أصدرت حركة “كفاح” في الداخل الفلسطينيّ بيانًا رسميًا، وجاء فيه: لا يسعنا في حركة كفاح ألا أن نسجل اعتزازنا وفخرنا ومؤازرتنا لكل القوى الوطنية سواء على المستوى الفردي أو الجماعي الرافضة لظلم الاحتلال وقهره والتعايش معه وقبوله كواقع، والتي تترجم مواقفها بأفعالها قبل أقوالها. ولا يمكن للكلمات أن تترجم مدى خشوعنا في محراب التضحيات الجسام التي تقدم من أجل حرية وطننا وكرامة شعبنا.

وتابع: أمهات وآباء يودعون فلذات أكبادهم بالزغاريد والأناشيد، مؤكدين بذلك أن الوطن يستحق منا التضحيات شهيد يؤبن شهيدًا، أسير يستقبل أسيرًا وجريح يضمد جريحًا، هذا هو شعبنا المقدام يعلّم العالم أجمع معنى المقاومة، الصمود والعطاء. يعلّم العالم أجمع أن القوة لا يمكن أن تضمن أمن احتلال مهما بلغت غطرستها. هذا هو شعب الجبارين. شعب الانتفاضة الأولى والثانية وشعب الكرامة وبيروت وملاحم غزة ومخيم جنين. وشدّدّ البيان على أنّ أخطر ما يُمكن أن يواجه شعبنا وقضيتنا العادلة هو الترويج للتعايش مع الاحتلال وقبول وجوده وإقناع شعبنا أنّ لا حول ولا قوة له أمام جبروت المحتل، وهذه هي النغمة التي بتنا نسمعها على عدة مستويات وبلهجات مختلفة من عدة جهات رسمية بما بات يعرف بجهود التهدئة.

اصوات نشاز 

وأوضح أنّ هذه الأصوات النشاز، سواء الصريح الوقح منها أم المغلف بكل الذرائع الواهية لا تقل خطورة على مسيرة شعبنا النضالية من أساليب الاحتلال الرامية لإحباط شعبنا وزرع معاني الاستسلام والهزيمة في صفوفه، إنّ هذه الأصوات النشاز لا مجال لنقاشها أو محاورتها فهي تغرّد خارج الصف الوطني وعلى إيقاع الاحتلال وليس أمامها إلا العزل والتعرية وطردها خارج صفوف شعبنا، فنحن في مرحلة الفصل بين الغث والسمين، مرحلة تباين المواقف الحقيقية للقيادات والقوى والأحزاب والفصائل والتي يتساءل كافة أبناء شعبنا عن دورها الذي لم نشهده خلال هذه الفترة الحرجة، فعدا عن التسابق في تبنّي الشهداء والبيانات الممجوجة، يحق لشعبنا أن يتساءل في وقفة حساب مع النفس: أين الفصائل والأحزاب؟، ويشمل هذا التساؤل أيضًا دور الأحزاب والقيادات في الداخل الفلسطيني، فما هو دور لجنة المتابعة الفعلي في ظل هذه الظروف؟، وأين المشتركة من إرادة الشعب؟، ويبقى التساؤل الأكبر: أين دور منظمة التحرير الفلسطينية ورئيسها؟، هل دور قيادات شعبنا يتلخّص في أخذ دور الوسيط بينه وبين الاحتلال، وأن تأخذ على عاتقها مهمة ما يسمى بالتهدئة، وكأن دماء الشهداء التي سفكت على أرضنا الطاهرة، كانت نتيجة لظاهرة طبيعية ودون أي تراجع ملموس من قبل الاحتلال ولو من باب حفظ ماء الوجه لهذه القيادة ؟، وهل يلام المذبوح على صرخات ألمه ووجعه فيتّهم بأنه يصدر ضوضاء تزعج الذابح؟.

وزاد البيان: إن شعبنا يخضع لاحتلال واضح وصريح وأرضنا محتلة بحكم القوة العسكرية وكل المؤسسات الدولية القانونية منها وغيرها، تعرف أن الوضع في بلادنا هو احتلال واضح، وكل الشرائع الإنسانية والدولية تشّرع لكل شعب تحت الاحتلال استخدام كافة الوسائل الشرعية لمقاومة هذا الاحتلال. وبناء على هذا، فيتوجب على قيادات لا تستطيع أن تقود شعبها في مراحل تحرره الوطني ترك الساحة ، وهذا يصب لمصلحتها ولمصلحة شعبنا، ليتكفل شعبنا بقيادة نفسه إن تعذرت القيادة. فلا خيار أمام شعبنا إلا رفض التعايش مع الاحتلال والتصدي له، وأن أي ثمن سيدفعه شعبنا نتيجة هذا الرفض والتصدي سيكون أقل بكثير من ثمن قبول الاحتلال وتكريسه.

نعول على شعبنا 

وخلُص البيان إلى القول: كوننا نعرف شعبنا حق المعرفة، فأننا نعوّل عليه بأن يقود المسيرة ونعلم أنّ الحرية موعدنا الحتمي وليبقى أصحاب الفنادق في أماكنهم وسيبقى أصحاب الخنادق في أماكنهم. عاش نضال شعبنا وكفاحه الشّرعيّ، المجد والخلود لشهدائنا الأبرار ولتخرس أصوات الذّلّ والتّخاذل، بحسب تعبير البيان.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]