صادقت السلطات الإسرائيلية، امس الأربعاء، على بناء 396 وحدة استيطانية على جبل أبوغنيم في حي راموت الاستيطاني بالقدس الشرقية. وجاءت هذه المصادقة على خلفية المواجهات العنيفة التي شهدها المسجد الأقصى منذ الأحد مع بدء السنة العبرية الجديدة.

ووافقت إسرائيل في أيار/مايو الماضي على بناء 900 وحدة سكنية استيطانية في حي رمات شلومو الإستيطاني في القدس الشرقية، وكانت خطط البناء في مستوطنة رمات شلومو سببت في السابق أزمة دبلوماسية مع واشنطن على خلفية اعلانها للمرة الأولى في 2010 تزامنا مع زيارة نائب الرئيس الأميركي جو بايدن للقدس ولقائه كبار المسؤولين الإسرائيليين آنذاك لإحياء محادثات السلام الفلسطينية الاسرائيلية.

ومنذ الأحد، زار نحو ألف من غير المسلمين المسجد الأقصى. وعززت هذه الزيارات مخاوف الفلسطينيين من قيام إسرائيل بتقسيم المسجد الأقصى "زمانيا ومكانيا" بين اليهود والفلسطينيين، في ساعات الصباح لليهود، كما هو الحال في الحرم الإبراهيمي في مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية.

وصباح امس الاربعاء، كانت باحة المسجد الأقصى هادئة، ومساء الثلاثاء عند انتهاء الاحتفالات برأس السنة العبرية، بدأ الهدوء بالعودة إلى الموقع وشوارع البلدة القديمة في القدس بعد ثلاثة أيام من الاشتباكات العنيفة، ويبدو الهدوء "هشا" حيث يحتفل اليهود الثلاثاء المقبل بيوم الغفران، وبعدها بأسبوع بعيد العرش اللذان سيشهدان تدفقا يهوديا الى البلدة القديمة في القدس الشرقية والمسجد الأقصى.

"عناصر من قوات الامن الاسرائيلية يواكبون زوارا من اليهود في محيط مجمع المسجد الاقصى في القدس في 15 ايلول/سبتمبر 2015"
وللسنة الثانية على التوالي سيتزامن يوم الغفران مع عيد الأضحى الذي يحتفل به المسلمون الأسبوع المقبل. وكان نتنياهو أكد مجددا تمسكه بالحفاظ على الوضع القائم في المسجد الاقصى مع التشديد على عدم منع زيارات اليهود للموقع. وقال بهذا الصدد "ان اسرائيل متمسكة بالحفاظ على الوضع القائم في المسجد الأقصى وإسرائيل لن تسمح لمثيري الشغب بمنع زيارات يهود للموقع".

دخول المسلمين طيلة ايام الساعة

والوضع الراهن الموروث من حرب 1967 يجيز للمسلمين الوصول إلى المسجد الأقصى في كل ساعة من ساعات النهار والليل، ولليهود دخوله في بعض الساعات، لكنه لا يجيز لهم الصلاة هناك. وتعترف إسرائيل التي وقعت معاهدة سلام مع الأردن في 1994 بإشراف المملكة الاردنية على المقدسات الإسلامية في مدينة القدس.

من جانبه أكد العاهل الاردني الملك عبد الله خلال اتصال هاتفي اجراه مع الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الاربعاء ضرورة أن يتخذ المجتمع الدولي "مواقف حازمة لوقف الاعتداءات" الإسرائيلية الأخيرة في القدس"، بحسب ما أفاد بيان صادر عن الديوان الملكي الاردني.

ومن جهته، أعرب الرئيس الفرنسي عن "قلقه العميق" ازاء تجدد الاشتباكات في القدس خلال اتصاله بالعاهل الاردني، بحسب بيان صادر عن الرئاسة الفرنسية، وجرت صدامات مماثلة في تشرين الثاني/نوفمبر اتخذت السلطات الإسرائيلية على اثرها قرارا نادرا باغلاق باحة المسجد الأقصى ما تسبب بأزمة دبلوماسية مع الاردن.

ويستغل يهود متطرفون سماح الشرطة الاسرائيلية بدخول السياح الاجانب لزيارة الاقصى عبر باب المغاربة الذي تسيطر عليه، للدخول إلى باحة الأقصى لممارسة شعائر دينية والاجهار بأنهم ينوون "بناء الهيكل " مكانه، واتهم الرئيس الفلسطيني محمود عباس الاربعاء الإسرائيليين بأنهم يشنون "حربا شرسة وضروسا" ضد الفلسطينيين في القدس.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]