تعتمد حكومة اليمين العنصرية بكافة مؤسساتها استهداف الطلاب الجامعيين العرب في مختلف المؤسسات التعليمية في البلاد، وعليه تنتهج ممارسات قمعية من خلال ترهيبهم وتخويفهم بالاعتقالات كما حصل في الجامعة العبرية للطالبة روان ابر غوش، وسياسة التفتيش المذلة داخل مساكن الطلبة العرب في جامعة تل ابيب، ومؤخرا العقاب الذي فرضته على 3 طلاب من جامعة حيفا الذين تصدوا للمطبع المصري قبل نحو الشهر ، حيث فرضت عليهم لجنة الطاعة في الجامعة عقوبات مختلفة مشروطة بعدم التكرار .

في هذا السياق اعرب مجموعة من الطلاب الجامعيين القياديين وناشطين في جامعات مختلفة عن استياءهم من سياسة ملاحقة الجامعيين العرب، والتي تهدف لإذلال الطلاب العرب واخراس صوتهم وكتم حقهم بالتعبير عن رأيهم واعلاء صوتهم بالتنديد لسياسة التمييز العنصرية بحقهم .

سنقف ضد أساليب الترهيب والتخويف

الطاب نسيم سيد احمد سكرتير الجبهة الطلابية في الجامعة العبري القدس قال معقبًا: بدون أدنى شك هي بالفعل سياسات تتبعها الحكومات الاسرائيلية المتعاقبة بحق المجتمع العربي بشكل عام، وينعكس ذلك في المؤسسات الأكاديمية الإسرائيلية، إذ يمكننا اعتباره نهج قد تعودنا على عنصريته في كل أنحاء البلاد، وأيضا واجهنا هذا النهج في المؤسسات الأكاديمية، إذ تهدف المؤسسات الأكاديمية الإسرائيلية إعاقة العمل الطلابي-السياسي للحركات الطلابية التي تخوض معركتها ضد الاحتلال والعنصرية، وقد ظهرت أساليب الإعاقة بأكثر من مناسبة، من اعتقالات للطلاب داخل الجامعة، وتقديم عدد من الطلاب العرب للجان الطاعة بسبب النشاط السياسي داخل الجامعة ، وحملات التفتيش المذلة في مساكن الطلبة العرب بمنطقة تل ابيب.

,وقال سيد احمد: بخصوص اعتقال الطالبة روان أبو غوش (زوجة المعتقل سامر أبو عيشة)، من داخل كلية بتسالئيل في الجامعة العبرية ، استفحال عناصر الشرطة لم يعد أمرًا غريبًا داخل أحرم الجامعة العبريّة وبالتنسيق مع قوات أمنها، ففي العام الماضي أيضًا داهمت قوات الشرطة وحرس الحدود الحرم الجامعي في جبل المشارف لفضّ تظاهرة للطلاب العرب فيها، وقد تم الاعتداء بالضرب واعتقال عدد من الطلاب حينها. نذكّر أن الطالبة روان أبو غوش هي زوجة المعتقل سامر أبو عيشة الذي تم تبليغه بقرار إبعاده عن القدس بسبب نشاطه السياسي في المدينة، وبدوره رفض الخضوع الى مثل هذه القرارات التعسفية، وقد تم نصب خيمة اعتصام في مركز الصليب الاحمر في القدس احتجاجا ورفضًا للقرار.

وأضاف سيد احمد قائلا: نحن كطلاب أولا وكناشطين سياسيين ثانيا، سنقف ضد أساليب الترهيب والتخويف هذه، ولن نصمت أمام هذه الاستهدافات التعسفية، الّتي تستهدف طلاب الجامعة الفلسطينيين عامة، والناشطين بها خاصة، وسنقوم باتخاذ الإجراءات اللازمة والعملية للضغط من أجل وقف مثل هذه الاعتقالات والإستهدافات. نحن نكمل طريقنا في مواجهة العنصرية واستشرائها في المؤسسات الأكاديمية في القدس، كما بدأنا في مواجهتها في كل الساحات، سيبقى صوتنا واضح دون خوف أو تأتأة ضد العنصرية والاحتلال.

رفض اليأس والاستمرار في المسيرة التعليمية 

الطالبة يسرى أبو عمارة من جامعة تل ابيب قالت: سياسة الترهيب والتخويف هي سياسة ليست جديدة تتبعها الدولة باستمرار وخاصة في الفترة الاخيرة لتمنع الطلاب حقهم في التعبير عن رأيهم وحرية التظاهر والاحتجاج ، حيث تعتمد استخدام سياستها المبيّتة ضد الأقلية العربية والطلاب الجامعيين العرب في شتى مجالات الحياة ، في العمل والتعليم وحتى في الشارع والهدف بالأساس الترهيب والتخويف واخراس اصواتنا التي تنادي بالحرية والمساواة.

