تمحورت حلقة دراسية أكاديمية عُقدت في جامعة حيفا أمس الاول الاربعاء على وجوب تعزيز روح المبادرة والتحديث كشرط للنهوض بالتعليم العربي، الامر الذي يتطلب أعادة النظر في الكتب التدريسية وطرق التعليم والمضامين والمبنى المدرسي القائم.

انعقدت هذه الحلقة الدراسية تحت عنوان: "ما بين السائد والبديل: التعليم العربي افاق وتحديات". ضمن نشاط مشترك لدراسات المركز العربي للحقوق والسياسات، جمعية حوار للتربية البديلة، جمعية مسار مركز للتربية والمركز العربي اليهودي في جامعة حيفا، وبتمويل من مؤسسة التعاون الفلسطينية، وحضرها العشرات من الطالبات والطلاب الجامعيين المهتمين بالأمر.

افتتح اللقاء بروف. راسم خمايسي- مدير المركز العربي اليهودي والمحاضر في جامعة حيفا وأشار في معرض حديثه الى أهمية النشاط كونه يشكل حلقة تواصل مهمة بين المجتمع المدني والطلبة الجامعيين وناشد الطلبة باعتبار المركز بيتا لهم وعنوانا لأي نشاط او مبادرة طلابية. وقد شدد بروف. خمايسي على أهمية الفعل والنشاط المجتمعي والخروج من دائرة الخمول الى دائرة العمل والمبادرة.

ومن ثم تحدثت دالية حلبي مديرة مركز دراسات عن أهمية موضوع التربية والتعليم وكونه ركيزة أساسية في عمل المركز.

وانطلاقا من هذه الرؤيا فان مركز دراسات استثمر ولا يزال يستثمر الكثير في هذا المجال وقد اصدر العديد من الابحاث النوعية في موضوع التربية والتعليم اضافة الى الاوراق البحثية والتوصيات من اجل التأثير على السياسات الرسمية.

كما وتطرقت الى اهمية التشبيك والتواصل مع المؤسسات القائمة ومع الطلبة الجامعيين بشكل خاص كونهم شريحة أساسية في انتاج واحداث التغيير والتطوير المجتمعي المنشود.

تناولت المداخلات جوانب مختلفة ومتشعبة بدءً من مداخلة بروف. محمد أمارة رئيس الدراسات العليا في كلية بيت بيرل ورئيس دائرة الأبحاث في مركز دراسات، والذي توقف عند المعيقات البنيوية والمؤسساتية التي تحد من تطوره والاجحاف الذي يتعرض له الطالب العربي مقارنة مع الطالب اليهودي المتمثل في ميزانيات غير متساوية وبنية تحتية غير متطورة وأساليب تعليم متقادمة.

وشدد بروف. أمارة على ضرورة النقد الذاتي وعن دورنا كأفراد تنقصنا في الكثير من الاحيان المبادرة ونميل الى تقبل الاشياء دون استئناف أو معارضة أو طرح بدائل.

أما د. وسام مجادلة الباحث والمحاضر في أكاديمية القاسمي وكلية بيت بيرل ومركز دراسات فقد أشار الى ان عملية اختيار الكتب في التعليم العربي تنطوي على نقص في المعايير المهنية وتكاد تكون شبه عشوائية أو مبنية على مصالح تجارية لدور نشر مختلفة دون ان تخضع الى عملية ظبط بدجوجيه.

تجربة مدرسة حوار

سلطت مديرة جمعية حوار ايمان قندلفت الضوء على تجربة مدرسة حوار الاهلية في حيفا الفريدة والتي انبثقت عن مبادرة لاهالٍ ارادوا تجربة مختلفة لأطفالهم خارج الاطر التعليمية التقليدية التي تقدس التحصيل التعليمي وتتجاهل الطالب والجوانب الحسية لديه. وصفت قندلفت الاجواء المدرسية المغايرة في حوار والتي تعنى بالطالب وتضعه في المركز مما يجعل تجربته المدرسية تجربة ايجابية وهي احد أهم اسس الفلسفة التربوية الموجودة في حوار.

"نحن قادرون" هذه كانت الكلمات التي افتتح فيها ابراهيم أبو الهيجا- مدير جمعية مسار مداخلته! وهذا كان المحرك الاول والاساسي لدى مجموعة الاهل التي بادرت الى اقامة مدرسة مسار في الناصرة: ايمانهم انهم يستطيعون خلق التغيير والمبادرة الى بناء اطار جديد يحاول ان يتحدى الاطر القائمة وان يعطي الطلبة تجربة مختلفة تكون مبنية على التفكير النقدي والمساءلة وليس على التلقي كما هو متبع في التربية البنكية.

شارك الطلاب في مناقشة المداخلات وتحدث بعضهم عن تجربتهم الشخصية في المدارس. فمنهم من تحدث عن الصعوبات التي واجهتهم كون المدارس لم تؤهلهم لعالم الاكاديميا وبعضهم تطرق الى عملية القمع وحتى الاهانة التي تعرض اليها خلال فترة تعليمه من قبل الطواقم التدريسية وكون تجربتهم المدرسية لم تحمل ابعاداً ايجابية أو بناءة.

في نهاية اللقاء اجمع الحضور على أهمية النشاط وضرورة الاستمرارية في العمل على التشبيك والوصول الى جمهور الاكاديميين والاكاديميات الشاب وكشفهم على هذه المبادرات من اجل تشجيعهم على الانخراط فيها والاسهام بقسطهم في عملية التغيير.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]