تعتبر قضية المثلية الجنسية من أكثر القضايا تعقيدًا في الشرق، حيث يطالب الحقوقيون بأن يتم الاعتراف بهذه الفئة وحقوقها فيما لا يتقبلها المجتمع وأن كان هنالك بعض بوادر التغيير بإتجاه التقبّل. في المقابل، هنالك بعض البلدان التي تجرم هذا السلوك وتنادي بإبعاد وترحيل المثليين، وفي بلدان أخرى قد تصل العقوبة إلى حد الإعدام.

ما هو واقع المثليين الجنسيين في بلادنا، وكيف ينظر لهم المجتمع العربي والدين الاسلامي؟ هل هنالك قوانين واضحة للتعامل مع المثلية الجنسية، وكيف يحكم الإسلام عليهم؟ وهل يشكل التعامل الحالي مع المثليين الجنسيين انتهاكا لحقوق الإنسان ، وهل فعلا وجب فرض العقوبات عليهم؟ حول هذا الموضوع تحدث أجرى مراسلنا حديثًا مع الشاب فادي عرابي دارس لعلوم الشريعة الإسلامية والذي تحدث عن دور الإسلام في التعامل مع المثليين جنسيا فقال: لم يثبت عندنا في الدليل العلمي أن هذه حالة مرضية لا يمكن علاجها، ولكن ما يشاع باسم الإنسانية حول هذه القضية قد يكون صحيحا او لا، وما يقوله اهل الطب واهل العلم ان لهذه الظاهرة أصل بيولوجي، ومن الجهة الأخرى لو كانت القضية لا يمكن ضبطها، لما كانت قضية شرعت لها الأديان وشرع الله لها عقوبات ، لان الله لان يعاقب بأمر غير مدور له.

حكم القتل غير صحيح!

وقال عرّابي: نظرة الدين الإسلامي لهؤلاء الأشخاص المثليين جنسيا، هي نظرة مبنية على حكمة الهية، ولكن للأسف البعض من الذين يسيئون فهم الدين وفهم الإسلام يحللون بقتل المثليين، وهذا أمر سيئ وغير مقبول، ولا يمكن ان يكون صحيحا في الإسلام، لان الله لم يذكر أمرا بوضع الحد على المثليين او أمر بقتلهم او ضربهم او ترحيلهم ، ولكن الله أمر بمعاقبة هؤلاء بمعنى انه يجب ابقاءهم بعيدا حتى يقضي الله أمرهم ، ولم يشرّع للإنسان قتلهم .

فيما يتعلق بمحاولة تطبيق العقوبات على المثليين بتعذيبهم او اعدامهم قال: دين الإسلام هو دين لله عزّ وجل ، وهو ليس دين للعرب ، وما نراه اليوم ان غالبية العرب يتعاملون مع الإسلام على انه عادات عربية ، ومن يخالف العادات فإنه يقتل او يضرب او يعاقب ، دون من يردعهم او يردهم ، او حتى دون ان يكون ناك مسؤول يحكم او حتى قانون .

وأضاف عرّابي قائلا : فيما يتعلق بدور الاهل في هذه القضية ، فهم يحملون الدور الأساس ، فيجب عليهم الانتباه لأبنهم منذ الصغر الذي يعاني من شذوذ جنسي ، وعرضه على مختصين في هذا المجال وان يبدأ معالجته ، ولكن ومع الأسف نرى الكثير من الاهل يخجلون ويتكتّمون على هذا الحالة وبالتالي يصلون الى مرحلة يصعب التعامل معها وقد تنتهي بمأساة او حالة يستحيل معالجتها . 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]