اكدت زوجة المعتقل الإداري والاسير محمد القيق المضرب عن الطعام منذ 62 يوما، فيحاء شلش، في وقت سبق لـ"بكرا" بان الحالة الصحية لمحمد غير المطمئنة وأنها في غاية الخطورة، حيث قالت : وصلنا من المحامي مؤخراً أن محمد يعاني من صداع حاد وارتفاع في درجة الحرارة، ولديه مضاعفات جديدة طرأت على وضعه الصحي خلال الأسبوع الماضي، كالتخدر في اليدين، والآلام الحادة في المعدة والأمعاء، كل ذلك بسبب تعنت الاحتلال في الإفراج عنه.
وفي تقرير خاص لمؤسسة "الضمير لرعاية الأسير وحقوق الانسان" اكدت المؤسسة ان الصحفي الأسير المعتقل الإداري المضرب عن الطعام محمد القيق تعرض لعلاج قسري بالرغم من مطالبته إدارة السجن بعدم اجراء فحوصات طبية له، وان حياته في خطر ودخل في غيبوبة، مما دفع الأطباء الى نقله لقسم العناية المكثفة في مستشفى "هعيمق" في العفولة..
وخلال عدة زيارات أجراها نادي الأسير الفلسطيني، أكد على أن الوضع الصحي للأسير القيق في غاية الخطورة وقد دخل مرحلة الخطر الشديد، مع رفضه أخذ أية مدعمات أو إجراء أية فحوص طبية، تعرض الأسير القيق إلى علاج قسري بعدما فقدَ وعيه ونقل للعناية المكثفة حيث أُخضع لعمليات إنعاش حتى استعاد وعيه.
وآخر ما حُرر بشأن وضعه الصحي، فقد أكد مدير الوحدة القانونية المحامي جواد بولس الذي زاره في تاريخ 21/1/2016 أن الأسير دخل مرحلة الخطورة الشديدة، وهو يعاني من ضعف شديد وواضح، واخدرار في يده اليمنى، وعدم وضوح في الرؤية.
وبالمقابل، مقابل حالة القيق الصحية المتدهورة بسبب اضرابه عن الطعام بعد سياسة الاعتقال الإداري التي تتبعها الدوله معه في اعقاب ممارسته لمهنة الصحافة بنزاهة حيث يعتبر القيق اسير رأي وحرية التعبير والاعتقال التعسفي لأنه صحافي نقل الجرائم والاحداث والممارسات الإسرائيلية في فلسطين من قتل وإعدامات ومداهمات ولم توجه له أي تهمة ولم يعرض على محاكمة عادلة، فان هناك أيضا تدهور واضح في التضامن مع قضية القيق من قبل التيارات والقوى السياسية في الداخل الفلسطيني الى جانب الجمعيات والمؤسسات الحقوقية المختلفة التي استنكرت ونددت سابقا الاعتقال الاداري، ودعمت الاسيرين محمد علان وخضر،في حين انه انحسرت الفعاليات والنشاطات التضامنية مع القيق بمظاهرة امام مستشفى العفولة مكان رقوده ليس اكثر.. "بكرا" يتابع مع القيادات...
نقوم بمتابعته من ناحية طبية ومن ناحية السلطات من اجل المحافظة على صحته
منصور دهامشة سكرتير الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة قال: كان هناك مظاهرة قبل ايام امام المستشفى ونحن نتابع الموضوع عن كثب ونقوم بزيارات يومية للمستشفى وله بشكل خاص، وسيكون هناك مستقبلا زيارات يومية له من قبل اعضاء الكنيست وقيادة الجماهير العربية ولجنة المتابعة، وسنستمر في دعمه والنضال من اجل تحريره كما كان الحال وقت اعتقال الاسير محمد علان.
وأضاف:نحن نقوم بمتابعته من ناحية طبية ومن ناحية السلطات من اجل المحافظة على صحته وان يتحرر من قيده.
ادعو القيادة ان تكون هناك نشاطات وتحركات داعمة للقيق
وائل عمري قال بدوره لـ "بكرا" في ذات السياق معقبا: من الواضح ان هناك تقصير كبير في مسألة دعم الاسير الصحفي محمد القيق المضرب عن الطعام منذ 61 يوما، علما انه كان هناك مظاهرة تضامنية امام مستشفى العفولة ويعمل الحراك الشبابي في مختلف البلدات العربية في الداخل في الوقت الحالي على تنظيم مظاهرات تضامنية مع القيق، وبشكل عام لجنة متابعة حريات الاسرى هي من تقوم بتنظيم هذه الامور والاحزاب تشارك في هذه النشاطات، وانا ادعو القيادة ان تكون هناك نشاطات وتحركات داعمة للقيق .
وأضاف: انا اناشد كممرض جماهيرنا العربية وقياداتنا في الداخل ان تدعم القيق لانه بحاجة الى كل دعم واقول ان الاضراب عن الطعام لفترة تعدى الخمسين يوما امر خطير جدا، لذا يجب اثارة الرأي العام وتنظيم مظاهرات، وعلى الحراك الشبابي ان يتجند لهذه القضايا الوطنية وقضايا الاسرى وخصوصا ان الاسير هو صحفي معتقل ضمير ليس عليه اي تهم امنية ولو كان هناك تهمة امنية لقدم للمحاكمة، هم يريدون معاقبة الصحافة والاعلام على تعبيرهم عن رأيهم ضد الاحتلال وما يقوم به ، اقل ما يمكن ان نقوم به هو الاحتجاج على الظلم والاعتقال الاداري الذي هو ملف تحمله اسرائيل منذ الانتداب البريطاني ولا ينسجم مع القوانين الدولية او الروح المعاصرة...
