في بحث ميداني بعنوان "تأثير الإيقاع الحيوي اليومي على توقيت تدريب اللياقة البدنية لطلاب الكليات الشرطية والعسكرية قبل للنشر في المجلة العربية للدراسات الأمنية والتدريب، جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية، (2016)، عالج الباحث البروفسور عبد الناصر القدومي رئيس جامعة الاستقلال الاعتقاد الخاطئ حول ممارسة اللياقة البدنية الصباحية بطريقة مجهدة وبهدف تطوير اللياقة البدنية سواء أكان ذلك للعسكريين أم للرياضيين.

واعتمدت الدراسة على نظرية الإيقاع الحيوي (Theory of Circadian Rhythm)، والذي يعد من المواضيع التي شغلت الإنسان منذ القدم، فحيثما توجد حياة - سواء أكان ذلك للإنسان أم الحيوان أم النبات- تظهر أهمية الإيقاع الحيوي، ويعد من أهم المواضيع للعاملين وفق نظام المناوبات الليلية، سواء أكانوا أطباء، أم عسكريين، أم حراسا، أم طيارين... وغيرها من المهن المشابهة إضافة إلى الرياضيين، وتظهر نظرية الإيقاع الحيوي للكائنات الحية بوضوح في القران في قوله تعالى : قَالَ فَمَنْ رَبُّكُمَا يَا مُوسَى * قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى * (سورة طه: 49-50).

لذلك فقد هدفت الدراسة إلى تحديد تأثير الإيقاع الحيوي اليومي على توقيت تدريب اللياقة البدنية لدى طلاب البكالوريوس في جامعة الاستقلال في أريحا في فلسطين (كجامعة عسكرية- أمنية- شرطية)، وذلك في أوقات مختلفة هي: (6 صباحا، 2 ظهرا، 6 مساء، 8 مساء).
ولتحقيق ذلك أجريت الدراسة على عينة قوامها (23) طالبا ممن يمثلون المنتخبات الرياضية في الجامعة ، وطبق عليها اختبارات قوة القبضة، والوثب الطويل من الثبات، وثني الذراعين ومدهما لمدة دقيقة، واختبار الجلوس من الرقود لمدة دقيقة، واختبار عدو 40 مترا، وكان المعدل العام لأداء أفراد العينة على هذه الاختبارات على التوالي: (57.23 كغم، 2.31 متر، 45.73 مرة، 44.09 مرة،5.89 ثانية)، بالإضافة إلى وجود فروق ذات دلالة إحصائية في جميع القياسات تبعا لتوقيت القياس ، وكانت غالبية الفروق لصالح الساعة 6 مساء، مقارنة في الفترة الصباحية.

ويضيف الباحث القدومي أنه لعل السبب في ظهور الفروق ولصالح الفترة المسائية يعود إلى عدة عوامل من أهمها: ارتفاع درجة حرارة الجسم الداخليةBody Core Temperature حيث يوجد اتفاق في الدراسات العلمية إلى أن أفضل درجة لحرارة الجسم الداخلية تكون في المساء، وبالتحديد الساعة (6) مساء، والسيطرة الحركيةMotor Control تكون أفضل في المساء مقارنة في الصباح ، وقلة تركيز هرمون الميلاتونين (هرمون السعادة) (Hormone of Happiness) أو (هرمون الظلام) (Hormone of Darkness) في المساء مقارنة في الساعة (6 صباحا) ، والذي يصل إلى اعلى تركيز في الساعة (2-4) ليلا ويستمر تركيزه لساعات الصباح ويشعر الفرد بالاسترخاء والراحة، وعدوه الإضاءة، لذلك يستخدم للنوم في حالات السفر لمسافات طويلة ولمعالجة إضرابات السفر الجت لاج Jet Lag . 

وخلص الباحث الى توصيات مهمة اعتمدت على نتائج الدراسة، أهمها ضرورة مراعاة أن التدريب الصباحي للياقة البدنية يعد غير مناسب وهو من الاعتقادات الخاطئة، ويجب أن يكون بمثابة تمرينات هادئة للانتقال من مرحلة الخمول إلى مرحلة النشاط في الحياة اليومية، أما التدريب الرئيسي الهادف لتنمية اللياقة البدنية لطلبة الكليات العسكرية والشرطية والرياضيين فيجب أن يكون في الفترة ما بين الساعة الثانية ظهرا والساعة الثامنة مساء، وإن أفضل توقيت لتدريب اللياقة البدنية الساعة السادسة مساء، ويستمر لغاية الساعة الثامنة مساء، ومن ثم يبدأ المستوى في التراجع، ويجب تجنب إجراء المنافسات الرياضية في الفترة الصباحية، وكذلك الحال حالة التأخر في الفترة المسائية، وهذا يستدعي من الاتحادات الرياضية المحلية، والعربية ، والدولية مراعاة توقيت المباريات في البطولات الرياضية، وإعادة النظر في توقيت التدريب، للوصول إلى افضل إنجاز ممكن، واعتماد الأرقام الأولمبية والدولية تبعا للإيقاع الحيوي في الفترة المسائية.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]