بدمعة اخترقت كل حدود الصمت، استقبلت عائلة المرحوم محمد عمر فاعور، من قرية الحسينية، الشاب شاي ايلات من احدى المستوطنات المحاذية لمدينة يوكنعام، والبالغ من عمره 42 عاما، والذي كانت العائلة قد تبرعت بقلب ابنها الراحل محمد له.
محمد عمر فاعور والذي لقي مصرعه قبل حوالي الشهر ونصف الشهر متأثرا بجراحه في حداث طرق دامي اثناء سفره بدراجته النارية عند مدخل قرية الرامة، زرع املا في عدد من المرضى منهم الشاب شاي.
اتمنى أن تشعر القيادات بما اشعر
وكان الشاب شاي ايلات من الوسط اليهودي قد وصل الى قرية الحسينية قضاء مدينة كرميئيل، لزيارة بيت وعائلة الفقيد محمد الذين لم تجف الدمعة من عيونهم حتى اليوم، ليعبر عن شكره وامتنانه للعائلة التي منحته العودة الى الحياة من جديد، بعد ان فقد الامل وبات ينتظر المصير .
عائلة المرحوم محمد المكونة من خمسة اخوة والوالدين، لم تمنعهم الدموع من احتضان وليدهم الجديد ابن الـ42 والذي عاد الى الحياة بنبضات محمد من جديد، فمنذ ان دخل الشاب شاي بيت العائلة ، استقبلوه بأحضان كانت أوسع من الدنيا، فقلب ابنهم الراحل ما زال يعانق الحياة .
وقال شاي ايلات في حديث خاص لـ "بكرا": اشعر اني عاجزا امام دموع الام التي اخترقت قلوبنا جميعا ، لا اعرف حجم الشكر والامتنان الذي سأقدمه لتلك العائلة التي انقذت حياتي واعادتني الى الدنيا من جديد ، صدقا لا أملك الكلمات ولا استطيع فعل شيء سوى ان احضن العائلة والام التي ينحني لها الجبين .
وأضاف ايلات: اتيت الي بيت العائلة كي اتعرف عليهم ، ولكي اقدم لهم شكرا لا اعرف كيف ابدأ به وكيف انهيه ، حتي اني عاجز عن لفظه . ما اشعر به اليوم كنت أتمنى لو كل المواطنين في هذه الدولة بما فيها القيادات في الحكومة والسياسيين ان تشعر بما اشعر به في هذه اللحظة ، وأقول للقادة السياسين، مهما فعلم ومهما خططتم وتصارعتم ، نبقى نحن مواطنين في هذه البلاد ونتعامل مع بعضنا كانسان يستحق الحياة ، نسعى لنبذ العنف ولتحقيق السلام والعيش سوية ، ولن تستطيع العابكم السياسية ان تغير اراداتنا في العيش المشترك .
لسنا نادمون على التبرع بأعضاء ولدي
والدة محمد، كاملة فاعور، قالت بدورها : منذ ان رأيت الشاب شاي سرقتني اللوعة وضاعت مني الكلما ، لم اجد سوى دمعتي تسابقني لتسمع نبض ولدي محمد في صدر شاب قد كتبت له الحياة بقلب ابني , أتمنى لكل من حظي بأعضاء ولدي السلامة وان يحميه الله لعائلته وابنائه .
وأضافت: نحن تبرعنا بأعضاء ولدي لأربعة مرضى ، وشاي واحدا منهم الذي نجح بالعودة الى الحياة بعد زراعة قلب ابني محمد ، وأيضا هناك من حصل على الرئتين والكبد ، ونحن ننتظر ان ترد لهم عافيتهم ويأتون لزيارتنا .
وأختتمت: لسنا نادمون على التبرع بأعضاء ولدي ، بل بالعكس ، ما قمنا به هو منح الحياة أربعة اشخاص كان من الممكن ان تعيش امهاتهم ذلك الألم الذي عشته بفقدان محمد ، ولكن ما قدمناه سيكون اجره عن الله واهداء لروح ولدي الطاهرة .
[email protected]
أضف تعليق