أثار انتشار ظاهرة التطرف والهجمات الإرهابية في الفترة الماضية، حالاً من الذعر على المستوى العالمي، ما دفع دولاً عدة إلى تغيير سياستها تجاه المساجد التي تدور حولها الشكوك، اما بفرض رقابة عليها أو إغلاقها في شكل تام، ومن هذه الدول:
* ألمانيا
في العام 2010 أغلقت السلطات في هامبورغ مسجد الطيبة الذي كان يعرف في العام 2001 بمسجد القدس، بعد الاشتباه بأنه كان مكان لقاء منفذي اعتداءات 11 (ايلول) سبتمبر، على رغم مرور عقد من الزمن على الهجوم الإرهابي لبرجي التجارة العالميين في نيويورك. وتبين للسلطات التي كانت تضع المسجد تحت المراقبة، أن عدداً من الشبان الألمان سافر إلى القتال في الصراع الذي كان قائماً على حدود أفغانستان - باكستان بعدما تلقى تعاليم تحرض على العنف والقتال في المسجد.
* المغرب
تغلق وزارة الأوقاف المغربية المساجد بين الصلوات وتمنع الاعتكاف والأكل والنوم فيها، وتنتهج سياستها هذه منذ ثلاثة عقود، ويخضع بناء المساجد في المغرب إلى إجراءات مشددة إذ من الضروري توافر موافقة الوزارة على البناء، وحصول تصريح للصلاة فيه، وإضافة إلى ذلك تتدخل الوزارة في تسمية المساجد، ما أدى إلى أن تكون المساجد في المغرب عمومية لا خاصة.
* انغولا
أمرت السلطات في الجمهورية الأفريقية بإغلاق كل المساجد في البلاد، بعد تصعيد في أعمال عنف دمرت ثمانية مساجد، وأعمال ترهيب ضد النساء اللواتي لا يرتدين الحجاب.
* كينيا
عمدت السلطات الكينية في العام 2014 إلى إغلاق اثنين من أكبر المساجد في مومباسا «الصفوة وكنسواني»، لاشتباهها بأنها أرض خصبة للمتطرفين، فيما أغلقت مسجدي موسى وسكينة في ماجينغو، وأسفرت المداهمات الأمنية عن وجود قنبلة يدوية، وسبع قنابل حارقة، وأعداد كبيرة من الذخائر النارية، وفق الشرطة المحلية.
* تونس
اتخدت الحكومة التونسية في 26 حزيران (يونيو) 2014 اجراءات أمنية مشددة بعد مقتل 38 سائحاً على يد رجل مسلح، ومن بينها اغلاق 80 مسجداً خارجاً عن سيطرة السلطات ومحرضاً على العنف، وشددت الرقابة على رجال الدين المتشددين ومنعت الاتصال بينهم وبين أعوانهم، والذي كان من بينهم منفذ الهجوم على فندق في مدينة سوسة رزق سيف الدين، وفق مسؤولين أميركيين، والذي تبناه تنظيم «الدولة الإسلامية» داعش.
* فرنسا
بعد الاعتداءات الإرهابية التي وقعت في العاصمة باريس، والتي أسفرت عن مقتل 130 شخصاً وإصابة المئات في 13 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، أعلنت الحكومة الفرنسية الأسبوع الماضي إغلاق ثلاثة مساجد وأربعة أماكن أخرى للصلاة غير مصرح لها، في اطار التصدي للأفكار المتطرفة، إذ كشفت التحقيقات عن وجود وثائق مخبأة عن القتال في أحد المساجد. وعلى رغم أن عدد المساجد في فرنسا يصل إلى حوالى ألفين و300 مسجد إلا أن فرنسا لم تغلق أياً منها خلال العشر سنوات ماضية، وفق مسؤول.
يذكر أن المرشح الجمهوري إلى الرئاسة الأميركية دونالد ترامب، صرح في برنامج «أميركان غريت بانيل» على قناة «فوكس نيوز» أن بلاده لا تملك خياراً آخر سوى إغلاق المساجد، قائلاً: «أكره فِعل ذلك ولا أحد يرغب في إغلاق المؤسسات الدينية، لكننا نفهم الآن أن لا خيار لنا على الإطلاق بعد اعتداءات باريس سوى إغلاق المساجد التي يتم إثبات تهديدها الإرهابي من جانب السلطات».
[email protected]
أضف تعليق