شهدت معظم القرى والبلدات العربية بالأمس اضرابا شاملا تلبية لقرار لجنة المتابعة العليا لقضايا الجماهير العربية ، بعد ان أعلنت لجنة المتابعة الاضراب احتجاجا واستنكارا على ممارسات حكومة الاحتلال ، وسياسة القرارات العنصرية التي انتهجتها بحق الحركة الإسلامية الشق الشمالي وملاحقة القيادات العربية سياسيا ، ولكن سرعان ما شهدت بلداتنا العربية جدلا حول نجاح الاضراب وفشله ، وحول ما اذا كان الاضراب هو الحل لمعالجة قضايانا كجماهير عربية ، هل كان هناك التزام ام لم يكن.
غير مجدي، لكنها الوسيلة الوحيدة
في هذا السياق كان للشباب العربي صوت يدلي برأيه في حديث لمراسلنا معهم ، حيث قال الإعلامي سعيد بدران من وادي عارة : لا تملك الاقلية العربية الفلسطينية الكثير من الوسائل للاحتجاج على سياسات الاكثرية التي لا تروق لها، ولا تلائم تطلعاتها وطموحاتها، وكذلك لا تملك الادوات للتأثير على متخذي القرارت وخاصة الحكومة والكنيست.
وقال بدران: نظراً لان الاقليّة العربية اختارت التعايش بسلام مع الاغلبية الحاكمة والمتحكمة بمصيرها، فإنها اختارت النضال السلمي من اجل سماع صوتها، وتحسين ظروفها، ونظراً لشح وسائل النضال التي تمتلكها، فأن إن الاضراب ، كان وما زال الوسيلة الوحيدة التي بإمكانه استعمالها للتأثير والاحتجاج، ولكن بتنا نرى ان هذه الوسيلة آخذة بالانحسار وفقدان فاعليتها لسببين اولهما وقاحة واستهتار وعنجهية حكومات اليمين المتعاقبة، وثانيهما عدم استجابة الجمهور لنداءات الانصياع لقرار الاضراب، لعدة اسباب منها فقدان الثقة بالجهات الداعية للإضراب ،والمتكررة ورؤية الكثير بان الاضراب بصيغته الحالية غير مجدي بتاتاً، وامراً اخر هو الخوف من فقدان مكان العمل الذي يتحكم فيه "الخواجه" من الأغلبية.
وأضاف: لكن، ورغم ذلك، فإننا لا نجد أي وسيلة بديلة في الوقت الحالي لنستبدل بها سلاح الاضراب، وعلينا مواصلة التمسك بهذه الوسيلة المهمة، والعمل على تحسينها وتطويرها، والاهم اعادة الثقة ما بين متخذي القرار بالإضراب وبين القاعدة أي الجمهور التي يعتمد عليها بنجاح او فشل الاضراب. وبما ان الاضراب هو احتجاج سلمي فبالإمكان استعماله لمدة اطول من يوم واحد، واجراء دراسة مسبقة وفحص المجالات التي يمكن ان ينجح فيها اكثر، كاستغلال فرصة او ظرف معين للاستفادة اكثر واكثر.
ما فائدة الإضراب دون توعية
بدورها الطالبة عرين نصار من قرية عرابة قالت: خمس سنوات من الوعي الاجتماعي والسياسي كفيلة لإعطائي نظرة صحيحة حولَ قضية الإضراب، لن أتردّد حين أقول بمليء صوتي أنّني ضد الاضراب بكل معاني المضادة ، يجب ان نعترض وذلك واجب علينا ، فالحركة الاسلامية هي أحدى الوسائل التي تنقل صوتنا للإحتلال، بغضّ النظر عن اختلاف الأيدلوجيا ، لكنّ يجب ان نختلف معها لا عليها ، ومهما اجتازت اختلافاتنا المدى لن تصل لتضامننا مع وسائل الاحتلال القمعية ضد ابناء شعبنا، ولكن يبقى سؤالي وسؤال الكثيرين ، " ما فائدة الإضراب دون توعية؟!" ، جميعنا كطلاب لازمنا بيوتنا لكن دون أدنى فكرة عن سبب الاضراب والالتزام به والبقاء في البيوت.
