"هذا الجمع المميز من الحضور في هذه ألأمسية هو الصورة ألأفضل والأنصع لما نريد ان يكون عليه الحال في مجتمعنا الاسرائيلي عامة، بما فيه الوسط العربي، كجزء لا يتجزأ منه. تعددية حضارية ودينية وثقافية وسياسية وعقائدية وتنوع انساني يثري ويقود نحو التقدم والرفعة، باحترام متبادل يقدس التعددية ويدافع عنها ويحترم المختلف ويدافع عن حقه". هذا ما قاله المحامي زكي كمال رئيس الكلية الاكاديمية العربية للتربية في حيفا خلال امسية تكريمية واحتفالية خاصة اقامها في دالية الكرمل مساء الخميس على شرف الدكتور حاييم مسغاف مع صدور كتابه: "قصة حقيقية".
واضاف المحامي كمال امام الحضور الذي ضم وزير المالية موشيه كحلون والبروفيسور عليان القريناوي رئيس كلية "أحفا" في النقب وعشرات من المحاضرين في الجامعات المختلفة ورجال اقتصاد ومسؤولين كباراً في القضاء والمحاكم المختلفة والهيئات الاجتماعية والاقتصادية والامنية: "هذه اسرائيل التي نريدها وهذا هو العيش المشترك الحقيقي. تعامل على قدم المساواة دون اقصاء او تمييز ودون استثناءات عقائدية وسياسية، اسرائيل التي يتعاون ابناؤها عربا ويهودا في بنائها بيتاً آمنا ودافئا وواحدا ووحيدا لهم، يعيشون فيه على اسس من التعاون والمساواة ووفق مقاييس تعتمد الحوار وتستند الى اعتبار التربية والتعليم والانجازات سبيلا وحيدا لقياس مدى المساهمة لحياة الدولة. نجلس هنا يهودا وعربا ومن مختلف الطوائف والديانات يجمعنا امر واحد هو الأسمى والاهم وهو فوق كل امر آخر. انه انتماؤنا لهذه الدولة وعملنا من اجل تقدمها الذي هو تقدمنا".
كحلون وتوزيع الميزانيات بشكل تفاوتي
وزير المالية موشيه كحلون تطرق في كلمته الى الخطة الحكومية لدعم الوسط العربي وقال: "لا يمكن لوضع تسود فيه الفوارق ان يستمر وان يدوم ولا يمكن لحال لا توزع فيه الميزانيات بشكل تفاوتي ونسبي ان يضمن تقدم الفئات الضعيفة، ولذلك كان اصراري هذه المرة على ان توزع الميزانية بشكل تفاوتي، أي ان يحصل المحتاجون والاوساط الضعيفة على ميزانيات أكثر كي يلحقوا بالركب بخلاف ما كان متبعاً في السابق، ان توزع الميزانيات والدعم على الجميع ما أبقى الفوارق الاقتصادية على ما هي. هذه الخطة ستؤدي الى جسر الهوة وتقليص الفوارق ودمج المواطنين العرب بشكل جيد في الحياة الاقتصادية والعملية والانتاجية والحياة ألأكاديمية والمرافق الاقتصادية، وهذا واجب الدولة وليس منة من أحد".
واشاد الوزير كحلون بهذا اللقاء الذي بادر اليه المحامي زكي كمال مثمنا الجهود التي يبذلها المحامي كمال للتقريب والتوفيق بين كافة اطياف المجتمع في البلاد.
متحدثون والعلاقات اليهودية العربية
البروفيسور عليان القريناوي تحدث عن العلاقات العربية اليهودية وحذر من ازدياد التوتر والتنافر وقال: "ارى هنا شخصيات سياسية واكاديمية واقتصادية وجماهيرية واعلامية واجتماعية وقضائية ورسالتي لكم واحدة: حان الوقت لوقف التدهور والتنافر والعمل على بناء علاقات تعايش واحترام ومساواة واستثمار المال في مجال التربية فهو الامر الوحيد الذي يضمن المساواة في الانجازات. دعونا نبتعد عن التعميم ونعمل على رفع مستوى العليم لدى الاقليات والضواحي فمن هناك يبدأ اصلاح الوضع".
وزير العدل الاسبق البروفيسور دانئيل فريدمان أكد اهمية مثل هذه اللقاءات باعتبارها تجمع بين اشخاص وان اختلفت آراؤهم ومعتقداتهم وانتماءاتهم الى ان ما يجمعهم هو الرؤية الثاقبة والصحيحة للسبل الكفيلة بتحقيق ألأفضل للدولة ولكافة مواطنيها.
البروفيسور تسفي اراد رئيس الكلية الاكاديمية نتانيا قال: "المحامي زكي كمال أقنعني بانه لو قام العالم الغربي برصد ألأموال التي يقتني بها السلاح في الدول المتطورة وفي الشرق الأوسط لما كانت هذه الحروب العرقية قد نشبت".
الدكتور حاييم مسغاف مؤلف الكتاب وضيف الشرف قال: "أقف مفعما ومتأثرا ومنفعلا. ارى فسيفساء من كافة الانتماءات وهذا يبشر بالخير ويثر التفاؤل. اريد ان اقول ان النجاح يبدأ من الذات ومن مدى استعداد ورغبة كل منا ان يعطي وان يبذل الجهود بغض النظر عن نقطة البداية الاقتصادية او الاجتماعية او غيرها وفسح المجال امام هذه الاطياف ان تجتمع معا".
كما أكد البروفيسور سيناي دويتش القائم بأعمال رئيس كلية نتانيا وعضو مجلس امناء الكلية الاكاديمية العربية للتربية ان المحامي كمال هو المثل الاعلى في مجال التعددية الحضارية".
[email protected]
أضف تعليق