يُشكل الاف الخريجين والخريجات من حملة شهادة الصيدلة اكثر من ثلث الصيادلة في البلاد، ومعظمهم، بين عاطلين عن العمل ، او بأحسن الحالات يعملون بمجالات اخرى بعيدة كليا عن تخصصاتهم، التي قضوا نحو اربع سنوات  على الأقل لدراستها.

الواسطات تعتبر المفتاح الأول للتشغيل!

أظهرت صحيفة معاريف في تقرير نشرته خلال الأسبوع، مدى الغبن الذي يعاني منه الصيادلة العرب في المجتمع العربي، والإشكاليات التي يعانوا منها بعد التخرج.

مراسل موقع بُـكرا، توجه لعددٍ من الصيادلة حديثي التخرج، لرصد معاناتهم، خلال هذا التقرير الذي أعده. حيث أجمعوا جميعًا على الاجحاف والاستغلال الواضح والصريح من قبل المشغلين وخاصة في فترة التدريب، الا انهم يقبلون بهذا الظلم رغم مرارته لصعوبة ايجاد من يتيح لهم العمل كفترة تدرب لكثرة الواسطات التي باتت تعتبر المفتاح الاول للاندماج بتخصصهم.

علاء الدين جبارين: مكان العمل بعيد والسفريات رمزية!

وبدوره، تحدث الشاب علاء الدين جبارين لمراسلنا عن الصعوبات التي واجهها في ايجاد مكان للعمل قائلا:" اكبر الصعوبات التي واجهتها كانت تتمثل ببعد أماكن العمل، التي كنا نُطلب للعمل فيها. فعلى سبيل المثال؛ كنت اسافر يوميا (140 كم)، لأصل إلى مكان عملي، وكانوا يدفعون مبالغ رمزية للسفريات نسبة للمبالغ التي ادفعها من جيبي".

وأكد جبارين، أنه لم ينجح بعد بالتغلب على الصعوبات، وانما أعمل ساعات عمل إضافية داخل المدينه، لكي اتغلب على معاناة السفر 6 ايام بالاسبوع. في الوقت الحالي، أعمل بوظيفه بعيدة كل البعد عن الصيدلة. وبعد الظهر أعمل في مجال الصيدلة (השלמת הכנסה) مثلما يقولون.

وتابع: " هذا ليس حالي انا فقط، وانما اعرف الكثير من الصيادلة الذين تركوا المهنه واتخذوا عملاً آخرًا، لكي يعتاشوا منه".

" لو توفر باص " صيادلة" لتم توظيفهم بنفس الوقت، ولكن...

مُشيرًا إلى أن النقص في الصيادلة موجود وعلى سماع اذني بالشبكة التي عملت بها قال المسؤول عن الصيادلة لأحد المتصلين انه لو توفر "باص" صيادلة لتم توظيفهم بذات الوقت، ولكن الرواتب التي يتقاضونها تكون منخفضة والحل حسب رأيي هو أن يكون لهم رابطة او نقابة تجمعهم وتوحد كلمتهم كي تتحقق مطالبهم.

يجب وضع تسعيرة لساعة الصيدلي!

وخلال حديثه طالب جبارين، إلى واجب وضع تسعيره لساعة الصيدلي، كما ويجب تحديد بدل سفر ثابت فانا شخصيا كنت اعمل ب 53 شيكل للساعه ولكن بحقيقة الامر تكتشف انك تحاسب 28 شيكل للساعه والسبب بعد السفر! ناهيك عن الساعات التي تقضيها بشوارع الدوله المزدحمة والتي كانت تصل في بعض الاحيان الى 4 ساعات سفر وفي افضل الاحيان ساعتين سفر"!

صبحي محاجنة: صعوبة وجود مكان للتدريب " ستاج"

اما الشاب صبحي محاجنة فقد قال:"اهم صعوبة تواجه الطلاب خريجي موضوع الصيدلة، هو ايجاد مكان للتدريب(ستاج)، فالخريجين مطالبين بـ 6 شهور "ستاج "،  قبل التقدم للامتحان، والصيدليات المتاحة لإجراء  ستاج للخريجين محدودة، وهذا ما يشكل صعوبة في الاندماج بالمجال".

وتابع:"بعد فترة التدريب يتقدم الخريج لامتحان مزاولة المهنة، الذي تصدره الدولة، حيث يجد معظم الخريجين صعوبة للجهوزية للامتحان، والدراسة له، ونتحدث هنا عن الطلاب الذين درسوا خارج البلاد، فهم بحاجة إلى توجيه لكيفية الدراسة واستخدام المراجع".

مُشيرًا إلى أن مبنى الامتحان، ليس بالسهل، والامتحان مرحلة شاقة على الطالب، وبعد الحصول على النتيجة، تأتي مرحلة البحث عن مكان مناسب للعمل، والتي بمعظمها تتواجد في منطقة المركز، أو بجنوب البلاد، وتتطلب سفر طويل عليهم، وخاصة الطلاب من سكان شمال البلاد، حيث يضطر البعض منهم للانتقال والسكن في تل ابيب، او الى الجنوب من اجل العمل، وكلها مشاكل تحد من دمج الخريجين العرب في مجال تخصصهم".

محمد فرج جبارين: " مرحلة التدريب بحاجة إلى واسطات"!

الشاب محمد فرج جبارين فقد قال:" ان اصعب المراحل التي يمر فيها خريج الصيدلة، هي مرحلة التدريب العملي (ستاج)، وذلك لما فيها من واسطات تحد من دمج الخريجين العرب وايجادهم أماكن للتدريب. فمضى على تخرجي حوالي ثمانية سنين وانا على علاقة مع الكثير من الاشخاص في مجالي الا ان هناك العديد منهم قد ترك المهنة ليس لقلة فرص العمل، بل بسبب الاجور المتدنية واختلافها الشاسع بين المجتمع العربي واليهودي.

بالاضافة الى ان معظم فرص العمل متواجدة في منطقة المركز وفي نفس الوقت الشركات المشغلة غير مستعدة بأن تدفع اكثر من 700 شيكل للمواصلات شهريا"!

" إقامة رابطة للصيادلة"!

واضاف:" انا من أكثر الناس الذين يشجعون فكرة اقامة رابطة للصيادلة، لمتابعة امور الخريجين العرب ودمجهم في سوق العمل ومنع استغلالهم، فمثلا انا شخصيا خلال فترة التدريب كنت في صيدلية في منطقة رأس العين، حيث ان الدولة تمنح صاحب الصيدلية 2600 شيكل مقابل تدريبي، وكنت مستأجرًا لشقة هناك اعمل ستة ايام في الاسبوع كي اتقاضى 1300 شيكل!! اي حتى اقل من نصف المبلغ الذي كانت الدولة تدفعه له".

أحمد مهنا: " هُناك العديد من الفرص للعمل" 

اما الشاب احمد مهنا فقد نفى فكرة عدم وجود فرص عمل على الاطلاق حيث قال:"في الحقيقة هناك العديد من فرص العمل ولكن معظمها موجودة في مركز البلاد، ولا اعتقد ان هناك اي تمييز كون المتقدم للوظيفة عربي او يهودي لانه لا يوجد لديهم بديل، الا انه نلاحظ ان هناك استغلال للصيدلي العربي ولكن هذا الامر موجود فقط في شبكات الفارم وليس في صناديق المرضى".

 

أحببت الخبر ؟ شارك اصحابك
استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]