وقالت نصار: يجب قبل ايّ خطوة من خطوات الاحتجاج ان نتمم خطوة التوعية لكي لا نضطر لبناء جيل يحفظ عن دون فهم!! ، ويفرح ليوم عطلة عن الدراسة ولا يعلم انّ ذلك اليوم أشبه بيومٍ أسوَد جديد في تاريخ شعبنا . فوسائل القمع والرجعية التي يستخدمها الاحتلال ضدنا ليست وسائل تكسر عزيمتنا بل هي وسائل تحفزنا أكثر بكثير للاستمرار في نضال شعبنا، الاضراب هو حل نموذجي للتعبير عن غضبنا ، لكن مرة اخرى لن يكون للإضراب نتيجة في صالحنا اذا لم تتم عمليات توعية عن اسباب احتجاجنا ، ومع ذلك سنكون كالبنيان المرصوص نساند بعضنا لتطول شوكتنا في حلق الاحتلال.
السلاح الراقي
الشابة نبيهة عباس أبو يونس من سخنين قالت بدورها: انا كمواطنة عربية دائما التزم بالإضراب ، ومع الاضراب ، فالإضراب هو الوسيلة الممكنة والسلاح الراقي الذي نملكه باليد ، وذلك ضعف الايمان ، ولكن يبقى السؤال ، الى متى ستبقى قضايانا ومصيرنا المجهول كأقلية عربية في دولة احتلال مرهونة بالإضراب ؟ ، ويؤسفني القول ان نسبة ليست بقليلة من أبناء شعبنا لا يلتزمون بالإضراب كونهم ينظرون للإضراب على انه وسيلة باتت ضعيفة امام ممارسات حكومة الاحتلال الصهيوني ، واخرون فقدوا الثقة بنتائج الاضراب ن وهنا يجب ان نقف وان تقف لجنة المتابعة لتعيد النظر بتكرار قراراتها وان تبدأ العمل والبحث عن سبل أخرى بديلة للإضراب والتي من خلالها تستطيع جماهيرنا العربية ان تعيد ولو جزأ من حقوقنا وان تستطيع ايصال الرسالة الواضحة والكاملة دفاعا عن حقوقنا .
وقالت عباس: فضّلت ان لا يشمل الاضراب المدارس ، لان سلاحنا هو العلم ، وان كانت المدرسة هي خير وسيلة لزرع الوعي الفكري والثقافي ، فانا اؤمن بان البديل للإضراب هو نشر وتوعية الطلاب داخل المدرسة حول أسباب الاضراب وحول ما يحطنا من مخاطر داخل قرانا وبلداتنا العربية ، وبعد ان يعي أبنائنا أهمية الاضراب وحقيقة الأحوال عندها نبدأ الحديث عن الاضراب .
أن لا نستكفي بالإضراب
اما الجامعية غدير شارب قالت مختتمة: انا مع اعلان الاضراب كوني عربية مسلمة في دولة فلسطين المحتلة ، يجب علينا جميعا ان نعترض وبشدة على سياسة القمع واستبداد ابسط حقوقنا ، ولكن يبقى قرار الاضراب قرار غير كافي ولن يعيد للجماهير العربية أي اعتبار ولن يوقف سياسة الحكومة اليمينية المتطرفة عند حدها .
وقالت شارب: قرار الاضراب يوحدنا جميعا كجماهير عربية ، ولكن للأسف هنالك نسبة لا يستهان بها من المواطنين العرب الذين لا تقتصر ادوارهم على المحايدة وعدم الالتزام بالإضراب ، وانما دورهم نشر الفكر الخاطئ حول اهداف ومضمون الاضراب وتعمل على إيصال النتائج السلبية للآخرين ، وعليه يجب على لجنة المتابعة ان تعمل بجدية حيال قضايانا كجماهير عربية ، وان لا تستكفي بالإضراب ، بل تكون هنالك خطوات تصعيدية أخرى كي تكون صفعة بوجه الاحتلال وليعلم بوجودنا على ارضنا واننا أصحاب الحق ، وما تعيشه الحركة الإسلامية اليوم ما هو الا جزء لا يتجزأ من قضايا جماهيرنا العربية ، فالحركة الإسلامية أي أيضا ممثل وصوت سياسي ديني ينقل قضايانا الوطنية والدينية ، لذا يجب ان نكون جميعنا موحدين كجسم واحد رادع لمخططات الاحتلال التهويدية .
[email protected]
أضف تعليق