باللمسات الناعمة والإبداع رسمت مجموعة من النساء العربيات طريقًا لمستقبل أجمل، محققات بذلك فرص عمل يلائم طموحهن ويحاكِ آمالا يبحثن عنها في بلاد ومجتمع قد فرض عليهن واقع ضيّق وطريق صعبة.

مجموعة نساء طمراويات استطعن صنع ما لم يستطع الكثيرون فعله من اجل اثبات قدراتهم والنجاح في بناء مستقبل إقتصاديّ آمن، حيث تميّزن في فن النحت على الخضار والفواكه وتزيين البوفيهات، متخذات ذلك نوعًا من الفن إلى جانب إعتباره دخلا شهريًا ثابتًا قد يكون الجواب الأنسب لشح فرص العامة للأقلية الفلسطينية في إسرائيل عامةً، وللمراة العربية خاصةً.

في هذا التقرير نسلط الضوء على إبداعهن، وعلى أختيار هذا الطريق ومدى الإقبال عليه في مجتمعنا العربيّ.  

فن وجد قبل  فن التصوير أي في عام 1309

المربية اسمهان خلايلة من سخنين ، معلمة فنون وفنانة في الرسم التشكيلي وفن النحت على الرسم قالت لـ"بكرا": استطيع من خلال هذا النوع من الفن، الحديث نسبيا في مجتمعنا، ان ابحر في عالم من الخيال غير المحدود ، فاليوم لدي القدرة على تجسيد اشكال وشخصيات مختلفة عالمية ومحلية وبناء اشكال ثلاثية ابعاد، وأيضا ابتكار أفكار من احداث وافلام وشخصيات التي قد نراها في أفلام، وما يميز هذا الفن هو انه وجد ما قبل فن التصوير أي في عام 1309.

وقالت خلايلة : فن النحت على الخضار والفواكه يمنحني، كمرأة عربية، نوعًا من الثقة في النفس، كونه فن اتقنه لأول مرة وأنا من القلائل اللواتي يتقنّ هذا الفن. هو ليس بالسهل ويحتاج إلى قدرات عالية، خاصةً وأنّ الحديث عن مواد ليست صلبة في التعامل معها.

وأضافت: هذا النوع من الفن يتيح لي الفرصة ان اتعرّف على شخصيات واناس جدد، كما وبناء علاقات اكثر، ويفتح لي المجال للتميّز وتحقيق كل ما يطلبه أي شخص من تصاميم واعمال فنية تليق بأفكاره ومناسباته التي يبحث عنها .

رسالة فنية وموهبة مميزة

اما هناء عرموش من مدينة طمرة ربة منزل، التي اتخذت من مجال فن النحت على الخضار والفواكه وتصميم البوفيهات طريقا للتميز لا يعرف حدود قالت : هذا الفن اعتبره تحدّي كبير بالنسبة لي كمرأة عربية وكأم وأيضا كزوجة.

وأوضحت: بالنسبة للمجتمع، وان كانت هنالك بوارد إنفتاح وتقدم، إلا أن مكان المرأة في البيت وفي مطبخها، لكن هذا الفن يخلق لي تحدٍ خاص، هو ينقلي من هذه القوقعة إلى العالم الأوسع، وبالذات عالم التميّز التألق والإبداع. 

وتابعت هناء عرموش: فن النحت على الخضار والفواكه يصعب على الجميع اتقانه والتميز به، ولكني كمرأة عربية اراه بشكل مختلف واتميز به، وحتى بصورة اكثر تميزًا من الرجل ذاته، لان ايماني بان المرأة لها بصمة ناعمة رقيقة تعطي رونقا خاص وميزة خاصة لا يستطيع الرجل اتقانها، وهذا انجاز اخر تستطيع المرأة التوّق فيه.

وختمت: إلى ما ذكر، هذا الفن أيضا قد يتيح لي المجالات الواسعة وبفتح لي الأبواب نحو الابداع والنجاح والمستقبل الذي ابحث عنه في زمان قد حرمت المرأة العربية من إيجاد فرصة عمل ملائمة لها.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]