تقع قرية قاقون المهجرة الى الغرب قليلا من قرى زيمر، وقد هوجمت ليل 4- 5 حزيران 1948، وعُلم أن القوة المهاجمة آنذاك كانت في معظمها من الكتيبة الثالثة التابعة للواء ألكسندروني، وقد بدأ الهجوم ذو الشعبتين بقصف شديد من مدافع الهاون والميدان، لكن فرقة من الجيش العراقي التي كانت مرابطة في شمالي البلدة دافعت بشراسة عنها، إلّا انه ومع بزوغ الفجر حسمت المعركة لمصلحة المهاجمين.
القرية قاقون تحوي عدد من المعالم المهمة، ومن أهم هذه المعالم، القلعة الحصينة التي شيدها الصليبيون والتي ما زالت شامخة حتى يومنا هذا، عن قاقون وقلعتها كان لمراسلنا حديث مع المربي والباحث في تاريخ منطقة المثلث الاستاذ صدقي ادريس .
قاقون لعبت دورا هاما على مدار التاريخ
وقال ادريس: تقع القرية الى الشمال الغربي من طول الكرم على بعد 7 كم، ويعود تاريخ هذه البلدة الى العصر الروماني حيث لعبت دورا مهما ابان العهد الروماني وكانت ناحية من نواحي قيساريا التي بناها" هورودوس"، حيث كانت قيساريا عاصمة البلاد وقاقون ناحية من نواحيها، وقد لعبت قاقون دورا مهما في عهد الصليبيين حيث تم بناء هذه القلعة التي نشاهدها الان وتم اعادة بناءها زمن المماليك، وأقام الصليبيون هذه القلعة لتصبح قاقون على الطريق الرئيسية التي تربط بلاد النيل وبلاد الرافدين ،وفي زمن المماليك وخلال الحملة العسكرية للقائد"بيبرس" وبعد معركة "عين جالوت" 1260 قام بيبرس بتدمير الثغور والموانئ الصليبية خشية عمليات انزال لقوات صليبية على ساحل البلاد، فقام بيبرس بتدمير قيساريا وعسقلان وسيدنا علي، وقد ازدهرت قاقون في عهد المماليك حيث بنى هذه القلعة على انقاض القلعة الصليبية الرومانية ،كما أقام محطة للبريد الحمام الزاجل لنقل الرسائل من مصر الى العراق، وبنى كذلك خان للتجار حيث كانت طريق "فيامارس" أي طريق البحر تمر الى الغرب من قاقون، وبعد المماليك لعبت قاقون دورا هاما اثناء حملة القائد الفرنسي نابليون بونابرت 15 اذار 1799 ،ودارت هنا معركة شرسة في هذا السهل بين "العطاعطة " ثوار رجال جبل النار وبين جيش نابليون بقيادة كليبر، حيث اجبر العطاعطة جيش نابليون الانحراف عن الجبال والاتجاه شمالا صوب عكا.
وقد لعبت قاقون دورا مهما اثناء الثورة العربية 1936 حيث قام اهالي قاقون بنسف السكة الحديدية المجاورة للقرية ،اضافة لذلك لعبت قانون دورا مهما اثناء معارك 1948 بين المجاهدين الفلسطينيين والقوات الاسرائيلية بقيادة الاكسندروني، وقد تدخل الجيش العراقي الذي رابط في القسم الشمالي من القرية وقصف قانون بالطائرات عندما دخلتها القوات الاسرائيلية وعند احتدام المعارك وانسحاب الجيش العراقي اضطر اهلها للرحيل الى مخيمات الضفة الغربية وخاصة قضاء طول الكرم، ومن اشهر العائلات التي هُجرت من قاقون عائلة ابو هنطش وزيدان جبارة ومصاروة.
[email protected]
أضف تعليق