ثمّن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام، إشادة رأس الكنيسة الكاثوليكية البابا فرنسيس بالمملكة الأردنية الهاشمية التي لم تغلق أبوابها في وجه الأخوة المهجرين واللاجئين.

وقال المركز في بيان وزّعه امس الأربعاء بأنّ قداسة البابا فرنسيس قد التقى يوم الثلاثاء الدبلوماسيين المعتمدين لدى الكرسي الرسولي لتهنئتهم بالعام الجديد ومن بينهم السفير الاردني لدى فرنسا والفاتيكان مكرم القيسي، والقى امامهم خطابه السنوي، وقال فيه: أشعر بضرورة التعبير عن أمنياتي لكل المبادرات المتخذة من أجل تعزيز استضافة كريمة للأشخاص المهاجرين واللاجئين، وأتحدث في المقام الأول عن الأمم المجاورة لسورية التي قدمت رداً فورياً من الإعانة والضيافة، خصوصاً الأردن الذي لم يغلق حدوده على الرغم من استضافته أصلاً لمئات آلاف اللاجئين، وكذلك لبنان حيث يشكل اللاجئون ربع مجموع السكان.

وجدّد البابا استعداده لتعاون الكرسي الرسولي مع بلدان العالم في تعزيز حوار مثابر والعمل الدبلوماسي كي يسمع صوت السلام حتى أقاصي الأرض.

وكذلك تحدث البابا عن أهمية الحوار الاسلامي المسيحي، مستذكراً رحلته العام الماضي إلى افريقيا الوسطى ولقائه مع المسلمين هنالك.
وقال لأعضاء السلك الدبلوماسي، لا يمكن لأي خبرة دينية معاشة، بشكل أصيل إلاّ أن تعزز السلام. وان من يقول أنه يؤمن بالله، عليه أن يكون أيضاً رجل أو امرأة سلام ورحمة، إذ أنه لا يمكننا أن نقتل أبداً باسم الله.

ووصف كل من يعتقد بإمكانية تحقيق العدالة باسمه تعالى، من خلال القتل المعتمد لأشخاص عزل، بأنه شكل من اشكال الايديولوجية أو استخدام منحرف للدين.

وعلق الأب رفعت بدر، مدير المركز الكاثوليكي على كلمة البابا السنوية وإشادته بالدور الاردني البارز على مستوى العالم، بقوله: من محاسن الصدف أن يأتي كلام قداسة البابا السنوي هذا، وأن يذكر مملكتنا الحبيبة تحديداً، بحضور السفير الاردني، في ذات الوقت الذي يزور الأردن فيه خمسون أسقفاً كاثوليكياً وبالتالي يتبعون لسلطة البابا الروحية والإدارية في أبرشياتهم في أمريكا وكندا ودول أوروبا وجنوب افريقيا، والذين اطلعوا على ما تقدمه المملكة، عبر مؤسساتها الرسمية، وكذلك عبر مؤسسات تابعة للكنيسة مثل الكاريتاس التي أشرفت على زيارة الأساقفة، ووضعت لهم في البرنامج لقاءات عدة مع المهجرين كما حدث في مركز سيدة السلام والفحيص ومادبا وغيرها من أماكن تواجد وإيواء الأخوة العرب الذين ضاقت بهم بلدانهم فخرجوا إلى الأردن يتقاسمون مع سكانه الهواء والغذاء، وقبل ذلك الأمان والاستقرار.

وقال الأب بدر، انّ إشادة البابا فرنسيس بالمملكة ليست جديدة، فقد ذكرها كذلك في مثل هذا الخطاب العام الماضي، كما أشاد بالدور المحوري الذي يقوم به الأردن في زيارته للأردن في آيار عام 2014. إلاّ أنّ زيارته قد جاءت قبل مجيء الأفواج الجديدة من العراق، فأتى إلى الأردن ثمانية آلاف مهجر مسيحي من الموصل وضواحيها، وهو الأمر الذي رفع مكانة الأردن من جديد، ففضلاً عن إيواء اللاجئين المهجرين سياسياً، صار لدينا كذلك إيواء للمهجرين بسبب إيمانهم وهذا حدث للمرة الأولى.

وختم مدير المركز الكاثوليكي تعليقه بالقول انّ اشادة البابا المشرّفة وزيارة خمسين أسقفاً تشكلان معا تعزيزاً لمسيرة الأردن النموذجية التي يقودها بشجاعة واقتدار جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين المعظم، وهي تتمثل بإتباع سياسة الأبواب المفتوحة بالرغم من الصعوبات المادية التي تواجه مملكتنا، وكذلك فانّ دعوة البابا امام دبلوماسيي أكثر من مئة وتسعين دولة، تشكل دعوة لدول العالم المقتدرة الى مدّ يد العون والمساعدة للأردن لتحمل الاعباء والقيام بواجبه الحضاري ودوره التاريخي وعمله الانساني المشرّف. 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]