يُشكل فرع السياحة الاسرائيلية قرابة 2% من الناتج المحلي ويُشّغل 3.5% من القوى العاملة في اسرائيل.
وكان فرع السياحة من أكثر الفروع خسارة بسبب العدوان الأخير على غزة (الجرف الصامد) اذ تراجع مستوى الحجوزات في الفنادق من 80% الى 30% في حينه. وقدّرت الخسائر المباشرة لهذا الفرع بـ قرابة 2.6 مليار شيكل، طالت غالبية المناطق السياحية الاساسية في اسرائيل مثل تل ابيب والقدس ولم تقتصر على منطقة الجنوب.
وسجلت قطاعات السياحة في شهر يوليو/ تموز 2014 إنخفاضًا بـ 21% بعدد السياح فيما سجل شهر أغسطس/ أب إنخفاضًا بنسبة 3% (عن عام 2013) وفق معطيات مكتب الإحصاء المركزيّ، علمًا أنّ العدوان على غزة تم في فترة زمنية داخل الأشهر المذكورة.
ورغم أن الوضع الأمني "أستتب" بعد ذلك إلا أن الانخفاض بعددٍ السياح استمر حتى تاريخ اليوم وتأزم أكثر بسبب التصعيد الأمني الأخير أو ما سُمي "بانتفاضة السكاكين".
وبحسب المُعطيات التي سجلتها اتحاد إدارة الفنادق في إسرائيل فإن عدد الغرف التي حجزت للنوم في النصف الأول من عام 2015 هي أقل بـ 25% مما كانت عليه في الفترة الموازية من عام 2014. كما أنه وبحسب التقديرات فقد سجل شهر يونيو/حزيران الماضي انخفاضا بنسبة 20% مقارنة مع نفس الشهر من السنة الماضية (2014)، الأمر الذي دفع وزارة السياحة إلى نشر حملة إعلانيّة موسعة تشجع السياح للوصول إلى إسرائيل معتمدة بالأساس على السياحة الدينية والحجيج.
25% من السياح لغوا سفرهم إلى إسرائيل!
وأدى التصعيد الأمني الحاليّ إلى تشويش مخطط وزارة السياحة حيث اشارت معطيات نشرت هذا الأسبوع أنّ قرابة 25% من السياح الناويين الوصول إلى إسرائيل قد الغوا حجوزاتهم ويحاول قطاع السياحة العمل على إقناعهم بالوصول وتدارك الموقف.
وقال مكتب اتحاد السياحة أن الوضع الأمني يؤثر بشكل كبير على عددِ السياح، وفي حال أستتب الأمن فهنالك احتمال أن "نقنع قرابة الثلث من الـ 25% العدول عن رأيهم والقدوم إلى البلاد"- حد تعبيرهم، أما في حال تأزم الوضع الأمني أكثر فأن قطاع السياحة في إسرائيل على شفا انهيار تام خاصةً وأنه شهد إنخفاضًا منذ العدوان الأخير على قطاع غزة.
وقال مكتب اتحاد السياحة أنه وفي حال أنهار قطاع السياحة فأننا سنمر بمرحلة ترميم قد تطول إلى خريف 2016 وتحتاج إلى مبالغ طائلة لنقع سياح العالم بأن الوضع في هذه البلاد آمن.
السياح والبلدة القديمة في القدس
المرشد السياحيّ خليل حداد أكد ما جاء من معطيات مشيرًا أنه ومنذ التصعيد الأخير يشهد قطاع السياحة انخفاضًا ملحوظًا بعدد السائحين.
وأوضح حداد في حديثٍ لـ "بكرا" أن الفترة الحاليّة تعد "موسم سياحيّ زاخر"، خاصةً لأنها بعد فصل الصيف وقريبة من رأس السنة والأعياد، إلا انّ الوضع الأمني قد دفع بعدد كبير الغاء سفره، فعلى سبيل المثال لا الحصر- قال حداد- معدل عدد السياح معي في كل مجموعة هو 30 سائحًا إلا أنه وفي الآونة الأخير يصل معدل عدد السياح في المجموعة الواحدة إلى 20 سائحًا فقط.
وعن هوية السياح قال حداد بأن أغلبهم من دول أفريقية أو هنود أو من أمريكا اللاتينية والذي يصلون هنا بهدف الحح، فيما يقوم الأوربيون والأمريكيون، ولهم الجزء الأكبر في دفع عجلة السياحة الإسرائيلية، بإلغاء سفرهم بسبب الوضع الأمني.
وأضاف متحدثًا عن الأماكن التي يقصدها السياح قائلا أنّ الوجه الحالية الناصرة، طبريا، بيت لحم فيما طلب مني آخر مرة عدم الدخول إلى البلدة القديمة في القدس، كما وعممت وزارة السياحة الإسرائيلية منشورًا على مكاتب السياحة طلبت عدم الدخول إلى اريحا علمًا أن اريحا تعد هادئة نسبيًا أمنيًا.
وأوعز حداد إصدار المنشور رغبة من الجانب الإسرائيلي دعم اقتصاده فقط، حيث يكون البديل للسائح عن اريحا منطقة تدعى "خربة قمران" وهي منطقة سياحية تسيطر عليها إسرائيل وتقع داخل مستوطنة ووصول السياح إليها يدعهما بشكل كبير ماديًا.
حالة تباطؤ مستمرة منذ العدوان على غزة
الصحفي الاقتصادي نبيل أرملي، محرر مجلة مالكم الاقتصادية، علق على ما جاء من معطيات قائلا: ان تأثير الأحداث الحالية على الاقتصاد الإسرائيلي ينحصر في قطاعات مُعينة وهي بالأساس قطاع السياحة وقطاع المطاعم والمحلات الترفيهية.
وأضاف: السياحة في إسرائيل في حالة تباطؤ منذ حرب غزة الأخيرة، وما يحصل الآن قطعا لا يساعد على تحسين الحركة السياحية الوافدة للبلاد. كما أن الوضع الأمني المتردي والحالة النفسية المتوترة التي تسود الجمهور الإسرائيلي تجعله حبيس البيت الأمر الذي يؤثر بشكل ملحوظ على رواد المطاعم والمقاهي والمحلات الترفيهية المختلفة.
وأضاف: على المدى القريب التأثير محدود أما إذا بقي الوضع على هذا الحال أو تفاقم أكثر فعندها سيمتد التأثير إلى قطاعات أخرى وسيؤثر على الصادرات الإسرائيلية وقد يؤدي إلى ركود اقتصادي ونمو ضعيف، تماما كما حصل خلال الانتفاضة الأولى والثانية.
[email protected]
أضف تعليق