في الوقت الذي يعمل وزير الخارجية الأمريكي على مساعي التهدئة في القدس والحرم القدسي، كشفت وسائل إعلام إسرائيلية أنّ الحكومة الإسرائيلية تدرس حاليًا، بصورة جدية، اقتراح قدمه ما يُسمى بمستشار الأقلية العربية في القدس في الشرطة، دورون زهافي، والملقب بـ كابتن جورج.

وقالت الشرطة أن الاقتراح مختلف تمامًا عن بقية الاقتراحات التي قُدمت، فلا يدور الحديث عن إغلاق القدس أو فرض طوق أمنيّ على سكانها، أو حتى التفتيش، إنما بعقد جلسة حوار مستعجلة تشارك بها هيئات دينية إسرائيلية، فلسطينية وأردنية.

وشدد زهافي في اقتراحه بأنه وخلال الجلسة يقوم الممثلون الثلاث بالتوضيح أنه لن يكون أي تغيير بالوضع القائم في القدس، الأمر الذي "يعمل على تهدئة الأجواء"- وفق لتقديراته.

وبصورة مفاجئة، أنتقد زهافي الاستعمال المفرط للقوة من قبل الشرطة في القدس موضحًا أن تلك الممارسات القمعية والاستعمال المفرط للقوة قد تؤدي إلى أعمال "ارهابية" (حد وصفه) إضافية.

يًشار إلى أنّ المحكمة المركزية في تل أبيب سمحت في يناير 2014 بالكشف عن الهوية الحقيقية للضابط الإسرائيلي سيء الصيت الملقب ب"الكابتن جورج" لاستخدامه أساليب تعذيب وحشية شملت العنف الجسدي والجنسي ضد من حقق معهم.

واشتهر "كابتن جورج" بعد تعذيبه اللبناني مصطفى الديراني أحد أفراد حركة أمل اللبنانية والذي اختطفته القوات الاسرائيلية عام 1994 من جنوب لبنان ، ليستخدم كورقة مساومة للحصول على معلومات حول مصير الطيار الإسرائيلي المفقود رون أراد الذي سقطت طائرته فوق لبنان عام 1986 .

الحركة الإسلامية: سيادة اسلامية كاملة عل الأقصى 

وفي تعقيبٍ للحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني، والتي تقوم بالرباط والدفاع عن الأقصى، على المبادرة قال الناطق بلسانها زاهي نجيدات بصورة مقتضبة: الوضع القائم الذي نعرفه تاريخيًا ونؤمن به كحل هو سيادة اسلامية كاملة على المسجد الأقصى المبارك وزوال الاحتلال الإسرائيلي نهائيًا.

خطيب الأقصى، محمد حسين: غير قابل للمساومة 

إلى ذلك قال مفتي القدس والديار الفلسطينية وخطيب المسجد الأقصى، محمد حسين، إنّ: المسجد الأقصى مسجد إسلامي خالص للمسلمين وحدهم ولا يشاركهم فيه أحد ولا يمكن أن يخضع للبحث والمشاورات من قبل أي جهة.

وأضاف: الأقصى يتعرض لاعتداءات من قبل عدة جهات اسرائيلية، وبدعم الحكومة الإسرائيلية وشرطتها، وإذا كانوا يريدون الابتعاد عن المسجد الأقصى ووقف اعتداءاتهم فليقوموا بذلك لوحدهم، نحن لا نشارك في مثل هذه اللقاءات، والمسجد الأقصى ليس مطروحا لنقاش بين مسلمين ويهود أو أية مبادرات أخرى، هذا مسجد إسلامي خاص للعرب والمسلمين وحدهم وليس لليهود حق فيه، فكيف نقوم بمناقشة تهدئة الأوضاع في المسجد الأقصى مع هذا الإسرائيلي أو ذاك، عليه نحن نرفض هذه الاقتراحات جملة وتفصيلا، وعليهم الخروج من المسجد الأقصى والسماح للأوقاف الإسلامية بإدارته كما كان عليه الوضع منذ عشرات السنين.

الشيخ عكرمة صبري: سنقاطع 

ذات الرفض شدد عليه رئيس الهيئة الإسلامية الشيخ عكرمة صبري والذي قال: إنّ زهافي لا يملك المسجد الأقصى، ولا يمكنه أن يقترح علينا اجتماعات من أجل المسجد الأقصى. شخصيًا لن أشارك في هكذا اجتماع لان الأقصى ليس للمساومة، الأقصى للمسلمين وحدهم.

وأضاف: هذه الاجتماعات هي لذر الرماد في العيون ولتقديم إسرائيل على أنها دولة ترعى الديانات السماوية، في المقابل هي دولة تعتدي على حرية العبادة، وأنا بشكل شخصي كرئيس للهيئة الإسلامية العليا في القدس المحتلة لن أشارك في هذا الاجتماع وهو اجتماع مشبوه أصلا وعلى الجميع رفض المشاركة فيه.

وأختتم: علينا الوقوف في وجه هذه المبادرات، التي هي مبادرات لخدمة السياسيين الإسرائيليين وإخراجهم من المأزق الذي يعيشون فيه بفعل اعتداء قواتهم على حرية العبادة وعلى مرفق المسجد الأقصى وهو مدان إسلاميا وعالميا، والمسجد الأقصى سيبقى مسجدا خالصا للمسلمين.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]