استقبل أعضاء بيت العدل البهائيّ الأعظم والقيادة البهائية عائلة معدّي من قرية يركا ، في حدث تاريخي وفي البيت الخاص لحضرة عبد البهاء عباس أفندي (غصن البهاء) على جبل الكرمل ، وتعود العلاقة بين الطّرفين إلى عام 1880 عندما استقبلت عائلة معدّي في دارة الشّيخ مرزوق سعيد معدّي لحضرة الميرزا حُسين علي النّوريّ المنعوت ببهاءِ الله، وهو من أصل فارسيّ، ومؤسس الدّيانة البهائيّة. وقد كتب ابن حضرة بهاء الله، الغُصنِ الأكبرْ مُحَمّد علي أفندي البهائيّ.
عَنْ هذِهِ الزّيارةِ مَا يلي: "إلى الشّرقِ منْ قصرِ المزرعةْ بلدةٌ تُدْعَى يركا، وشيخُهَا يُعْرَفُ باسمِ الشّيخ مرزوق، كانتْ لهُ دارٌ عاليةْ، وعِنْدَما حَظِيَ هذا المُقامُ الرّفيعُ بالعنايةِ المُباركةْ، كانَتْ هذهِ الدّارُ مَحَطَّ أهلِ البيتْ، وأيضًا ملتقًى للمسافرينَ والمجاورينَ الذينَ كانوا يتشرفونَ بالحضورِ المباركْ. والكثيرُ مِنَ الألواحِ المباركةْ والتي كانتْ تُرْسَلُ إلى الأطرافْ صدرتْ منْ ذلكَ المكانْ". وفي إحدى المراسلات بين حضرة البهاء وبين الشّيخ مرزوق، يذكر حضرة البهاء بأن عائلة معدّي استقبلت الاف الضّيوف وأولمت على شرفهم، كما ويذكر حضرته عن مناقب الشّيخ مرزوق، بأنّه كان "ذو أخلاق عالية وكبيرة، وكان مميزاً عن الغير، وكانت له دار مرتفعة واسعة يحوطها الرّوح والصّفاء" وقد بدأ هذا اللقاء التّاريخيّ، بوصول عائلة معدّي إلى البيت الخاص لحضرة عبد البهاء عباس أفندي (غصن البهاء)، وكان في استقبالهم أعضاء بيت العدل الأعظم وشخصيات مرموقة أخرى لها مكانتها في الدّيانة والقيادة البهائيّة.
بعد التّعارف وتبادل السّلام والاحترام، زار الجميع غرف بيت حضرة عبد البهاء، وخاصة الغرفة الخاصة (غرفة الصّعود) والتي تتواجد فيها قسم من أغراضه الشّخصية. ومن الجدير ذكره بأنّه لا يسمح لاحد من خارج الدّين البهائي زيارة بيت عبد البهاء أو دخوله. بعد ذلك اجتمع الضّيوف من عائلة معدّي والقيادة البهائيّة، في فناءِ بيت حضرة عبد البهاء، وتحدث الدّكتور جواهري عضو بيت العدل الأعظم، عن مناقب حضرة بهاء الله وحضرة غصنه عبد البهاء، وعن علاقتهم بالطّائفة الدّرزيّة وبالشيخ مرزوق سعيد معدّي والأمير شكيب أرسلان بشكل خاص، كما وأشار بأن مشايخ دروز قد شاركوا في جنازة حضرة بهاء الله، وعلى رأسهم الشّيخ سعيد معدّي.
وبعد ذلك تحدث الشّيخ وائل معدّي باسم العائلة، منوهاً عن العلاقة التّاريخية بين الطّرفين، وعن زيارة حضرة البهاء للشيخ مرزوق معدّي عام 1880، بعد ذلك قدّم الشّيخ أبو مرزوق وحيد مرزوق معدّي والمحامي رامي ملحم معدّي هدية نفيسة للمجامع البهائيّة في القارات الخمس التي تتواجد فيها الدّيانة، وهي عبارة عن خمس لوحات عملاقة مُشقت بيد الخطاط الكبير مِشكين قلم البهائيّ والفارسي الأصل، بالإضافة إلى مئات الرّقاع الفنية والصّفحات المكتوبة باللغة الفارسية، على أوراق الحرير وغيرها، وهي عبارة عن أشعار دينيّة في مدح حضرة البهاء وأغصانه وديانته. ورقعتين منقوشتين في الحجر، والقاموس الحجري المكتوب بخط حضرة بهاء الله الذي وردت فيه تفاسير وتعاليم الدّين البهائي.
إنّ هذه الهدية لا تقدر بثمن، لأنّها تحوي برمزيتها التّاريخ والتّراث والدّين والحضارة والثّقافة ، ومن ثُمّ وضع طعام الغداء على شرف الضّيوف، وبعد ذلك تحدث القاضي الشّيخ أبو زيد عنتير نجيب معدّي عن أوجه الشّبه والتّقارب بين الطّائفة الدّرزيّة والبهائيين. وفي النّهاية قام الشّيخ أبو محمّد سيف جبر معدّي، بتقديم الشّكر والامتنان والعرفان للقيادة البهائيّة على هذا الاستقبال الحافل. وكان مسك الختام، الكلمة المعبرة للدكتور أيمن روحانا عضو بيت العدل الأعظم، الذي شدد على العلاقة التّاريخيّة بين الطّرفين، والذي أشاد بدور الشّيخ وحيد معدّي بتعزيز هذه العلاقة، كما وذكر بأن المسؤولين البهائيين قرروا وضع هذه الهدية التي لا تُقدر بثمن في المتحف البهائيّ على جبل الكرمل في زاوية على اسم عائلة معدّي.
[email protected]
أضف تعليق