صادف أمس 16 تشرين ثاني اليوم الذي اعتمدته الجمعية العامة في عام 1996م يومًا دوليا للتسامح ودعت جميع أعضائها للاحتفال به كل عام، وقد أكد إعلان المبادئ الذي اعتمدته الجمعية العامة على أن "التسامح" هو وحده الذي يضمن بقاء الإنسانية طالما كان التنوع والاختلاف هو أمر ملازم للوجود الإنساني وسنة كونية لا مناص عنها.
وقد حرص إعلان المبادئ على تعريف التسامح بنفي الفهم المغلوط عنه، فهو لا يعني عدم المبالاة وهو لا يعني قبول كل شيء دون أي تحفظ، بل هو يعني احترام التنوع الذي يزخر به هذا العالم وقبوله والتصالح معه، وهو في جوهره "اعتراف بحقوق الإنسان للآخرين".
التسامح صفة الأنبياء
في هذا السياق تحدث مراسلنا الى امام المسجد القديم في دير حنا فضيلة الشيخ مأمون مطاوع، والذي أكد ما جاء أعلاه من تعريف وأضاف معرفًا معنى التسامح وقيمه في السلام وكيفية التعامل مع هذه الصفة والعمل بها فقال: كلمة التسامح هي تاج فوق رؤوس جميع الشعوب، كما وانها صفة تحلّى بها الأنبياء، كيف يكون النبي رحمة دون وجود صفة التسامح في شخصيّته، كما ونعلم ان الأنبياء جاؤوا ليؤدبوا ويعلّموا ويوجّهوا لأمم ، ورسولنا الكريم معمد (صلعم) عندما أراد ان يوجه الامه أجمع على الأخذ بعبارة التسامح .
عنف يحيط بنا
وقال الشيخ مأمون: عبارة التسامح لا نقولها فقط كـ كلمة، وانما يجب العمل بها، وان تترجم الى فعل وواقع حقيقي، لكن وللأسف مع التوجهات في السنة النبوية الا ان مجتمعنا العربي قد وقع في آفة العنف المستشري، وان كان العنف في الاسري او المجتمعي وحتى العنف السياسي الوجود في وضعنا الحالي كعرب في هذه البلاد ، والذي يؤثر سلبا حياتنا الاجتماعية .
وأضاف فضيلته يقول: لا نقول ان الضعيف هو من يسامح، بل القوي هو المسامح، والمسامحة تأتي من باب الاصالة لدى القوي، واصالة التسامح ان اعفو واسامح رغم قدرتي على الانسان الاخر ، وفي وقت الغضب .
وخلص إلى القول: تذويت قيم التسامح في المجتمع تحتاج من الى فهم عمق هذه المعاني، والعمل بها حتى نستطيع العبور في حياتنا الاسرية والاجتماعية الى بر الأمان، غير ذلك قد لا نستطيع تحمل واحتواء كثرة المشاكل، لذلك يجب العمل على توجه وتكثيف فكرة التسامح ويوم التسامح العالمي في المدارس والمؤسسات الاجتماعية .
الى تفاصيل أخرى تابعوا التقرير المصور في الفيديو .
[email protected]
أضف تعليق