خصص الشيخ صالح بن حميد إمام وخطيب المسجد الحرام في مكة المكرمة الجزء الثاني من خطبته اليوم الجمعة للحديث عن الاعتداءات الإسرائيلية على المسجد الأقصى المبارك في القدس المحتلة، في سابقة هي الأولى منذ سنوات على خطب المسجد الحرام خاصة في وقت اجتماع المسلمين لأداء فريضة الحج.

وأكد خطيب الحرم المكي أن انقاذ المسجد الأقصى "ليست مهمة عسيرة إذا صحت النوايا وصدقة العزائم وتوحدت الجهود واستوعبت الدروس فالمسلمون كلهم يدا على من عاداهم والأمة الحية هي التي تخرج من ظلام الخذلان إلى نور الأمل.. وإن هذه الامة حية لا تموت حية بقوة الله وقوة هذا الدين"

وقال: الأقصى المبارك هو الذي يجب أن تنتهي عنده الخلافات فهو الذي يوحد بين المسلمين عامة والفلسطينيين خاصة، ولا يمكن أن يترك إخواننا المقاومين وحدهم أمام هذا العدو فإنها قضية المسلمين جميعا والانتصار لها وتأييدها مسؤولية كل مسلم".

وأكد خطيب الحرم أن الدعوة موجهة لجميع المسلمين وخاصة الساسة وأصحاب القرار دولا ومنظمات لبذل كل ما يستطيعون من قوة سياسية ومادية ونظامية ودولية في هذا المجال".

وامتدح المقاومة والمرابطين قائلا: إن "نصرة القدس وفلسطين ببروزها حية في القلوب والكتب والمناهج وكل السياسيات ثم بتأييد إخواننا المرابطين في بيت المقدس وأكناف بيت المقدس فهم في مقاومة شريفة في قوتها وتحملها وارداتها وثباتها وسيبقى الرباط والمرابطون والنصر قادم وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون".

وذكر الشيخ حميد فضائل المسجد الأقصى الذي ارتبط في المسجد الحرام في رحلة الإسراء والمعراج؛ وتساءل عن حال المسجد الأقصى هذه الأيام، وأجب قائلا: إنه "يعيش اعتداءات أثمة وممارسات وحشية وسياسية عنصرية واعتداءات يهودية تشهدها ساحات المسجد الأقصى وإنها اعلان حرب على هوية المسجد الإسلامية وهي امتدادا لهذا الاغتصاب الظالم لفلسطين المحتلة كلها امام صمت العالم وعجزه"

معاناة 

ولفت إلى أن هذه الاعتداءات تحمل المزيد من المعناة لإخواننا الفلسطينيين عامة والمقدسيين خاصة، وتظهر ما يطمع إليه هؤلاء الصهاينة من تقسيم للمسجد خيب الله مساعهم وأبطل كيدهم وجعله في نحورهم".

ورأى الشيخ حميد أن "الصهاينة اختاروا هذا التوقيت استغلالاها لما تعيشه أمة الإسلام والمنطقة خاصة من تنافر وتناحر وفرقة وفتن".

مستدركًا بالقول: "لكن لعل في هذا الحدث الجلل الذي يتعرض له المسجد الأقصى ما يوقظ المسلمين فالأقصى هو الملتقى الذي يلتقي عنده المسلمون بكل مذاهبهم واهتماماتهم وإن من الواجب المتعين أخذ الدروس والعبر لأبعد مدى والاستفادة من أن هذه الفرقة والتناحر لم يستفد منه إلا هذا العدو المشترك".

وشدد خطيب الحرم المكي أن "الخلاف مع الصهاينة خلاف عقيدة وصراع بين وعد حق ووعد مفترى وهذه مسؤولية الجميع شعوب وحكومات".

ودعا الخطيب في دعائه نهاية الخطبة "على اليهود الغاصبين المعتدين المحتلين"

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]