احيانا النضال القانوني لا يكون الحل خاصة في موضوع القرارات الادارية
اما المحامي عمر خمايسي من مؤسسة ميزان لحقوق الانسان فقد تنصل من المسؤولية مشيرا الى ان القضية غير قانونية وقال لـ"بكرا" معقبا على دور الجمعيات والمؤسسات الحقوقية في دعم القيق: الحراك الجماهيري هدفه الضغط على متخذي القرار الافراج عن القيق، لانه احيانا النضال القانوني لا يكون الحل خاصة في موضوع القرارات الادارية التي لا تتواجد بها مساحة وشفافية في العمل القانوني، وبالتالي نعلم انها قرارات تعسفية مبينة على مواد سرية. كما الحال خلال اضراب الاسير علان حيث ان تصميمه على الاضراب عن الطعام خلق جوا من الضغط على متخذي القرار ان يوقفوا تمديد الاعتقالات الادارية حيث انه حتى اليوم لا يوجد اي محكمة رفضت الاعتقال الاداري واكدت بان هذا القرار غير قانوني ولا يستند على مواد قانونية، بالتالي فان النضال في الاعتقالات الادارية هو نضال جماهيري، التوجه للقضاء ورفع تقارير دولية في هذا الموضوع .
واسهب: حديثا جدا توجهنا في ميزان وفي مؤسسة يوسف الصديق ضد قانون التغذية القسرية حتى لا يصل الوضع ان يقوموا بتغذية الاسير رغما عن انفه حتى لا يكون هناك خطر على حياته، علما انه وقت اضراب الاسير محمد علان كانت هناك تحركات اكبر من النشاطات الحالية، ولكن ما زالت الامكانية مفتوحة للتوجه لمحكمة العدل العليا مستقبلا.
بسبب الظروف الحالية الموجودين فيها ومسألة الحظر، غير قادرين على التحرك في هذا المجال كما في السابق
الشيخ كمال خطيب نائب رئيس الحركة الإسلامية الشق الشمالي قال: كجسم حركة إسرائيلية نحن حاليا بسبب الظروف الحالية الموجودين فيها ومسألة الحظر، غير قادرين على التحرك في هذا المجال كما في السابق وهذا يضعف كثيرا من تحركاتنا حيث اننا كنا في الماضي المبادرين الأوائل لنشاطات دعم الاسرى والمعتقلين الادارييين ، مثل محمد علان، وخضر عدنان، لكن الان قدرتنا على المبادرة غير موجودة، من ناحية أخرى انا أؤكد بان ظرف محمد القيع ووضعه الان لا يحتمل الانتظار وبالتالي لذا لا بد ان يخرج صوت هذا الصحفي الذي يحارب ويعتقل بسبب قلمه وحريته.
وتابع: دورنا في الداخل الفلسطيني كان متميزا ويجب ان يبقى كذلك، وتحديدا محمد القيق المتواجد حاليا في العفولة وليس في عسقلان ولا بد ان تكون تحركات ليس بشرط شبه يومية ولكن اكثر حضور وكثافة امام المستفى الذي يتواجد به الصحفي الأسير البطل محمد القيق.
في الحركة الاسيرة اصبح معظم الشباب ملاحقين لذلك اصبح من الصعب تنظيم نشاطات داعمة واحتجاجية
بدوره منير منصور رئيس رابطة الاسرى قال :هناك تراجع واضح وبارز في هذا الحدث الوطني الهام، لان النقاشات السياسية والخلافات القت ظلالها على الوضع العام حتى اصبح هناك تشرذم سياسي، والاولويات بناء على ما ذكر قد اختلفت واصبح هناك صعوبة بالتنسيق ما بين القوى السياسية المعنية بالامور، وبالنسبة للحركة الاسيرة اصبح معظم الشباب ملاحقين لذلك اصبح من الصعب تنظيم نشاطات داعمة واحتجاجية لأننا ممنوعون من الأصل ونعمل بشكل شخصي.
وتابع:بسبب الاختلافات والخلافات السياسية التي خلفتها الاحداث الأخيرة في الوطن العرب اصبح هناك احباط واضح، وصلنا الى مرحلة باتت الأولويات مختلفة عند الأحزاب مثل قضية الاسرى والشهداء حيث اصبح الان هناك اراء تختلف عن السابق مما أدى الى تشرذم وضعف في القوى الفاعلة والناشطة.
وأضاف: من المفروض ان يكون هناك تحركات ولكن ليس النشاط المرتقب والذي يجب ان يتناسب مع ما يحدث، اعتقد انه سيكون هناك نشاطات قريبة جدا ليست فقط بما يتعلق بمحمد القيق وانما بقضية الاسرى بشكل عام، لا اخفيك ان هناك تراجع، والقوى التي تملك الامكانية والقدرة لم تعد تعمل كما يجب في هذا الشأن علما انني الاحظ ان هناك نشاطات في قضايا أخرى تمس أحزاب معينة ويقوم بالتالي بتجنيد جماهيره وكوادره، اما فيما يتعلق بموضوع الاسرى فانا أوافق تماما بان هناك تقصير بلا شك.
[email protected]
أضف تعليق