وقالت ابو عمارة: انا شخصيا لم اتعرض لأي حادث من هذا القبيل ، ولكن تبقى حقيقة الامر والواقع الي نلمسه من خلال هذه الممارسات بحقنا كطلاب عرب لها اثار سلبية، في بالأساس سياسة تخويف وترهيب ن وهذا ما نشعر به اليوم بعد كل هه الاحداث ، وللأسف تبقى حالة التوتر والعجز عن فعل أي شيء قيد يحيط بنا ، وهو قانون موجه ضدنا كعرب ويجب علينا رفضه ورفض اليأس والاستمرار في المسيرة التعليمية والاثبات اننا صامدون لإفشال كل محاولات الترهيب .

الصمود 

الطالبة اريج حكروش في جامعة حيفا قالت بدورها: أولا وقبل كل شيء ، من حق الطالب أيا كان أن يعبر عن رأيه بداخل الجامعة وان يمارس نشاطه الاجتماعي والسياسي الجامعي ، وهذا حق مشروع له كإنسان أولا وكطالب جامعي ثانيا وبرأيي هذا احد مراكز المرحلة الجامعية ، ولكن ما نراه اليوم من ممارسات واجراءات غير مشروعة وغير مبررة تطال عدد لا يستهان به من طلابنا العرب ، لهو يمثل بلا شك سياسة ممنهجة ومقصودة بحق الطالب العربي ، ففي جامعة حيفا مثلا رأينا اجراء تعسفي بحق مجموعة من طلابنا مثل جول الياس على خلفية تصديهم للمطبع المصري الذي يدعى عمر سالم ، فطلابنا لم يحتملوا ما تقدم به سالم من افكار مطبعة وتحليل " موجه " بما يخص واقع العربي في اسرائيل ، فمهما كان طلابنا يعون جيدا لهدف محاضرته "السخيفة" ناهيك عن تطبيعه من الاساس ، فحصل الجدل الذي رأيناه جميعنا وهذا جدل شرعي واحتجاج مشروع ولا يحق لأحد محاسبتهم على مواقفهم وطرق احتجاجهم ، لانه لم يخل ذلك بأمن الجامعة ولم يحدث بلبلة خارج قاعة المحاضرة لذلك يحصر ما حدث بالتعبير القانوني عن الرأي ، ولكن طريقة تعامل الجامعة مع الطالب العربي تخل بجميع القوانين والاعراف !

وقالت حكروش: هذا غيط من فيض الممارسات العنصرية على مر سنوات بحق الطالب العربي ولا يختلف الوضع بباقي جامعات البلاد ، لذلك جميعا كطلاب عرب من جميع الجامعات والكليات علينا استنكار هذه الممارسات والصمود أمامها ، فهي لن تغير شيء بحراكنا الطلابي الذي هو جزء لا يتجزأ من حراكنا السياسي في البلاد.

وحدة صف وطنيّة وديموقراطيّة

اما حسين مريسات سكرتير الجبهة الطلابية في جامعة حيفا قال: الفاشية في الشارع الإسرائيلي ليست مفصولة عن الجامعات، ونلمس ذلك بتصاعد مدّ الحركات والنشاطات العنصريّة فيها، في جامعة حيفا على سبيل المثال، علينا في الجبهة الطلّابيّة أن نواجه تحريض حركة إم ترتسو العنصريّة والمتطرّفة في كلّ نشاط أو دعوة لفعاليّة نعبّر فيها عن مواقفنا الوطنية والأممية، وكذلك باقي الكتل العربيّة، ونحن نطالب بحظر هذه الحركة العنصريّة وإخراجها عن القانون.

وقال مريسات: تظهر العنصريّة أيضًا فيما شهدناه مؤخرًا من حظر للحركة الطلّابيّة اقرأ، وحظر لنشاطها في الجامعات، هذه سابقة خطيرة جدًّا تستوجب وحدة صف وطنيّة وديموقراطيّة لردعه. كذلك إحالة ٣ طلّاب عرب للجان الطّاعة لأنّهم عبّروا عن رأيهم أمام المحاضر المصري عمر سالم الذي استفز الطلّاب العرب واتهمهم بالتّطبيع، بينما كان رد الطلّاب برفض كُلّ دعوته لتطبيع العلاقات مع الاحتلال. وطبعًا كما ذكرت في تقريرك، فهذه السياسة الحقيرة تمارس لخنق كُلّ صوت وطني ويساري حقيقي في الجامعات، ونحن نستنكرها جميعها.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]