ادى انتشار القوات الاسرائيلية بشكل ملفت على ابواب مدينة القدس وتمركزها في اسواق البلدة القديمة وازقتها الى ركود تجاري لم يشهد له مثيل منذ سنين طويلة.

فمن يتجول في اسواق البلدة القديمة يجدها خالية من المتسوقين نتيجة حملات التفتيش التي تجريها القوات الاسرائيلية على ابواب المدينة بحق المواطنين المقدسيين.

واشتكى العديد من التجار من الركود التجاري والذي يؤثر على حياتهم وعدم قدرتهم على تسديد ديونهم لسلطات الضريبة الاسرائيلية.

وفي جولة في اسواق البلدة القديمة لاحظ مراسل بكرا اغلاق العديد من المحال التجارية ابوابها.

وقال التاجر(س.ع) الذي فضل عدم ذكر اسمه ان الحركة التجارية مشلولة بفعل الاوضاع الامنية فلا يوجد متسوقين يؤمون السوق.

واضاف ان وجود القوات الاسرائيلية المنتشرة في البلدة القديمة واقامة الحواجز تمنع المتسوقين من الوصول الى الاسواق خوفا من التفتيش والمذلة والاهانة.

هل يصبح شارع الواد في القدس توأما لشارع الشلالة في الخليل؟

ويقول الكاتب المقدسي سمير غيث هناك شؤال بدأ يظهر بالافق لدى مواطني المدينة المقدسة بعد الاحداث الاخيرة التي عصفت بالمدينة وحولت ازقتها وشوارعها واسواقها الى هدوء داكن لا يمر منها الا سكانها واصحاب محلاتها التجارية والسؤال هو هل المدينة تواجه نفس المصير الذي حل بمدينة الخليل خصوصا في جزئها القديم حيث الكثير من الازقة والشوارع اضحت مغلقة بالكامل ومحلاتها التجارية موصدة بالاقفال منذ زمن بعيد .

ويضيف ان خير مثال على ذلك هو شارع الشلالة في مدينة خليل الرحمن الذي يعد من اهم شوارع المدينة والذي يربط قديمها بحديثها وبه الكثير من المحلات التجارية التي كانت تعج كل اوقات السنة بالمشترين من المواطنين المحليين والزائرين بحكم قربه واشرافه على كل الطرقات المؤدية الى الحرم الابراهيمي حتى اصبح بقدرة قادر لا يسلكه الا من بقي صامدا من سكانه دون سوق تجارية.

فرض مضايقات واجراءات مشددة

ويضيف الآن كما هو ملموس وملاحظ ان الدور يأتي على شارع الواد داخل البلدة القديمة من المدينة المقدسة الذي يعتبر الشارع الرئيس صوب اولى القبلتين وثاني المسجدين اضافة الى مكوناته التجارية العريضة وكثافته السكانية ومعالمه الروحية والاثرية المتعلقة بجميع الديانات السماوية حيث تم مؤخراً فرض مضايقات ومزيد من الاجراءات المشددة على اصحاب محلاته التجارية ومنعهم من التحرك بحرية وعرض بضاعاتهم كما جرت عليه العادة مند عشرات السنين علماً انه لا ذنب لهم بالذي حصل طالما ان الامن ليس بأيديهم.

المتاريس والحواجز

ويؤكد الكاتب غيث ان وضع المتاريس والحواجز عند مدخل هذا الشارع وعند كل منفذ يؤدي اليه وفي كل جنباته يعطي مفهوماً لدى العارفين بما حصل لشارع الشلالة في مدينة الخليل الذي اضحى فارغاً من دكاكينه وسكانه ولا يقصده الا المضطر المغلوب على امره مضيفا ان شارع الواد في البلدة القديمة من المدينة المقدسة لا يختلف حاليا في المشهد والصورة وان ما ينتظره من قوانين واجراءات وضعية قد تكون اكثر حدة وقساوة ضد ساكنيه وتجاره بناء على معطيات بدأت تظهر في الأفق. ويبقى السؤال: هل تحدث التوأمة بين الشلالة والواد؟!

ام ان ما يحدث حالياً في الواد هو مجرد اجراءات عقابية مؤقتة؟! دعنا ننتظر ونراقب.

"الكابينت" يقرر معاقبة تجار البلدة القديمة من القدس

يذكر ان المجلس الوزاري الاسرائيلي المصغر للشؤون الامنية والسياسية "الكابينت" ،قرر في اجتماع عاجل تداعى له امس الاول، معاقبة تجار البلدة القديمة في القدس فقط لانهم وقفوا "يتفرجون " على الشاب مهند حلبي وهو يطعن عائلة يهودية في ازقة البلدة القديمة في بداية الاحداث الاخيرة .

وتذرع الوزراء الاسرائيليون الذين شاركوا في الاجتماع ، بان هؤلاء التجار كان يجب عليهم ان يهبوا لمساعدة العائلة اليهودية التي تتعرض للهجوم ، مدعين ان موقفهم ليس اخلاقيا ويستحق العقاب بما في ذلك السجن وإغلاق محالهم التجارية ..
 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]