تتعرض الأم العاملة إلى هجمات عنيفة تخوض في مشاعرها وتحكم عليها عدوانا وبهتانا أن أمومتها ناقصة ولا ترقى أبدا إلى مستوى الأمومة لدى ربة المنزل التي تفني عمرها مع أطفالها وداخل بيتها، وعلى الرغم من زيادة أعداد المرأة العاملة في كل بلدان العالم العربي إلا أن هناك عقولا لا تزال تجزم بتقصير الأم العاملة نحو بيتها وأطفالها وبالتالي فأمومتها لا تعني لها شيئا.

وقد كثر الحديث عن ذلك في الجلسات النسائية واحتد النقاش حول هذا الإعتقاد العقيم الذي يدل على أن هناك عقولا لا زالت محتلة من الظلام والجهل.

ربة المنزل ليست أفضل من الأم العاملة

الأم العاملة تفيض مشاعرها بالأمومة، بل أن الأمومة في كثير من الحالات هي التي تدفع الأم إلى العمل لتحقيق مستويات معيشية أفضل لأطفالها ولأسرتها ككل وهذه ميزة تضاف إلى الأم العاملة، وقلبها يفيض حبا وحنانا بحب أطفالها وخوفها عليهم.

وقد يحظى أطفال الأم العاملة بإهتمام أكثر من ربة المنزل في كثير من الأحيان، والدليل على ذلك أن ربة المنزل قد تبقى في المنزل ويتعرض طفلها للإهمال بسبب إنشغالها في تنظيف المنزل وإعداد الطعام وخلافه، وتوجد أمثلة كثيرة على ذلك، فلو نظرنا حولنا لوجدناها، أما الأم العاملة فهي منظمة للوقت بين أطفالها وزوجها وبيتها، فالنظام أساس نجاحها في مهمتها الكبرى، وفي كلتا الحالتين لا يمكن الحكم عن مشاعر الأمومة، لأنها أرقى من أن تخضع للمقارنة بسبب عمل المرأة من عدمه، فالأم الحنون لا يغيرها أي شيء سواء عمل أو غيره.

ويجب التأكيد على أمر هام وهو أن الأم ربة المنزل ليست أفضل من الأم العاملة ولا العكس، فكلتاهما أم، والأم الأفضل والأكثر حنانا هي من تنجح في إشباع إحتياجات الطفل من العطف والحنان والإهتمام وهي من تترك بصمات غالية وقيمة وهامة في نفس الطفل وتساعده في التفوق تمهيدا لبناء شاب قوي يستطيع مواجهة الحياة.

عاطفة الأمومة قد تقل لدى بعض النساء

نعم قد تقل عاطفة الأمومة في قلوب بعض النساء بغض النظر عن عملهن من عدمه، فهناك بعض الدراسات تؤكد على دور الهرمونات في خلق مشاعر الأمومة في قلوب النساء، فقد كشفت دراسات علمية عن ظاهرة كيميائية فريدة من نوعها تفسر العلاقة العاطفية الخاصة بين الأم وطفلها. حيث أكد الدكتور روبرت بريدجز الذي يدرس بكلية طب في جامعة هارفارد الاميركية، أن مشاعر الامومة الفياضة تعود بالدرجة الأولى الى عمل بعض الهرمونات التي تحافظ على صحته وحيوية خلايا الجسم وانسجته وأعضائه المختلفة، كما أنها تعمل على نمو صفات الذكورة والانوثة، والتي لها علاقة وثيقة بالمشاعر المرتبطة بالعاطفة، كالحب والعداء والخوف والقلق.

ومن هنا فإنه يمكن القول أنه أحيانا توجد نسبة ضئيلة جدا من النساء تقل لديهن مشاعر الأمومة وذلك بسب ضعف الهرمونات المسؤولة عن ظهورها، وهذا هو أصل غريزة المرأة التي خلقت عليها، والدليل على ذلك رفض بعض النساء الإنجاب بدون أي سبب صحي أو مقنع لذلك، غير أنها تبرر رفضها بعدم قدرتها على تحمل المسؤولية، وعدم وجود الرغبة لديها لتلد أطفالاً.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]