في تصريحٍ خاص لموقع "بكرا" قال الباحث والمحلل السياسي الفلسطيني معز كراجة، من باريس، عن تحليله لما جرى في العاصمة الفرنسية: ان الحوادث التي وقعت تجاوزت كل الاجابات الجاهزة حول هوية المنفذ وحصرها في مجموعات ارهابية مثل "داعش" او "القاعدة" وغيرها من التنظيمات، حيث ان وقوع 6 انفجارات بنفس التوقيت هو دلالة على قوة استخباراتية اكبر من هذه التنظيمات والاقرب ان يكون الحديث عن الية الحرب بالوكالة، وهي الية تستخدمها الدول العظمى لخوض حروب دون ان تكون متورطة فيها بشكل مباشر ودون وجود ادلة تربطها بالاحداث، وهذا ما ظهر من خلال تصريح الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند حول تنفيذ العملية بايدي خارجية مع وجود تواطؤ داخلي .

حجم الحادث وآلية التنفيذ

واضاف: التخوف من وقوع مثل هذه الاحداث كان سائدا منذ احداث "شارل ايبدو" بسبب توفر الارضية الخصبة والانتشار الواسع للفكر المتطرف، وبسبب وجود خلايا تنظيمات، لكن الصدمة لم تكن بسبب وقوع الحادث قدر ما كانت بحجم الحدث والية تنفيذه الامر، الذي وضع فرنسا في حالة طوارئ واستنفار، وهذا ما يتضح من خلال الاجتماعات الحكومية وفتح غرفة طوارئ وإيقاف العمل بسياسة الحدود المفتوحة وخلو الشوارع رغم ان اليوم السبت هو يوم عطلة رسمي في فرنسا .

وتابع حديثه قائلا: التساؤل الذي يطرح نفسه هو، هل سيحدث تغيير جذري في سياسة محاربة "داعش" في سوريا في ظل الاحداث دون الجدلية السائدة حول كيفية التوظيف السياسي للتنظيم في الشرق الاوسط وفقا للوقائع التي تشير ان هذه التنظيمات باتت اداة تنفيذية في ايدي هذه الدول لتنفيذ مصالحها وسياساتها خصوصا مع الجدلية حول الموقف من النظام في سوريا تحديدًا بين روسيا والولايات المتحدة الامريكية .

سياسات متشددة تجاه المسلمين 

وحول تاثير الاحداث على الجاليات العربية والاسلامية في فرنسا قال كراجة: ان هذه الجاليات ستكون الاكثر تاثرًا وتضررا خصوصا وان الصحف الداخلية اتجهت نحو تشبيه ما حدث ووصفه ب11 سبتمبر جديد، وبالتالي الاتجاه لربما لسياسات متشددة أكثر تجاه المهاجرين من المحتمل أن تعيد الجدل بشكل أقوى بالهوية الفرنسية وعلاقتها بوجود المسلمين والعرب في هذا البلد، خصوصا مع وجود انتخابات قريبة والتي سيكون الصراع فيها ما بين اليمين واليمين المتطرف، حيث تشير التحليلات عن عدم وجود فرصة للحزب الاشتراكي في ظل ما حدث.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]