما لكل ما يخدم الإنسانية، وليس المسلمين فقط، فرسالته العالمية تنشد تحقيق الاستقرار للبشرية جميعًا، مشددًا على ضرورة تضافر الجهود من أجل تحقيق السلام في العالم.
وأضاف وكيل الأزهر أن تجربة بيت العائلة المصرية التي تجمع الشعب المصري بشقيه المسلم والمسيحي نفاخر ونباهي بها العالم كله ، فقد استطاع بيت العائلة حل المشكلات الاجتماعية التي تطرأ بين أبناء مصر، بل وصل الأمر إلى تسيير قوافل إرشادية مشتركة تخدم المجتمع، وتحقق المصالحات بين أبناء مصر المسلمين والمسيحيين.
وأشار فضيلته إلى أن الأزهر والفاتيكان بينهما اتفاقية منذ عام 1989، وهذه الاتفاقية جاءت في ظروف مختلفة عما يمر به العالم اليوم، لذلك يجب أن نعيد النظر فيها وتعديلها بما يتناسب مع المستجدات الحالية، حتي يتم الخروج برسالة قوية للعالم تسهم في مواجهة الإرهاب والتطرف وتحقيق السلام والاستقرار.
وأكد شومان أن فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، أرسي مبادئ قوية لعودة الحوار مع الفاتيكان ، أهمها أن يكون الحوار فعالًا وقائمًا على الأسس المشتركة للخروج بنتائج تلائم الواقع وتسهم في تحقيق الفائدة المرجوة، موضحًا أن العالم أجمع ينتظر أن يلتقي شيخ الأزهر وبابا الفاتيكان من أجل إرسال رسالة سلام للعالم تغلق الباب أمام دعاة العنف والإرهاب والتطرف.
ومن جهته أكد الدكتور محمود حمدي زقزوق رئيس مركز الحوار بالأزهر، وعضو هيئة كبار العلماء، أن الحوار أساس لحل كل المشكلات؛ لأن ظواهر العنف الموجودة أوجدت الحقد والضغائن والكراهية بين أصحاب العقائد المختلفة، مشيرًا إلى أن أهم دور للمؤسسات الدينية في هذه المرحلة الدقيقة التي يمر بها العالم هو أن تسعي لاستقرار العالم ، وهو الهدف من وراء الحوار.
وأوضح د/ زقزوق أن الأزهر والفاتيكان لديهم قيم وأهداف مشتركة من أهمها رفض العنف والإرهاب، وهو ما يؤكد أن عودة الحوار بينهما أمر يصب في صالح الإنسانية جميعًا.
ومن جانبه أكد مبعوث المجلس البابوي لحوار الأديان على رغبة الفاتيكان في عودة الحوار مع الأزهر الشريف والاستعداد التام لاستقبال وفد من الأزهر الشريف في أقرب وقت لبحث آليات استعادة الحوار وتعديل الاتفاقية المبرمة بين الطرفين، مشيدًا بتجربة بيت العائلة المصرية، ومؤكدًا على أهمية عودة الحوار لخدمة الإنسانية وتحقيق السلام والاستقرار.
وأضاف مبعوث المجلس البابوي أنه أصبح من الضروري أن يوحد المؤمنون، وذوو الإرادة الصالحة جهودهم من أجل تطوير مشترك لثقافة السلام، وتحقيق تماسك حقيقي بين البشر، وإعطاء فرصة حقيقية كي يحل السلام والوئام بين الأمم والشعوب
[email protected]
أضف تعليق