السوق الابيض يقع بمحاذاة جامع الجزار، وقد بناه سليمان باشا في نهاية فترة ولايته كحاكم لعكا. حتى ذلك الحين كان سوق أكبر منه موجود في المكان نفسه، بناه ظاهر العمر، وسُمّي "سوق ظاهر".
بموجب شهادة إبراهيم العودة، كاتب سيرة سليمان باشا، كان السوق القديم يضم 110 دكاكين، وقد كان بالطبع المركَز التجاري لعكا وشمال فلسطين.وأمر سليمان بهدم أنقاض السوق القديم بعد تضرره وانهياره نتيجة لانفجار وحريق كبير داخله، وأقام في المكان نفسه سوق جديد، هو السوق القائم حتى اليوم.
جدران السوق وأربعة وستّون دكّانًا طُليت بالطين (قُصرت) في أثناء بنائها باللون الأبيض، ومن هنا مصدر التسمية. حتى إن السوق الأبيض زاخر بالضوء، ولربّما كان هذا هو السبب لانطلاق ألسنة سكان عكا بهذه التسمية حتى يومنا هذا. في أثناء قصف إبراهيم باشا بالمدفعية خلال السنتين 1831 – 1832 أصيب ضمن أشياء أخرى. ويُعتبر هذا الموقع واحدًا من مشاريع البناء الكبرى في البلاد في بداية القرن التاسع عشر، لا بل إن أحد المسافرين حينها ساواه بسوق دمشق.تشهد الصور الملتقَطة من نهاية الحِقبة العثمانية أنّ السوق الأبيض، على نحو شبيه بـ"سوق ظاهر" الذي سبقه، كان المركَز التجاري الأساسي في عكا.
هذا وقد تراجعت أهمية السوق الأبيض عندما تمّ في بداية حِقبة الانتداب البريطاني شق طرق إضافية من خلال الأسوار، حيث إن القادمين إلى عكا عن طريق بوابة المدخل البرّي الوحيد للمدينة، لم يعودوا مضطرين إلى المرور من المسار المؤدي إلى السوق الأبيض.بعض الدكاكين اليوم تُستخدَم كمخازن، او تم فتحها وتوسيعها باتجاه شارع صلاح الدين حيث حولت الى دكاكين ومطاعم. وقد بوشر مؤخرًا، أعمال ترميم من قبل شركة تطوير عكا والآثار وبلدية عكا.
[email protected]
أضف تعليق