أُقيمت شعائر الجُمعة في جامع عُمر المُختار يافة الناصرة بحضور المئات من أهالي البلدة والمنطقة، حيث افتتحها الشيخ سليم خلايلة بتلاوة آيات من الذكر الحكيم، ثم تلاه الشيخ موفق شاهين إمام وخطيب الجامع وقدَّم الدرس الديني واستهله بحمد الله سبحانه وتعالى والصلاة والسلام على الرسول الكريم النبي مُحمَّد صلى الله عليه وسلم وتناول التحدث عن الهجرة النبوية الشريفة وما فيها من حِكم وعِبر ودروس لاسيما التعلق بالله سبحانه وتعالى ودينه، وقال: "الذكرى هي ذكرى الهجرة النبوية الشريفة التي تُطِل علينا بأنوارها في هذه الأيام المُقبلة، وللهجرة كلامٌ مهما كُنَّا بلغاء وحُكماء وعُظماء على أن نُكفي هذه الذكرى حقها، مُستحيل، لماذا؟، لأنها ذكرى مُتجددة عبر الأجيال، الهجرة التي كانت بعد 13 عامًا قضاها النبي في مكة في مسقط رأسه في بلده في أُم القُرى التي أحبها وترعرع فيها وعاش شبابه فيها والتي ناداها وهو على حدودها مُهاجرًا بكلمات قمَّة في الحزن وقمَّة في الوطنية وقمَّة في حب البلد (يا مكة والله أنَّكِ أحب بلاد الله إليّ ولولا أن أهلك أخرجوني ما خرجت)، هاجر النبي مُرغمًا".
وتابع فضيلته الدرس في الخطبة، وبعد مُقدمة الحمد والصلاة والسلام على الرسول الكريم قال: "تُطل علينا ذكرى الهجرة والأُمَّة حقيقةً تمامًا تُعاني مما عاناه النبي في مكة 13 عامًا من الإرهاب والعنف والعذاب، والتنكيل، والتضييق، نحن الآن في هذا العصر الأُمَّة من المُحيط إلى الخليج دونما استثناء تعيش كالعصر المكي الذي عاشه النبي مع أصحابه 13 عامًا، ثم جاءت الهجرة كأنَّ الهجرة تهمس في آذاننا فردًا فردًا أن نتقي الله".
وأضاف: "حرَّي بنا أن نُهاجر من ذنوبنا من معصيتنا من فُرقتنا، نُهاجر من فُرقتنا إلى وحدتنا من معصيتنا إلى طاعة ربنا نُهاجر من الكذب إلى الصدق نُهاجر من الخيانة إلى الأمانة نُهاجر من التناحر إلى الاتحاد ((وتعاونوا على البرِ والتقوى))، ونُهاجر من التعاون على الآثم والعدوان إلى أن نُصبح إنسانيين من الدرجة الأولى، المطلوب أن يتوب الجميع وأن يُهاجر الجميع، المُهاجر من هجر المعاصي".
وتابع: "هذه الذكرى تجعلنا نهاجر من الطائفية من الحزبية من الانانية من تحطيم بعضنا بعضًا نُهاجر من هذه المصطلحات التي أثقلت كاهننا، نرتحل نرتقي نسمو نتنازل على جميع هذه الكلمات حتى نُصبح أعلى هممًا (وعلى قدر أهل العزم تأتي العزائم)، نحتاج إلى أن نُهاجر، النبي عليه الصلاة والسلام ترك بلده ترك وطنه وهاجر إلى الله ولمَّا علم الله تعالى أنَّ لا يوجد في قلب حبيبه المصطفى أعز منه ومن أجل دينه تنازل عن كل شيء عوَّضه الله فأرجع إليه كل شيء وأعزه وأعاده إلى مكة فاتحًا رافعًا رأسه وأنزل عليه ((إذا جاء نصر الله والفتح))".
وذكر أنَّ النبي موسى عليه السلام عندما الله خاطبه حول العصا وأنَّ الله سبحانه وتعالى يريد أن يُعلَّمه درسًا التخلي عن كل شيء إلَّا الله، وأشار أنَّ الهجرة ليست مُجرَّد قصة بل هناك معاني عميقة جدًا لا يعقلها إلَّا العالمون.
واستعرض الحديث (من ترك شيئًا لله عوَّضه الله خيرًا منه) والآية ((مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مئة حبة والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم))، مُتطرقًا غاندي وجيفارا حول حرية الإنسان وبيَّن أنَّ الرسول ترك كل شيء وهاجر إلى الله عندما فتح مكة وتواضعه لله (اليوم يوم الملحمة بل اليوم يوم المرحمة)، واختتم بأبيات للبوصيري.
[email protected]
أضف تعليق