يتدفق أكثر من مليوني مسلم على مكة المكرمة لآداء مناسك الحج بعد أيام عدة من حادثة سقوط رافعة في الحرم المكي أودت بحياة أكثر من مئة شخص. لكن هذه الحادثة لم تؤثر على حماسة الحجاج لبدء الشعائر يوم الثلاثاء. وقال أمين عبد الرحمن الآتي من بنغلادش "أنظروا إلى أعداد الحجاج هنا، هل تعتقدون أنهم خائفون؟ في الواقع العكس صحيح".
ولم يسجل أي حادث كبير في موسم الحج في السعودية منذ العام 2006. لكن هذه السنة لقي 107 أشخاص على الأقل مصرعهم وأصيب 400 آخرون بجروح في سقوط رافعة في المسجد الحرام في مكة المكرمة غرب السعودية، قبيل أيام من بدأ المناسك.
ووقع الحادث بسبب رياح عاتية وإهمال اتهمت به مجموعة بن لادن التي تنفذ منذ أربعة أعوام مشروعا كبيرًا بمليارات الدولارات لتوسيع مساحة المسجد الحرام 400 ألف متر مربع ليتمكن من استقبال 2,2 مليون من الحجاج في وقت واحد.
الكارثة لم تؤثر
وبعيد وقوع الحادث، أكد مسؤول سعودي لوكالة فرانس برس أن مناسك الحج ستجري كالمعتاد. وقال المسؤول الذي طلب عدم ذكر اسمه أن الحادث "لن يؤثر على موسم الحج هذه السنة وسيتم إصلاح القسم المتضرر على الأرجح خلال أيام".
لكن مخاطر وقوع حادث تبقى قائمة. فقد قام الدفاع المدني السعودي في وقت مبكر الخميس باجلاء أكثر من ألف حاج آسيوي بسبب حريق شب داخل احدى غرف الطابق الثامن من فندق مكون من 11 طابقا في مكة المكرمة. وقال الدفاع المدني إنه تمكن من إجلاء "1028 حاجا من إحدى الدول الآسيوية من أحد الفنادق المصرح لها باسكان الحجاج في حي العزيزية في العاصمة المقدسة".
وموسم الحج هذا هو الأول الذي يجري في عهد الملك سلمان بن عبد العزيز الذي اعتلى العرش في كانون الثاني/يناير الماضي خلفا للملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز آل سعود. واتخذت إجراءات أمنية كبيرة للحج خصوصا بعدما تبنى تنظيم الدولة الإسلامية هجمات عدة ضد مساجد شيعية في السعودية والكويت واليمن.
وقد أعلنت وزارة الداخلية السعودية الأربعاء أن الشرطة السعودية اوقفت شخصين بعد تبادل لاطلاق النار ومداهمات أدت إلى العثور على حزام ناسف.
اطلاق نار
وقالت الوزارة إن تبادلا لاطلاق النار وقع الثلاثاء في موقعين مختلفين في الرياض، خلال عملية أمنية ضد "فئة ضالة". وأوضحت أن الموقوفين فتحا النار والقيا قنبلة على الشرطة لحظة محاولة القاء القبض عليهما، بعد تطويق منطقة سكنية في حي المونسية في الرياض.
وقال اندرو هاموند من برنامج الشرق الاوسط وشمال افريقيا في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية إنه "لا يمكن ان نستبعد بالكامل خطر وقوع هجوم ضد الشيعة والدولة السعودية". وأضاف أن تنظيم "الدولة الإسلامية يمكن أن يستخدم الحج للتجنيد ولنشر رسالته".
ويشهد الشرق الاوسط تصاعدا في التوتر بين السنة والشيعة بسبب المنافسة الحادة بين السعودية وإيران. ويعكس النزاع في اليمن المجاور للمملكة وانتشر فيه الجيش السعودي لدعم الحكومة في مواجه المتمردين الحوثيين، هذا التوتر بشكل واضح.
وتظاهر مئات الحوثيين مؤخرًا في صنعاء متهمين الرياض بعدم السماح لليمنيين بالحج. وردد هؤلاء المتظاهرون هتافات من بينها "لا لتسييس الحج". وكان ولي العهد السعودي الأمير محمد بن نايف حذر في آب/اغسطس الماضي من أن بلاده ستتصدى "بحزم" لأي محاولة للاخلال بسير مناسك الحج.
[email protected]
أضف تعليق