توفي السياسي المخضرم والصحافي يوسي سريد الجمعة عن عمر يناهز (75 عاما). وذكرت القناة الإسرائيلية الثانية، أنه تم إستدعاء سيارة إسعاف إلى منزله مساء الجمعة بعد أن فقد وعيه، ولكن تم الإعلان عن وفاته بعد ساعة من محاولات لإنقاذ حياته.
وشغل سريد منصب عضو كنيست 9 مرات بين السنوات 1974-2006، كنائب عن أحزاب “المعراخ” و”راتس” و”ميرتس”.
وشغل منصب وزير في وزارتين – التربية والتعليم والبيئة – وقاد حزب ميرتس من عام 1996 وحتى 2003، وكان زعيما للمعارضة في العامين الأخيرين من قيادته للحزب.
ووُلد سريد في رحوفوت عام 1940، وبدأ عمله السياسي كمساعد لرئيس الوزراء ليفي إشكول. ودخل الكنيست في عام 1973، كعضو عن حزب “المعراخ”، السلف الأساسي لحزب “العمل”. وبقي نائبا في البرلمان لمدة 43 عاما، قبل أن يستقيل في عام 2006 ويبدأ بكتابة مقال أسبوعي في صحيفة “هآرتس” الليبرالية. وترك سريد وراءه زوجة، وتُدعى دوريت، وثلاثة أبناء.
وكما ارائه، اثار موت سريد جدلا في الساحة الإسرائيلية، حيث قام عددٌ من السياسيين، الإعلاميين والناشطين بالتعبير عن اسفهم لخسارته، إلا أن هنالك من فرح لهذا الموت وأعتبره تخلص من "الشيطان".
في "بكرا" رصدنا لكم بعض المواقف التي انتشرت في العالم الافتراضي الإسرائيلي فيما يتعلق بوفاة سريد.
حزب ميرتس علق على الوفاة بمنشور على التوتير قال فيه: نحزن ونتألم على وفاة يوسي سريد، قيادي مثاليّ، أحب إسرائيل والإسرائيليين، نلتزم بالمضي في طريقه والنضال دون هوادة من أجل القيم التي حاول ترسيخها.
اما رئيس الدولة، رؤوفين رفلين فكتب على الفيسبوك في السياق قائلا: يوسي سريد أحب ما مجموعه الكلي، ودخل نقاشات ليحصل على الكل، لم يقدم تنازلات لأي شخص، حتى لاته. كان خصمًا صعبًا، مما شكل تحديًا، وكان ايضًا موال بشكل كبير لمواقفه.
وأضاف: سريد كان عضو الكنيست والوزير الذي رأى في منصبه رسالة مجتمعية، ونفذ مهمته دون تجميل. هذا أثار احتراما كبيرا، ليس فقط بين أنصاره، ولكن أيضا بين المعارضين الأكثر شراسة. سنفتقد صوته الحاد والواضح ولتكن ذكراه خالدة.
وزير الأمن موشيه يعالون قال معقبًا بدوره على التوتير: يوسي سريد رجل تصريحات وأفعال، على سبيل المثال انتقل للعيش في الجليل عندما عانى هذا الجزء من قصف الكاتيوشا، كما وحارب الفساد بشدة عندما شغل منصب عضو كنيست رغم صغر سنه.
عضو الكنيست العماليّ عمر بار ليف كتب على الفيسبوك في السياق ايضًا وقال: أمس فقدنا يوسي سريد عن عمر يناهز الـ 75 عاما. بالتفكير بيوسي استذكر حرب لبنان الأولى، على الرغم من أنه أنتقد بصورة علنية الحرب، بخلاف طلب رابين في حينه الحفاظ على وحدة الصف حتى خروج قواتنا من ساحة المعركة، إلا أنه تطوع بالخدمة في الجيش كسائق لرفع المعنويات وللتأكيد على رفضه مبدأ رفض الخدمة.
وأضاف: ابهرني في خطوته هذه، فهي دلاله على أنه رجل أفعال، رجل صدق، رجل يحمل رؤيا، وأؤمن بجد أن على ممثل الجمهور أن يكون هكذا، رجل يؤمن بصدق موقفه، ويحارب من أجل ذلك، دون أن يفكر بأنه سيدفع ثمن ذلك الموقف.
اما العمالية مراف ميخائيلي فعلقت على الموضوع على التوتير بالقول: يوسي سريد الصوت الشجاع والواضح العامل من أجل إسرائيل ومواطنيها، علمانية يهودية مؤمنة بالسلام، كان المثل للعديد منها وهو خسارة كبيرة.
وزير التعليم السابق، جدعون ساعر، وهو منصب شغله ايضًا سريد، قال في تغريده على التوتير: سريد علمنا درسًا عندما وصل إلى كريات شمونة، هو يعي أن وظيفة المعلمين هو الوقوف في واجهة المواجهة لذلك قرر أن يدعمهم. كره الفساد السياسي. كلمته كان كلمة...هكذا سأذكره.
بدوره قال المحلل السياسي في القناة الـ 2، تسون نانوس، على الفيسبوك: كنت أبلغ من العمر 11 عامًا عندما شكك يوسي سريد بضرورة القيام بالعدوان على لبنان عام 1982. أذكر جيدًا كيف قاموا بقذفه بالمسبات من بينها الخائن، الذي لم يفهم أن العدوان على لبنان رد ملائم على اغتيال السفير ارغوب في لندن. مقال التحرير- في حينه- في صحيفة يديعوت أحرونوت عنون بـ "صمتًا سريد، نقوم بالهجوم". كان سريد عضوًا بارزًا في حزب انتقد السلطة وقت الحرب، عليه ترك الساحة السياسية عام 1984، لمنع أي ائتلام حكومي مع الليكود، كان بمثابة انتحار سياسي.
وأضاف: شجاعة الخروج عن الإجماع العام، وعدم البحث عن إرضاء ناخبين على حساب الحقيقة، أمرًا سنفتقده في النظام السياسي الحاليّ. وفي النهاية هو آخر ما تبقى من أشلاء السياسيين الأذكياء.
اما المتطرف ميخائيل بن آري لم يخفي كرهه لسريد، المخالف له سياسيًا ودينيًا، فعلق على الوفاة على التوتير: عندما قتل الراب كاهانا على يد عربي من تنظيم القاعدة وقفوا في الكنيست دقيقة صمت وحداد على روحه، يوسي سريد أصر على التواجد والجلوس والتفوه بعبارات نازية. هذا هو الرجل!
ودعم بن آري في الموقف، محرر صحيفة العائلة لليهود المتدينين، يوسي اليطوف، حيث غرد على التوتير وقال معلقًا على وفاة سريد: في الساعات القريبة 850 افتراضي، لا حاجة لهم، سيغردون واصفين سريد بأنه خاص وأن طريقه ملائمه لتفكيرهم علمًا أن سريد ما كان سيعيرهم أي اهتمام. فلماذا هذا التغيير في مماته؟
بدوره علق المتطرف، رئيس منظمة "لهافا"، بنسي غوفشطين على الوفاة بالقول على التوتير: فرح كبير مع سماع خبر وفاة الظالمين. الحاخام كهانا شدد إضافة كلمة "يمحى أسمه" في كل مرة ذكر فيها يوسي سريد. بدأنا بالأسبوع بصورة جيدة.
[email protected]
أضف تعليق