بناء على طلب من النائب د. عبد الله ابو معروف (الجبهة – القائمة المشتركة)، وبمناسبة يوم الخدَّج العالمي، ناقشت هيئة الكنيست العامة مساء أمس الأول الثلاثاء ازدياد نسبة ولادة الخدّج في البلاد وما ينتج عنها من مضاعفات في نسبة الوفيات العالية والمقلقة وخاصة في الوسط العربي وفي منطقة النقب والقرى غير المعترف بها تحديدا، الأمر الذي يتطلب تكثيف العناية الطبية بعد الولادة في فترة مكوث الأطفال الخدّج قيد المراقبة في المستشفيات حتى مرور سنتين على ولادتهم.
وقال د. ابو معروف: "إن بحث موضوع الخدّج اليوم يأتي بعد إقرار الكنيست لميزانية الدولة، وخلال مناقشة الميزانية في اللجان البرلمانية أكدتُ مرارا، أن وزارة الصحة لم تضع أية خطة عملية لرفع مستوى الخدمات الطبية في البلاد بشكل عام وتقليص نسبة الوفيات عند الخدّج بشكل عينيّ، خصوصا وأن 8% من الذين يولدون سنويا ويصل عددهم 12 ألف طفل، يولدون قبل الأسبوع الـ37، من بينهم 1600 من الخدَّج بوزن قليل لا يتجاوز الـ1500 غرام".
ممرضة واحدة فقط لكل 4 أطفال خدّج
وتحدّث د. ابو معروف عن النقص بالأطباء المتخصصين بولادة وعلاج الخدّج قائلا: "في اسرائيل 26 قسم للخدّج (الرعاية المركّزة لحديثي الولادة)، يعمل بها 115 طبيب أطفال، تخصصوا للمهنة لأكثر من ثلاث سنوات، أما الممرضات في هذه الأقسام فلا يتجاوز عددهم الـ800 ممرضة. وكطبيب يعرف ما تواجهه أقسام الخدّج أؤكد أن هذه الأقسام في الدول المتطورة توظِّف ممرضة واحدة مُلازِمة لكل خديج أي (المولود الذي يولد قبل أوانه)، ولكن للأسف في إسرائيل تعمل الممرضة الواحدة مع 4 من الأطفال الخدّج في قسم العناية الفائقة، مرتبطون بأجهزة التنفس، يضاف إلى ذلك أن ثلث الأسرة في أقسام الخدّج هي أسرّة غرف طوارئ، ولكن غير معترف بها عندما يتواجد عليها أطفال خدّج تمّ ربطهم بأجهزة التنفس".
الاكتظاظ في أقسام الخدّج وأبعاده
وأشار د. ابو معروف، إلى وعود وزير الصحة يعقوب ليتسمان في فترة ولايته السابقة عندما أكد أن كل التقارير والمستجدات في تطور الطب تؤكّد أنه بالإمكان إنقاذ حياة الناس من خلال مضاعفة ميزانية الصحة، واليوم بعد عودة ليتسمان لمنصب وزير الصحة من جديد عليه أن يضع موضوع الخدّج في رأس سلّم اولوياته، وذلك لن يحصل دون معالجة مشكلة النقص بالملاكات للأطباء الاختصاصيين والممرضات، وزيادة عدد الأسرّة في أقسام الخدّج في المستشفيات، وإعطاء فسحة أمل للعائلات الذين يتلهفون لأن يرزقوا بالأولاد.
وقال د. ابو معروف: "باعتقادي حتى ممرضة وحدة مقابل كل خديج لا تكفي، فيوجد نقص بطواقم قوى المساندة الطبية العاملة الأخرى ايضا، بالإضافة إلى أن أسرّة غرف العناية الفائقة هي غير معدّة بشكل طبي يتناسب لوضعية الأطباء والممرضات. ولهذا فإن الثغرات السلبية في الجهاز الطبي لا تتعلق فقط بنقص الكوادر المهنية من أطباء وممرضات، فليس لي أية ملاحظة على الكفاءات المهنية للأطباء، إلا أن الاكتظاظ المقلق في أقسام الخدّج في المستشفيات هو المأساة الكبرى، ما يؤدّي إلى حالة تلوُّث خطيرة وانتشار الفايروسات المسببة للأمراض المختلفة، وفي بعض الأحيان يؤدي الأمر إلى الوفيات لدى الأطفال الخدّج بحسب التقارير".
بنك لحليب الأم !!!!
وأضاف د. ابو معروف: "في اسرائيل فقط 8 أقسام للرعاية المركّزة لحديثي الولادة (الخدّج) محصّنة، من أصل 26 قسم... في اسرائيل لا يوجد حتى الآن بنك للحليب في حين يوجد أكثر من 300 بنك للحليب في الدول الغربية، وهنا يجب عدم التقليل من شأن حليب الأم وأهميته الطبية وحاجة الطفل الخديج له، لأنه يساعد على الإشفاء من الأمراض ويحسِّن من تطور نمو الخديج".
نقص بالملاكات
وقال ابو معروف، من الواضح إن مهنة طب الخدّج الـ (Niaontlogih) في اسرائيل وخاصة في ضواحي البلاد هي في أزمة شديدة وهناك نقص لأكثر من 80 ملاكا، والدولة لا تحفّز أطباء الأطفال الذين يرغبون بالتخصص ولا توفر الملاكات الكافية لهذه المهنة الانسانية، علما وأن علاج الخدّج لا ينتهي بخروجهم من قسم الرعاية المركّزة، بل يجب مواصلة تقديم العلاج لهم والعناية بهم حتى نهاية السنة الثانية بعد ولادتهم، يشمل: العلاج الطبيعي، تغذية خاصة بإشراف أخصائية التغذية السليمة، واحتياجات خاصة من قبل الأخصائي النفسي. كل هذه الخدمات يجب أن تقدّم للخدّج في جميع أنحاء البلاد وخاصة في ضواحي البلاد الذين يعيشون بعيدا عن المراكز الطبية ويضطرون إلى السفر لمسافات طويلة إذا توفرت وسيلة السفر!!، وبالتالي يتأخر تقديم العلاج لهم بالوقت المناسب الأمر الذي يؤدّي في غالب الأحيان للوفاة أو الإصابة بالأمراض المختلفة. ولهذا فإن كل التقارير تشير إلى أن قرى وبلدات النقب وخاصة القرى غير المعترف بها هي الضحية الاولى المنكوبة بوفيات الخدّج، وكما هو معروف في المجال الطبي، أن عدم مواصلة علاج الخدّج بشكل منظم ودوري يؤدّي إلى عدم وضوح وتأخّر في تشخيص الأمراض أو مدى تطور ونمو الخديج، وبالتالي فإن عدم الكشف عن الأعراض السلبية في جسم الخديج ممكن أن يؤدي في نهاية المطاف إلى وفاته.
وفي نهاية خطابه طالب ابو معروف وزارتي الصحة والمالية بتوفير كافة النواقص المطلوبة والميزانيات الكافية، لزيادة عدد الأطباء المتخصصين والممرضات وزيادة عدد الأسرّة في قسم الخدّج للعناية الفائقة.
[email protected]
أضف تعليق