"لندن صغيرة في قلب حرب الدولة الإسلامية" هو عنوان التحقيق الميداني الذي أجرته صحيفة "تلغراف" البريطانية من بلدة منبج شمال سوريا والتي تحولت إلى ملتقى للأجانب الذين يقاتلون في صفوف داعش.
تقول الصحيفة "قبل الحرب الأهلية في سوريا لم تكن منبج عبارة عن أكثر من مجرد سجن ومطاحن دقيق كبيرة. وحين سيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام تحولت هذه البلدة غير المعروفة إلى مكان يلتقي فيه الجهاديون من أرجاء العالم".
تشير "تلغراف" إلى أن "غالبية هؤلاء من المقاتلين البريطانيين لدرجة أصبحت القرية الواقعة عند الحدود مع تركيا تعرف اليوم بـ"لندن الصغيرة"، مضيفة أنها "تعتبر المحطة الأولى للمقاتلين القادمين من أوروبا وقد تحولت إلى جبهة أمامية في الحرب المقدسة للدولة الإسلامية".
بحسب ما تنقل الصحيفة البريطانية عن أحد الناشطين فإنه "يوجد في منبج مقاتلون من ثلاثين جنسية العدد الأكبر منهم من البريطانيين يليهم الألمان والفرنسيون ثم السعوديون والجزائريون بحسب أحد الناشطين في سوريا"، ويقول الناشط الذي يسمي نفسه حسين "إنها البلدة التي تضم أكبر عدد من المقاتلين الأوروبيين في سوريا".
وتضيف "تلغراف" إن "المقاتلين الغربيين يرسلون مع عائلاتهم إلى منبج بدل من عاصمة الأمر الواقع في الرقة التي تبعد عنها 80 ميلاً، لأنها تعتبر أكثر أمناً وقد نجت إلى حد كبيرة من الغارات الجوية للنظام والتحالف".
حدود الواقعية الأميركية
هل الواقعية هو ما تريد أميركا فعلاً أن يشكل حجز الزاوية في سياستها الخارجية؟ هو السؤال الذي طرحه روجر كوهين في صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية. يعود الكاتب إلى ما وصفها بـ"القصيدة البليغة" عن الواقعية لستيفن والت أستاذ العلاقات الدولية في جامعة هارفرد في مجلة "فورين بوليسي" والتي يقول فيها إن "الولايات المتحدة كان يمكن أن تحقق نجاحاً أفضل بكثير لو أن الواقعية شكلت حجر الأساس في سلوكها تجاه العالم خلال ربع القرن الماضي"، مذكراً بأن "الواقعيين عموماً لديهم نظرة تشاؤمية تجاه الشؤون الدولية ويشعرون بالقلق من محاولات إعادة تشكيل العالم بناء على بعض المخططات الايديولوجية".
يتابع كوهين بعد استعراضه لبعض النماذج عن الأداء الأميركي تجاه قضايا خارجية أن "سوريا رسمت الحدود لواقعية البيت الأبيض. لقد أملت الواقعية عدم التدخل في وقت قتل المئات وهجر الملايين وظهرت الدولة الإسلامية. الواقعية كانت وراء الرضوخ لوحشية البراميل التي يمتلكها الأسد" لافتاً إلى أنه "فيما كشف العراق عن سعي أميركي كارثي لتنفيذ مخطط إيديولوجي فإن سوريا أظهرت فراغاً كارثياً في الأفكار الأميركية".
وفق الكاتب فإن "الواقعية هي نقطة انطلاق رئيسية في السياسة الخارجية الأميركية. كانت غائبة في العراق فكانت النتيجة مؤذية بحيث كلفت أميركا كما قال والت عدة تريليونات من الدولارات" مضيفاً أن "الواقعية أسفرت عن الاتفاق النووي الإيراني، الذي يؤشر الى انجاز. والمزيد منها يساعد في الملف الإسرائيلي الفلسطيني".
وخلص روجر كوهين إلى "أن اليوم هو الوقت الأكثر ضرورة للاعتراف بحدود الواقعية كوسيلة للتعامل مع الشر الذي يمثله تنظيم الدولة الاسلامية، وكارثة سوريا، أو أزمة اللاجئين في أوروبا الميؤس منها، بدلاً من الصراخ أو القول إن ذلك يشكل نقصاً في الخطاب الأميركي".
ما هو رأي البريطانيين بالسعودية؟
صحيفة "اندبندنت" البريطانية نشرت نتائج استطلاع حول نظرة البريطانيين للسعودية. وقالت في تقرير لها "في وقت يلتزم السياسيون والدبلوماسيون البريطانيون الصمت تجاه انتهاكات السعودية لحقوق الإنسان بما فيها الإعدام المثير للجدل لرجل الدين الشيعي نمر النمر فإن الرأي العام يبدو أقل حرصاً على هذا التحالف حيث اعتبر 37% من البريطانيين أن السعودية "غير ودية".
وأظهر استطلاع يوغوف الذي طلب ترتيب 10 دول نظراً لسجلها في مجال حقوق الإنسان، أن 39% من المواطنين البريطانيين يعتقدون أن السعودية يجب ان تكون دولة عدوة. فيما قال 80% أن سجلها سيء في مجال حقوق الإنسان.
يضع هذا الاستطلاع السعودية في مرتبة أقل من إيران بالرغم من ان المستطلعين يرون أن السعوديين حلفاء أكثر لبريطانيا من الحكومة المعادية علناً في طهران.
كذلك تركيا حظيت بانتقاد 57% من المستطلعين لسجلها في مجال حقوق الإنسان ورأى 26% أنه يجب اعتبارها عدواً. فيما وصف 78% سجل الصين بـ"المروع" رغم أن 63% لا يزالون يعتبرونها حليفاً رئيسياً.
المصدر: صحف أجنبية
[email protected]
أضف تعليق