لا تقف حدود دور الأمومة عند الإنجاب والمتابعة اليومية والرعاية، بل تتعدّاها لتصل الدعم الحقيقي والقدرة على الخروج بكائن قوي قادر على تحدّي الصعاب المتزايدة في العالم من حوله، إلى جانب اكتسابه صديقاً وكسب ثقته على الدوام.
أن تكوني أماً لابنتكِ فهذا أمر اعتيادي يحدث كل ثانية في أرجاء العالم كافة، لكن أن تكوني صديقة ابنتكِ المقرّبة، فهنا يكمن التحدي الحقيقي.
فيما يلي بعض النصائح التي تعينكِ على أن تكوني صديقة مقرّبة لابنتكِ:
1- الدعم بدلاً من اللوم: من شأن اللوم المتزايد تنفير الكلّ من حولنا، فكيف سيكون الحال حين تكون ابنتكِ هي التي سيُلقى على كاهلها هذا اللوم كلّه؟ حينها لن تخرج حدود علاقتكما عن العلاقة الاعتيادية بل والمتشنّجة بين الأم وابنتها. قدّمي الدعم على اللوم مهما كان الموقف عصيباً. أجّلي اللوم والعتاب واستخلاص الدروس المستفادة للقادم من الأيام، لكن حين تقع المشكلة كوني داعمة فحسب. إياكِ وعبارات من قبيل "ألم أقل لكِ منذ البدء؟" أو "ألم نتفق على ألاّ تفعلي هذا وذاك؟".
2- القدوة من دون توجيه مباشر: كوني قدوة لها من خلال تصرفاتكِ المتزنة وقدرتكِ على اتخاذ القرارات اليومية والخروج من المشكلات بأقل الأضرار الممكنة. لا توجّهي النصائح المباشرة؛ إذ كلنا ينساها ولا يبقى لديه سوى الصورة التي قام والداه برسمها أمامه، وهي ما سيبقى يحاكيه طوال سنوات حياته من دون أن يعي ذلك. لذا، تصرّفي بعفوية مع ابنتكِ، لكن كوني حريصة على كل كلمة وردّة فعل وتصرّف ستتخذينه أمامها.
3- الخروج سوياً: رتّبي فعاليات كثيرة مع ابنتكِ، اجتماعية وفنية وثقافية وعائلية. اخرجا للتسوّق سوياً وقوما بالزيارات العائلية وزيارة الجارات والصديقات أو ارتياد المناسبات الاجتماعية. اذهبا لمشاهدة لوحات في غاليري ومن ثم احتساء القهوة وهكذا. لا تجعلي الأمر يبدو مفتعلاً، بل أشعريها بالفعل أن هذا الخروج ممتع وليس الهدف منه خلق متعمّد لعلاقة.
4- المرح عوضاً عن النكد والأستاذية: كوني مرحة ووزّعي النكات طوال مدة الحديث واضحكي على قفشاتها مع صديقاتها حتى إن لم ترُق لكِ أو وجدتها صبيانية. مرّري لها على الواتساب والفيسبوك مقاطعاً مضحكة واخرجا لارتياد عرض كوميدي ساخر. صناعة الضحكة هي أهم ما نبقيه في رصيدنا لدى الآخر.
5- كوني حاسمة في مرات: لا تنسي دوركِ كأم؛ إذ تحتاج ابنتكِ في مواقف عدة وقفة حاسمة منكِ؛ كي تشعر بالأمان والثقة. تجنّبي في الأحوال كلها الجلافة والقسوة وغلظة الطباع أو توجيه نعوت قاسية، مهما كان الموقف مستفزاً. عوضاً عن هذا، كوني حاسمة وقولي "لا" كلما وجدتِ الأمر لا يحتمل "نعم" البتة.
[email protected]
أضف تعليق